كافحت ختان الإناث ودخلت السجن.. نوال السعداوي تاريخ مشرف من النضال
إيمان إبراهيم فهيمرحلت عن عالمنا الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي، التي وافتها المنية اليوم بعد صراع مع المرض، تاركة ورائها تاريخ من الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها بصورة كبيرة دفعت السيدات لاحترام السعداوي، والنظر لها كأحد أهم أعمدة النضال النسائي في مصر والوطن العربي.
ويقدم "محطة مصر" أبرز محطات الجدل في تاريخ المناضلة النسائية وأحد أهم الكتاب المصريات نوال السعداوي.
قانون الختان
وقفت نوال السعداوي ضد قانون ختان الفتاة المصرية، بعدما حكت السعداوي في إحدى مقالاتها عن تعرضها للختان على يد عائلتها، وهو الأمر الذي سبب لها ألم كبير صاحبه الوعي الذي اكتسبته، بعدما التحقت بكلية الطب وأصبحت طبيبة، فما كان من السعداوي إلا أن وقفت أمام "ظاهرة الختان"، حيث هاجمت السعداوي أحد الأطباء الذي اقترح قانون الختان بالبرلمان المصري، وهو الأمر الذي ثار بسببه الكثيرين ضددها، لتنتصر معركة الوعي الطبي الصحيح في النهاية بعدما سنت اللجنة الطبية بالبرلمان قانون لتجريم ختان الإناث وحبس المتهمين بهذه الجريمة.
نوال في السجن
لعل أحد أهم المحطات في حياة نوال كان دخولها السجن، فقد شاركت عام 1981 بتأسيس مجلة نسوية تسمى "المواجهة"، وهو الأمر الذي قادها لدخول سجن القناطر، إلا أنها تم الإفراج عنها بعد مدة قصيرة، لتخرج نوال من السجن وتنشر كتابها "مذكرات من سجن النساء".
إلا أن هذه التجربة لم تكن أولى تجار نوال مع السجن، فقد كتبت نوال كتابها "امرأة عند نقطة الصفر"، بعدما تواصلت مع أحد السجينات واستلهمت منها قصة الكتاب.
نوال وسيمون
لم تكن نوال في شبابها أقل إثارها للجدل، فقد كانت المقالة التي كتبتها نوال عن أحد أهم فلاسفة ومناضلات فرنسا "سيمون دو بوفوار" من أكثر الأشياء إثارة للجدل في وقتها، فعلى الرغم من الإحترام والتكريم العالمي الذي حظيت به سيمون، إلا أن نوال التي قابلتها أثناء زيارتها للقاهرة في منتصف الستينات شعرت أنها لا تستحق كل هذا التكريم، لكونها حبيست أفكار فلسفة ذكورية، وقد كتبت نوال مقالة عن ذلك وهو ما أثار الكثير من الجدل حول أرائها التي اعتبرت غريبة وغير مفهومة أحيانًا.
تعدد الزوجات
رأى العديد من متابعي كتابات وتصريحات نوال السعداوي أرائها في قضية تعدد الزوجات خارجة بشكل كبيرعن الرأي الديني السائد، فقد سبق وصرحت السعداوي انها ترفض تعدد الزوجات، مرجعة ذلك الى النظر بصورة علمية وليست دينية، حيث ترى السعداوي أن الزواج الثاني قد يسبب هدم للأسرة الأولى، إضافة الى خلق حالة من الكراهية بين الأخوة الذين ينشئون غالبا في عائلتين منفصلتين، ويعتبر هذا التصريح من أكثر تصريحاتها إثارة للجدل لكونه يتعارضمع الرأي الديني.
الجنسية المصرية
تسبب أراء نوال في لإثارة الجدل حولها طوال حياتها، إلا أن الجدل ليس وحدة هو ما أثير بل أن الهجوم المباشر، وحتى الدعاوى القضائية كان من أهم ما تعرضت له نوال، فقد رفع أحد محامي مصر قضية ضد السعداوي بسبب أرائها التي رأها غير ملائمة للمجتمع المصري، مطالبًا القضاء المصري بإسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة الكبيرة، إلا أن محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة أصدرت حكمها عام 2008 برفض إسقاط جنسية نوال السعداوي.
قائمة الموت
لعل أحد أهم المحطات في حياة السعداوي كانت عندما بدأ كارهيها في التفكير في التخلص منها من خلال عدة طرق، كان من أبرزهم "قائمة الموت" وهى قائمة ضمت أسماء عدد من المفكرين الذين تم تهديدهم بالموت على يد الرافضين لأفكارهم، والتي كانت نوال على رأسهم، وهو الأمر الذي دفع نوال لمغادرة مصر عام 1988، الا انها عادت مصر أخرى بعد 8 سنوات من سفرها.