الإعلانات .. من صناعة النجوم إلى استغلال الشهرة في الترويج للمنتجات
قديما كانت الإعلانات تتميز بصنع النجوم، وليس العكس كما يحدث الآن، فمنذ أن بدأ الصوت والصورة يغزوان عالم الترفيه، كان لزاما على الإعلانات أن تتطور وتستخدم أساليب مشوّقة حتى تسترعي اهتمام المستهلكين، واستطاعت الإعلانات بالفعل أن تصنع نجوم كثر في مصر، إلى أن تبدل الحال فمع بداية السينما ولمعان نجومها بدأت الاستعانة بهم في الإعلانات المطبوعة التي كانت تُعلّق في الشوارع وفي المحال التجارية، ومن ثم على شاشات التلفزيون وفي الإذاعة.
وفي التقرير التالي يستعرض موقع "محطة مصر" أبرز التحولات في مجال الإعلانات في مصر ..
- الإعلانات في الخمسينات والستينات
صنعت الإعلانات في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عددا كبيرا من النجوم، مثل النجمة فاتن حمامة التي قدمت إعلانا للصابون، والنجمة هند رستم التي روجت لزيت الشعر، كما استُخدم توقيع السيدة أم كلثوم وصورتها على إعلان لأحد العطور.
- أساليب أكثر جذبا
استطاعت الشركات الكبرى أن تنتج إعلانات مصورة سينمائيا، ولم تدخر مجهودا في استخدام الاستعراض والغناء كأكثر الأساليب جذبا في ذاك الوقت، و كانت الكليبات الغنائية الصغيرة تُعرض حينها على شاشات السينما قبل عرض الأفلام وتميزت بوقتها الطويل مقارنة بوقت الإعلانات اليوم.
- مع دخول التلفزيون
والمساحات الإعلانية زادت مع دخول التلفزيون إلى العالم العربي، وأصبح النجوم يروّجون للمنتجات عبر الشاشات الصغيرة، وستغل المعلنون ذلك للوصول السهل إلى الزبائن المستهدفين الجالسين في منازلهم، وإعطائهم من خلال ذلك جرعة مكثفة من التسويق عبر نجومهم المفضلين.
- الإعلانات تصنع النجمات
1) ظهرت العديد من الوجوه الجديدة من النجمات الحاليات كفتيات للإعلانات، منهم الفنانة شيرين رضا، والتي شاركت في إعلان لشركة "ليسيكو"، حيث ظهرت فيه وهي في سن الحادية عشر من عمرها، وذلك عندما عرض عليها طارق نور وكان صديقا لعائلتها، المشاركة فيه، وبالفعل تم تصويره على شاطئ العجمي الذي كانت تصيف فيه حينها.
2) دخلت الفنانة نرمين الفقي إلى مجال الفن والتمثيل من خلال الإعلانات، الأمر الذي حقق لها قدرا من الشهرة والنجومية، وأوضحت خلال لقائها في برنامج “صاحبة السعادة”، أن دخولها لعالم الإعلانات جاء من خلال الصدفة بعد أن شاهدها المُخرج طلعت يوحنا، في منطقة "العجمي" حيث كانت مع عائلتها، وقدمها بدوره إلى هذا المجال لتصبح أحد أشهر الوجوه الإعلانية خلال فترة التسعينات، وبدأت مسيرتها في الـ14 من عمرها.
3) استطاعت الفنانة شيري عادل أن تلفت الأنظار بخفة ظلها وبراءتها، منذ دخولها إلى مجال الإعلانات، حيث ظهرت لأول مرة على الشاشة وهي في الرابعة من عمرها في اعلان "بونبون" إكلير من شركة كادبوري، كما شاركت في العديد من الإعلانات منها إعلان بسكويت "ستار"، برفقة الفنانتين ميس حمدان وياسمين عبد العزيز، اللتين كانا حينها من أشهر فتيات الإعلانات.
- النجمات داخل المجال الإعلاني
على الرغم مما تمتلكه نجمات الوسط من نفوذ، شهرة، مال، وأملاك، إلا أن العديد منهن بالإضافة إلى النجوم أيضا، وخاصة الأكثر شهرة منهم، يقتحموا مجال الإعلانات، ويكونوا الوجه الإعلاني لماركة معينة، أو لمنتج معين، وأصبحت منتجو الإعلانات الآن يقتصروا تقديم هذا المجال على مشاهير النجوم، دون إتاحة فرصة للوجوه الجديدة كما كان يحدث سابقا.
- ليست ظاهرة جديدة
وعلى الرغم من تفشيها في المجتمع، إلا أن الكثيرين يوضحون أن الظاهرة ليست جديدة، ولطالما ارتبطت منذ القرن الماضي، بيوت الأزياء والمجوهرات الكبيرة بأسماء النجمات المشهورات في العالم، من أجل أن تزيد من شهرتها وانتشارها.
- نماذج تدل على قدم الظاهرة
والنماذج الدالة على قدم الظاهرة في استخدام النجوم اقحامهم في مجال الإعلانات، كثيرة، فمثلا مهابة صوت الفنان حسين صدقي لم تمنعه من أداء مهمة تسويقية لشركة "كوكا كولا" في إعلان سينمائي شاركت فيه الممثلة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية.
كما استكمل المعلنون استغلال حب الجمهور لإعلانات النجوم، وجرى اللجوء إلى بعض المشهورين وحثهم على الاشتراك في حملات التوعية الصحية والاجتماعية، مثل حملات تنظيم الأسرة للفنانة فاطمة عيد تحت شعار"حسنين ومحمدين" ومحاربة الجفاف للفنانة كريمة مختار ومكافحة البلهارسيا للفنان محمد رضا وحملات تنظيم الأسرة التي ظهر فيها الفنان أحمد ماهر، والتي اشتهرت بشعار "الراجل مش بس بكلمته".
وتطورت إلى عصرنا الحالي، لإعلانات المكرونة والتجمعات السكنية والعطور والملابس وحتى الرسائل الخيرية التي تبثها المؤسسات الخيرية والمجتمعية، والتي تستعين بكبار ومشاهير النجوم فيها لإيصال الرسالة الإعلانية.