مسلسل الاختيار 2 .. كيف خان محمد عويس صديقه محمد مبروك هندي وسلمه للإرهابيين
عمرو الذيباني
بدأ منذ الحلقة الثالثة لمسلسل الاختيار ٢ ظهور الخائن المقدم محمد عويس الذي سلم صديقه شهيد الواجب الوطني المقدم محمد مبروك هندي الشاهد الرئيسي على مرسي و الجماعة الإرهابية في قضية التخابر ضد الدولة وأبلغ عويس الجماعة الإرهابية بخط سيره وقاموا باغتياله أسفل منزله بمدينة نصر، ودفع حياته ثمنا للتضحيات والفداء للوطن
«محمد محمد عويس» ، اسم سيذكره التاريخ مجللا بالعار ومُجسِداً لمعاني الخسة والنذالة وخيانة مواثيق الصداقة والأمانة ، فهو ضابط الشرطة سليل لأسرة ميسورة الحال ابن تاجر الرخام الثري وصاحب المصنع الكبير بجسر السويس ، والذي قاده ضلاله إلى السقوط في هاوية الوحل لدرجة أنه قام «بتسليم» صديقه وزميل دفعته الضابط الشهيد «محمد مبروك» بدم بارد وبكل خسة وحقارة بثمن بخس دراهم معدودات ليتم قتله على يد أمراء الدم من أعضاء عصابات الخوارج التكفيرية ، لينتهي طريق السقوط الذي هوى إليه بمحض إرادته بالمصير الطبيعي لأمثاله .. حبل المشنقة.
يقول «عويس» في اعترافاته إنه يبلغ من العمر 40 عاما وأنه كان يعمل مقدم شرطة بالإدارة العامة لمرور القاهرة ورئيس وحدة التراخيص بالقطامية ، مضيفا إن ضابط الأمن الوطنى الراحل «محمد مبروك» كان دفعته فى كلية الشرطة فى نفس السرية فى السنة الثانية من الدراسة، ومن ضمن أصدقائه المقربين، وظل التواصل بينهما قائما حتى بعد انتهاء الدراسة لدرجة أن الشهيد «مبروك» كان هو من يأخذ أم الخائن «عويس» للأطباء والمستشفيات ويرعاها في غيابه
.
ويضيف الخائن «عويس» أنه لم يكن ملتزما دينيا وكان يعتاد شرب الخمر وتعاطى مخدر الحشيش حتى وفاة والده عام 2005، فقرر التوقف عن شرب الخمر وبدأ فى الصلاة متقطعا، وكان يشجعه على ذلك زميل بإدارة التخطيط والبحوث اسمه «تامر بدوي» ، وهو شخص متدين وفى حاله على حد قوله ومن أقارب اللواء «عدلي فايد» مساعد وزير الداخلية الأسبق ، وهو ، أي «بدوي» ، كان الذي حرضه على حضور دروس لأحد مشايخ الفكر السلفى الجهادي ويدعى «محمد حلمي» بشقة صديق له يدعى «تامر العزيزي» بجوار «كنيسة سانت فاتيما» فى مصر الجديدة ، واستمر ذلك حتى عام 2006 ، مضيفا أن «تامر العزيزي» هذا هو الذي جند أيضا أخوه «سامح العزيزي» الظابط في مديرية أمن القليوبية.
.
كما يضيف الخائن «عويس» أن وبعد زواجه عاد لطريق الإدمان مرة أخرى حتى تسبب ذلك فى أزمة صحية له عام 2008 كادت تودى بحياته، كما أنه في هذه الفترة دخله فى علاقات كثيرة غير شرعية مع نساء غير زوجته، إلى أن أنجب ابنته.
ثم يشير إلى أنه كان معارضا لثورة 25 يناير فى بدايتها، ولكن عندما تنحى مبارك أصبح من مؤيديها
ويضيف الخائن «عويس» في أقواله المسجلة بمحاضر النيابة : اتصل بي «تامر العزيزي» يوم 28 يناير 2011 «جمعة الغضب» بعدما تم اقتحام أقسام الشرطة وتم قتل ضباط كثيرين، ليطمئن عليّ بعد حريق وحدة الأميرية التى كنت أرأسها، وتواصل معي بعد ذلك وقابلته فى منزله بسانت فاتيما، وأبلغني «تامر» يومها بأن ما حدث فى 25 يناير هو من علامات يوم القيامة، وأنه يستعد لظهور «المهدي المنتظر» وإقامة دولة الخلافة، مرددا حديثا منسوبا للنبى يوضح مراحل حكم الدولة الإسلامية ، موضحا أنه اقتنع بكلامه خاصة أن الحديث صحيح على حد قوله.
