خروف وتوك توك..أغرب مكونات جهاز العروسة في القرى
دينا عادل محطة مصريرقص عدد لا نهائي من الشباب وتحيطهم الزغاريد من كل مكان، وترافقهم دعوة الأهل والأحباب للعروسين بالذرية الصالحة، هذا هو حال كل حفلات الزفاف التي تتم داخل مصر.
ولكن تختلف عادات وتقاليد الزواج من مكان إلى آخر، بعضها يعتبر عاديًا والبعض الآخر قد يراه الناس ضربًا من الجنون، ففي قرى ومدن كفر الشيخ تختلف عادات وتقاليد الزواج، فمثلًا مركز البرلس اشتهر مؤخرًا باحتواء جهاز العروسة فيه على "عجل" أو "خروف".
أما فى محافظات المنوفية، فيبدو أن الجميع اتفق على التباهى بمن يدفع أكثر، حتى وصل الأمر ببعض الأهالى لبيع ممتلكاتهم من الأراضى والمواشى وكتابة شيكات حتى يتم تجهيز العروسة بـ "3غسالات، ٣ ثلاجات، 90 فوطة، ٢٥ طقم سرير كبير، 25 طقم سرير أطفال، 100عباية"، وهذا بالإضافة إلى كمية الملابس التى تكفى العروس لسنوات قبل أن تفكر فى شراء جديد.
وتقول إحدى الفتيات التى تستعد للزواج في محافظة دمياط: "حماتى يلزمها فى الصباحية جهاز كهربائى (غسالة، أو بوتاجاز، أو ثلاجة) ده طبعا غير كعك الصباحية اللى بيكون بأكثر من 10 آلاف جنيه عشان أم العريس توزعه على حبايبها وجيرانها".
وأضافت فتاة محافظة دمياط: "متوسط الفوط اللى بدخل بيها بيوصل لـ150 فوطة، غير 30 طقم سرير كبير، و20 طقم سرير للأطفال، و2 طقم صينى، و5 أطقم حلل، ورفائع المطبخ والزينة والبلاستيك وكل شىء منه أضعاف مضاعفة".
وفى قرية ميت المخلص بالغربية، اعتاد الأهالى على أن يكون جهاز العروسة فى سيارات تمر بوسط القرية ليشاهدها الجميع، ويضم الجهاز أحيانا 3 ثلاجات، 3 غسالات، 7 بطاطين، 6 لحاف، شاشتين، و2 فرن.
وهذا كله بالإضافة إلى "النيش" لمجرد الزينة، والذى يكلف أكثر من 20 ألف جنيه ليظل ما به معروضًا للزينة لا يلمسه أحد لمجرد أنه مكتوب فى القايمة، وهناك أيضًا 20 شنطة سفر كبيرة مملوءة بالملابس، وأغرب ما فى الموضوع هو إصرار الأهالى على وجود "7 طشت غسيل" مهما كان حجم الغسالات.
كما يتخطى جهاز العروسة في قرية نبروه المائتى ألف جنيه، فحسب كلام إحدى الفتيات المتزوجة حديثًا "لازم اتنين أو تلاتة من كل جهاز"، وهو ما علق عليه أحد الأهالى قائلا: "الناس اتعودت على أنها تجيب حاجات كتيرة وخلاص حتى لو ملهاش لازمة.. إحنا اللى عملنا فى نفسنا كده".
ومن أغرب عادات وتقاليد جهاز العروسة فى إحدى قرى مركز سمنود بالغربية، تشترى العروس "توك توك" لعريسها ضمن الجهاز، حتى صار الأمر مزحة تداولها الشباب قائلين: "اللى عايز توك توك يخطب من سمنود".
"يحيى أبوها يا جدعان جاب عزالها على التمام"..ترددت كلمات هذه الأغنية الشعبية بين ربات البيوت أثناء نقل جهاز العروسة في محافظة الشرقية، لتحفيز الأسر على تجهيز أبنائهم بأفضل جهاز حتى لو كان ذلك فوق طاقتهم، ومن يكون جهازها أقل من ذلك تستحق المعايرة.
وقد وصل الأمر في بعض الحالات إلى السجن، فعلى سبيل المثال "أم فاتن" بائعة خضروات في إحدى أسواق حي فيصل، اضطرت لتوقيع إيصالات أمانة على نفسها بمبلغ 1500 جنيهًا، لشراء تلفزيون بشاشة LCD وأطقم الكاسات والأركوبال، حيث قالت: "مينفعش بنتي تكون أقل من سلفتها وأخت جوزها، كمان الجيران ياكلوا وشنا"، لذلك وجدت نفسها مسجونة بسبب عدم قدرتها على السداد.