مسلسل الاختيار ٢
بهجت العبيدييظل الفن أحد أهم وسائل التوثيق، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وذلك لأن الفن لا يسرد الحدث سردا تاريخيا بعيدا عن تلك المشاعر التي تصاحبه، بل يتوقف، يجب أن يكون هذا التوقف ببراعة شديدة، عند الأثر النفسي للأحداث، وعند تلك الآلام التي تصيب الإنسان الذي يقع عليه هذه الأحداث، كما يتوقف عند لحظات السعادة التي تصاحب تحقيق الأهداف التي من أجلها أقيم هذا الحدث أو ذاك.
إن الفن يصور المشاعر الإنسانية جميعها: من خوف وشفقة وأمل وسعادة وحزن وخيبة وطموح، تلك التي تعتمل جميعها في النفس البشرية في كافة تفاصيل الأحداث، ومن هنا فإن براعة المؤلف تظهر أوضح ما يكون في تصوير تلك المشاعر وفي وصفه لها وصفا يكاد يصل بالمتابع إلى حبس أنفاسه في مشاهد الخوف، وانطلاق آهاته في مشاهد الألم، وسكب دموعه في لحظات الحزن، وهتافه من أعماق قلبه في وقت الرجاء، وسقوط دموع الفرع لحظة تحقيق النتيجة والنجاح، هذا الذي يلزمه تكامل العمل الفني بحيث تتناغم كل عناصره لتصل بالمشاهد إلى قمة التعايش والتأثر، هذا في العمل الفني عموما، فما بالنا بعمل فني يوثق أحداثا جساما عاشها المجتمع المصري، في أخطر فترة في تاريخه المعاصر.
نقصد بهذه الفترة تلك التي يتناولها مسلسل "الاختيار ٢"، حينما خرج الشعب المصري زمرا وجماعات يرفضون الحكم الفاشي لجماعة الإخوان الإرهابية التي اتخذت من الدين ستارا لتنفذ به مخطط شيطاني، لم يكن يستهدف مصر وحدها، بل كان يستهدف المنطقة العربية جميعها، هذا الذي فطِن له الشعب المصري العريق، فأخذ على عاتقه أن يهدم هذا المشروع وأن يفسد ذلك المخطط، وأن يحفظ مصر ومن بعدها المنطقة، هذا الشعب الذي إن قال، فكلمته الحق، وإن فعل، ففعله الصواب، وإن أراد، فإرادته نافذة، هذه الإرادة النافذة التي كانت تحتاج إلى حماية من قوى الشر والضلال والإرهاب، فكانت كلمة الجيش على لسان قائده "الفريق" – آنذاك - عبد الفتاح السيسي حاسمة في إنفاذ تلك الإرادة: حيث حمى الجيش شعبه ونفّذ إرادته.
اقرأ أيضاً
- 3 أعمال غنائية.. «الجسمي» يتألق في الموسم الرمضاني 2021
- ياسمين رئيس تنفعل في ملوك الجدعنة.. ” الشرع به أشياء أخرى غير الزيجات الأربع”
- منيو سحور ثالث يوم في رمضان2021.. تعرفي على طريقة عمل فول بالبيض وجبنة بالسبانخ
- ردود فعل قوية لأولى حلقات 350 جرام
- أبرزهم شريهان ونيللي وسمير غانم.. قائمة نجوم إعلانات رمضان 2021
- كفاية كدب.. نسرين أمين تفتح النار على نجوم رمضان 2021 بسبب التريند
- شاهد بالفيديو.. دعاء ”الواحد” للفنان محمد سعد
- نسل الأغراب ينافس لعبة نيوتن.. في أولى جولات ”كأس إنرجي للدراما”
- شاهد.. 4 دقائق تلخص معاناة شريهان بعد غياب 20 عامًا
- ظهور منسي وعزل مرسي.. تفاصيل الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار 2
- مواعيد الصلاة والإفطار والسحور في ثاني أيام رمضان
- 5 طرق للتخلص من رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام
هذا الذي لم يرق للجماعة الإرهابية ومن يقف خلفها من دول وجماعات وقوى عالمية، فاتخذوا الإرهاب نهجا، ظانين واهمين أن بإمكانهم بالخوف والرعب الذي أرادوا نشره في ربوع مصر تغيير إرادة هذا الشعب العظيم، فكانت ملحمة كبرى قامت بها رجالات الداخلية المصرية وابطال الجيش المصري العظيم، فتصدوا، ومن خلفهم شعب مصر الأبي، لهذا المخطط الإرهابي الخبيث والحقير، وفي هذا التصدي في تلك الملحمة ضربوا المثال في الفداء والتضحية، كما ضربوا المثال في التخطيط والتدريب، فقضوا قضاء تاما مبرما على الإرهابيين، وأنهوا الأساطير التي تكن تسكن عقول أعداء مصر، وأماتوا مخطط الشر.
هذا الذي لم يكن بدون ثمن، بل قدم أبطال الأمن المصري دماءهم الزكية وأرواحهم الطاهرة ثمنه غاليا، ولا يغلى شيء على تراب الوطن، فداء للشعب المصري ولمصرنا الغالية، هذه التضحيات التي يتناول جانبا منها مسلسل "الاختيار ٢" الذي جاءت حلقته الأولى لترهص عن عمل فني رائع مكتمل الجوانب، حيث وجدنا اتساع المساحة المكانية التي يتناول الأحداث فيها، فمن القاهرة على اتساعها إلى سيناء على امتدادها، وتنوع شخوصها، من نماذج مقززة للجماعة الإرهابية، إلى نماذج من جموع الشعب المصري الطيب المسالم الرافض للحكم الفاشي، ذلك الذي يربطه جميعا أداء وعمل رجال الأمن المصري مع الإشارة إلى الحياة الأسرية التي يأخذ عمل أبطال الأمن كل وقتها ليعكس تضحيات تلك الأسر في حرمانها من الزوج والأب الذي يسهر على حفظ الوطن وأمن المواطن، في مشاهد إنسانية مؤثرة.
إنني أتوقع نجاحا باهرا لمسلسل "الاختيار ٢"، ومن هنا من على صفحات موقع صحيفة "محطة مصر" فإنني أطالب كل فئات الشعب المصري بالحرص على مشاهدته، فهو توثيق فني رائع لهذه المرحلة الهامة في تاريخ مصر الحديث، كما أطالب المصريين بالخارج بضرورة مشاهدته مع أبنائهم خاصة هؤلاء المقيمين في العالم الغربي، مع حرصهم على شرح الخلفية لهذا العمل خاصة للشباب منهم حيث أن الأحداث قد مر عليها ما يقترب من ثماني سنوات، هذا الذي يعني أن الشاب أو الصبي ذا الخمسة عشر ربيعا كان عنده سبع سنوات أثناء هذه الأحداث، ما يعني أنه في حاجة للشرح والتوضيح، لكي تعرف هذه الأجيال الأحداث بوضوح، وتتعرف على البطولات التي خطها الأمن المصري والتضحيات التي قدمها الشعب المصري العظيم.