ويكمل الخائن «عويس» أنه حضر درسا لرجل يدعى الشيخ «محمد عبد المقصود» الهارب حاليا في «تركيا»، وفى إحدى المرات تعرف على شخص يدعى «محمد بكري هارون» ولم يعرف عنه إلا أنه سبق اعتقاله من مباحث أمن الدولة ، وأن «هارون» هذا كان يسكن بجوار مسجد الإيمان ويمتلك سيارة دايو حمراء هاتش باك، وكان حريصا جدا على ألا يعرف عنه أية معلومات.
ويضيف الخائن «عويس» أنه تشكك فى نوايا بكري والعزيزي لأنهما يعرضان نفسيهما عليه كسلفيين، لكن حدثت ثلاثة مواقف أوضحت نواياهما بشكل فج.
اقرأ أيضاً
«الموقف الأول كان عندما طلب منى «محمد بكري» تزوير ملف سيارة لتهريبها من ليبيا»، واستفزنى ذلك وواجهته بقولى «إزاى تبقى شيخ وعاوز تضرب ورق وتهرب عربية» فرد قائلا «إن ذلك ليس حراما شرعا وأنه يجوز التهرب من الضرائب والجمارك لأنها ليست منصوصا عليها فى الشريعة الإسلامية، فاتصلت بالعزيزي لمعاتبته على أفكار صديقه، لكنى فوجئت بتأييده لوجهة النظر ذاتها.
والموقف الثانى أن «بكري» أبلغه بأنهم كجبهة سلفية يجمعون بيانات عن ضباط أمن الدولة أيام حكم مبارك، وطلب منه المساعدة فى التأكد من استمرار وجودهم بالقطاع أم تم نقلهم، كما أعلنت وزارة الداخلية حينها.
أما الموقف الثالث فكان إبلاغه بأن مشايخ السلفية الكبار يمتلكون بيانات كاملة لضباط أمن الدولة استطاعوا الحصول عليها أثناء اقتحام المقار فى أحداث الثورة، كما عرض «بكري» عليه صورا لضباط أمن دولة فى زيهم الميرى الكامل مثل صور كارنيهات وزارة الداخلية، وتعرف «عويس» على الضابط «عبد الحميد بكري» لأنه كان دفعته وتم ندبه بعد الثورة لحرس وزير الداخلية ، لكنه لم يخبرهما بأنه يعرفه.
يقول ممثل النيابة فى مرافعته : "يوم 17 من نوفمبر 2013 تم قتل المقدم «محمد مبروك» بقطاع الأمن الوطنى ، والذي شهد له الجميع بالتدين والانضباط ، وهو خارج من بيته بأكثر من 10 رصاصات أمطرته بها فئة ضالة استحلت الدماء والأموال والأعراض ، لكونه كان مسئولا عن محضر اتهم فيه «مرسي» وقيادات الإخوان بالتخابر مع دولة أجنبية ، وكان ذلك بوشاية من الخائن «عويس».
.
ويضيف ممثل النيابة .. جاء ذلك بعد أن أصدر المدعو «توفيق فرج زيادة» - المتهم الأول في أمر الإحالة - والمعروف في القضية باسم «بائع العسل» تكليفاته للمتهمين عفيفي وبكري ببدء التخطيط لقتل الشهيد «مبروك» ، فتوجه المتهم بكري للضابط خائن الأمانة «محمد عويس» رئيس وحدة مرور القطامية ، ولم يتردد «عويس» وأمد «بكري» بكل البيانات وسلمه بيانا مفصلا بالصور والتحركات للشهيد «مبروك» وعدد آخر من الضباط، ولسان حال الجماعة يقول أنا لجماعة الإخوان لناصرون، وعقدوا جميعا العزم على قتل «مبروك»، فأنطلق المتهم «بكري» بأعضاء التنظيم من خلية الرصد ورصدوا مسكن محمد مبروك وأبنائه .
.
وضمت الـ54 جريمة التى وجهت للمتهمين العديد من الوقائع ما بين القتل والتفجير وتخريب الممتلكات العامة، منها وقائع قتل لضباط وأفراد شرطة ومواطنين ، ولعل أبرزها اغتيال المقدم «محمد مبروك» والرائد «أبو شقرة»، واللواء «محمد السعيد» بمديرية أمن القاهرة، واللواء عادل السعيد مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، وفردي الشرطة مصطفى ربيع المنشاوى وأحمد يوسف من خدمة نقطة النزهة الجديدة، وفرد الشرطة هانى إبراهيم جاد الله من خدمة الارتكاز الأمنى بالطريق الدائرى، وكذلك قتل كلا من صبحى عبد الفتاح مرسى وصلاح محمود فردي شرطة بكمين الباسوس بالقناطر الخيرية ، كما ضمت وقائع تفجير 3 مديريات أمن أبرزها تفجير مديرية أمن القاهرة، وتخريب 25 منشأة عامة وخاصة مبيت مبانى شرطة ومساجد وكنائس، و7 وقائع سرقة أبرزها سرقة مكتب بريد «مسطرد» وسيارة نقل أموال لإحدى الشركات، وسرقة 3 كيلو ذهب .