آخر فرصة لإصلاح التعليم
كمال ريان صحفي وإعلامي كمال ريان محطة مصرعلى مدى عقود طويلة ظلت أزمة التعليم من أهم وأخطر الأزمات التي تواجه مصر والتي تمثل سببا رئيسياً للكثير من المشكلات الإقتصادية والإجتماعية والحياتية التي يواجهها الشعب المصري ومنها مشكلات الفقر وضعف الإنتاج والبطالة والفجوة الكبيرة بين التعليم وسوق العمل .
فالتعليم هو مفتاح النجاح للافراد والتقدم للشعوب والتعليم لا يعني الحصول على الشهادة بل يعني تكوين الشخصية تعليما وتدرييا وتأهيلا بالمعلومات والمهارات العلمية والشخصية والنفسية لتكون قادرة على التفكير والتحليل والعمل والانتاج واتخاذ القرارات والتعامل مع التحديات ومواجهة الأزمات .
الفارق بين هذا النمط من التعليم وبين نظامنا التعليمي هو نفسه الفارق بيننا وبين الدول المتقدمة التي غزت الفضاء وحققت تقدما هائلا في الطب والعلوم وقادت الثورة المذهلة في تكنولوجيا المعلومات وأصبحت تقود الإقتصاد العالمي ، ولا مجال لسد الفجوة بيننا وبين هذه الدول الا بتطوير التعليم والقضاء تماما على التلقين واستبداله بالبحث والتحليل والابداع .
من هنا تأتي أهمية نسف نظام التعليم القديم الذي قادنا لهذا الوضع ، وأعتقد أن أيا منا كان راضيا عنه ، ومن هنا جاءت أهمية وضرورة وحتمية نظام التعليم الجديد الذي أصبح توجه دولة وتقوم على تنفيذه وزارة التعليم ويتبناه الوزير د. طارق شوقي .
صحيح هناك مشكلات واجهت هذا النظام وهناك أخطاء في التنفيذ عاني منها ابناؤنا الطلاب ومنهم أبنائي ، وفي مقدمة هذه الأخطاء الاعتماد بشكل كامل على النظام الإلكتروني خلال المرحلة الثانوية في الدراسة والامتحانات وعدم طباعة الكتب ، لكنها أخطاء تطبيق يمكن تلافيها وعلاجها ، وأعتقد أنه من الأولى اعتماد النظام الهجين الذي يقوم على الدمج بين النظام الورقي والإلكتروني ، بمعني استمرار طباعة الكتب للدراسة مع تطوير المناهج والاعتماد على النظام الإلكتروني والمنصات التعليمية وبنك المعرفة للمزيد من البحث والتحصيل ، وأيضا اجراء امتحانات الكترونية شهرية تكون عليها 30% من الدرجات وامتحان ورقي يكون عليه 70% من الدرجات .
ولا ننسى ان هناك تحديات أخرى تقنية واجهت النظام منها قوة شبكات الاتصالات وكفاءة الشرائح وسيستم النظام والحوسبة السحابية وهي تحديات تسابق الجهات المعنية الزمن لعلاجها .
من الطبيعي أن نواجه تحديات في تطبيق نظام التعليم الجديد ومن المهم أن نسارع بعلاجها ، لكن الخطير أن نرتد للوراء وأن نذرف الدموع على نظام تعليمي قادنا لما نحن فيه من أزمات وأن نتربص بمحاولة انقاذ التعليم المصري لنجهضها في مهدها ونهيل التراب على آخر فرصة لإصلاح السبب الرئيسي في جميع أزماتنا .
للتواصل : [email protected]