”صعود الذهب” بين التضخم الامريكي وانتعاش الأسواق الناشئة
أميرة حسن القاهرة
"بايدين والذهب"، علاقة اثارت ترقب الاوساط الاقتصادية مجتمعه منذ أن بدأت نتائج الانتخابات الامريكية تشير الى اقتراب جو بايدن من الفوز، إلى أن أدى اليمين الدستورية؛ ومن هنا فقط بدأت الأسواق في التركيز على حزمته التحفيزية المقترحة والمقدرة بـ 1.9 تريليون دولار، والتي حازت على اهتمام كبير من المستثمرين الذين يترقبون دعم الدولار أو استمرار ارتفاع اسعار "النفيس" باعتباره أداة تحوط من التضخم الذي قد ينتج عن إجراءات التحفيز لتخفيف تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الامريكي، ولكن تأثير ضعف الدولار على الاسواق الناشئة بدا مختلفا.
- مأزق التضخم الأمريكي
يتوقع المحللون الاقتصاديون استمرار ارتفاع اسعار الذهب مقابل ضعف الدولار وفقا لمؤشرات صعود الذهب- اليوم الاثنين- في المعاملات الفورية 0.2 % إلى 1855.40 دولار للأوقية (الأونصة)، في تعاملات متقلبة، ويترقب المستثمرين والاقتصاديين الدوليين لنتائج اجتماع السياسات لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، الذي سيستمر على مدار يومين، تبدأغدا الثلاثاء، ويؤكدون أن التوجهات الأساسية ستكون لصالح الذهب للعودة لمكاسب قياسية مرة أخرى.
وأكدت إدارة بايدن الضرورة الملحة لاقتراح مساعدات مالية للتخفيف من تأثير الجائحة، في الوقت الذي حاولت فيه تهدئة مخاوف الجمهوريين من التكلفة الباهظة لهذه الحزمة.
والآن يشار إلى أن تركيز الأسواق العالمية ينصب على السياسة الاقتصادية لـ"بايدن"، ولا سيما حزمة التحفيز المخطط لها، حيث شهدت "تجارة الانكماش"عودة المستثمرين إلى الأسهم التي أهملت خلال فترة انتشار الوباء مثل البنوك والشركات الصناعية، أي أنه سيتم الرهان على التحفيز ولقاحات فيروس كورونا والتي من المقرر لها أن تدفع النمو مرة أخرى.
مع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة بشأن ما إذا كان الكونجرس سيمرر الحزمة مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وعمليات الإغلاق الجديدة حول العالم التي تواصل الضغط على الدولار.
- الاستثمار الآمن
دفعت جائحة كورونا التوجهات الاستثمارية نحو الذهب هربا من أسواق المال وأسعار العملات وتراجع أسعار الفائدة ،مما عزز من اسعار الذهب كاستثمار آمن على المدى المتوسط والطويل، ولكن الخبراء يؤكدون أنه مع التقدم العالمي في مواجهة فيروس كورونا ونجاح اللقاحات في تأمين العالم من الجائحة وتحجيم انتشار الفيروس سيدعم الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه، أكد رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، رفيق عباس، أنه في فترات اضطراب الأسواق العالمية، كالفترة الحالية بسبب تداعيات كورونا، دائما ما يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مع اللجوء إلى بيع السندات والأسهم، وعندما تستقر الأمور يبيعون الذهب، وتعود أسعار الذهب إلى مسارها الطبيعي وارتفاعاتها الطبيعية.
- الضارة النافعة
"رُب ضارة نافعة" .. مثل عربي قديم ينطبق تماما على تأثير ضعف الدولار على الاسواق الناشئة، فعلى الرغم من الترقب والتخوفات العالمية من استمرار ضعف الدولار، إلا أن الأمر تأثيره سيكون ايجابيا لدى الأسواق الناشئة، لأنه إذا استمر ضعف الدولار، أو تعرض لضعف أكثر، فمن المحتمل أن يكون هذا بمثابة رياح داعمة بشكل كبير لهذه الأسواق، مما سيساعد على رفع أسواق الأسهم الناشئة إلى مستويات أعلى، مما يجعل متابعة حركة الدولار مهمة للغاية في الوقت الحالي لأنه قد يكون انعكاس الدولار إلى الأعلى بمثابة الإشارة الأولى على أن صعود أسواق الأسهم الناشئة قد أصبح على وشك أن يفقد قوته.
ويمكن أن نرصد أحد أهم فوائد انخفاض الدولار على الاقتصادات المحلية والذي سيجعل تسديد الديون المقومة بالعملة الأمريكية أرخص، وفي الوقت نفسه، يؤدى أيضاً إلى ارتفاع في أسعار السلع المقومة بالدولار، حيث ستساعد السلع ذات الأسعار المرتفعة على زيادة إجمالي الإيرادات والأرباح للشركات.
ومن جانبه، كشف إيهاب واصف؛ نائب رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية، عن حالة من الترقب الحذر، موكدا أنه حتى الآن لا يمكن تحديد الاتجاهات الاقتصادية الدولية بسبب عدم وضوح الرؤية حتى الآن.
وأضاف: لا يمكن انكار ان الاقتصاد المصري قد تعافي رغم جائحة كورونا وهو ما ظهر في قوة العملة المحلية " الجنيه" في مواجهة الدولار اذ وصل لـ 15.65 جنيها كقيمة لسعر صرف الدولار بنهاية العام الماضي بعد ان كان قد تجاوز الـ16 جنيها.
وأكد أن الجميع يترقب ما إذا ستتوجه الولايات المتحدة الأمريكية لفرض سياسات ضريبية جديدة أو السير على نفس نهج الرئيس السابق دونالد ترامب أم أن ادارة البيت الأبيض الجديدة ستغير سلوكياتها الاقتصادية مع دوائر الصراع الاقتصادي من بينها الصين، بالاضافة إلي اجراءات دعم الدولار لمواجهة حالة الركود التي خلفتها تداعيات وباء كورونا العالم.