موكب المومياوات ورسائل العظمة

اندهش العالم بموكب المومياوات الذي يضم اثنين وعشرين ملكًا وملكة، في لحظة تجلٍّ تاريخي على أرض الكنانة، ليشير إلى جمع من الرسائل يفهمها العالم:

الرسالة الأولى: مصر قبل التاريخ، فإننا ننظر إلى ممياوات شاهدة على تاريخ أكثر من سبعة آلاف عام، فكل واحدٍ من هؤلاء يحمل تاريخًا كبيرًا من المجد.

الرسالة الثانية: أصبح للأحفاد عزوة وقرابة من أؤلئك الذين يسيرون في قلب القاهرة، فليسوا بمعزل عن المصريين، وقد ظهر الترحاب بهم بدقة متناهية، وبتصميم فاق الخيال، وكل شيء كان محسوبًا بالثانية أو أقل منها، مما يعطي ثقة العالم بأن المصريين المعاصرين لا يقلون عن أجدادهم القدماء في صون مصر وتحقيق الأمجاد.

الرسالة الثالثة: ظهور الرئيس السيسي بمفرده في استقبال المومياوات ، وكأنهم على قيد الحياة، إجلالاً وتقديرًا للتاريخ وللبشر الذين صنعوا التاريخ، فكانت لحظة فارقة، والرئيس ههنا لا يمثل شخصه، وإنما هو رمز مصر والمصريين؛ لذا كان التوفيق من وجوده منفردًا دون مشاركة أحد معه في هذا المشهد.

الرسالة الرابعة: التقاء الماضي بالحاضر، في صورة الملوك وشعب مصر بقيادة الرئيس السيسي، في عظمة وبهاء، فلم يكن الموكب منعكسًا على التاريخ القديم وحده، بل ظهر في أشكال متعددة، أهمها صورة الرئيس السيسي، ووقوفه بعظمة الملوك والرؤساء في لحظة الاستقبال.

الرسالة الخامسة: توحُّدُ المصريين ورد فعلهم المتباهى بوطنهم وأجدادهم القدماء، على ما ظهر في وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية، ونسب المشاهدة العالية جدًّا لهذا الحدث على مستوى العالم.

لقد ارتبط الموكب بالشعور الوطني المتدفق لدى الشعب بكل طوائفه، وأحسسنا أن الزمن تلاشى، واقترب منا الفراعنة زمنًا وروحًا، وقد وُفِّقَ الإخراج في وضع برنامج الافتتاح بكل عناصره، من موسيقات الأوركسترا التي عزفتها مع تزامن سير الممياوات، وقد اختلطت بأنظمة الإضاءة الباهرة في ميدان التحرير مع بعض الحركات البسيطة من الفتيات، فتناسقت الصورة الكلية مع أضواء البهرجة التي لمست تراث المصريات والآثار القديمة، وظهرت العربات التي تحمل المومياوات بهذا الشكل النابض بالرسم الفرعوني القديم والهيكل الجنائزي المميز ، مع وضع اسم الملك على العربة، إن ذلك كان من المؤثِّرات القوية في عالم المشاهدة، التي تنم عن خبرة الفنان المصري والهندسة الأثرية الفائقة، مما يحمل عنوان ((مصر كانت وتكون وستكون)).