مصلحة الأطفال.. رسالة طمأنة من السيسي بشأن قانون الأحوال الشخصية

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرصه على أن يخرج قانون الأحوال الشخصية بصورة متوازنة من خلال حوار مجتمعي يلبي كل المطالب.

وقال الرئيس السيسي ، خلال مداخلة له أثناء الاحتفال بتكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2021 اليوم "الأحد": "أحب أن أطمئنكم في نقطة قانون الأحوال الشخصية، نحن حريصون على أن نسمع من الجميع ، ثم من خلال حوار مجتمعي لنصل إلى خلاصات يلبي من خلالها القانون كل المطالب بشكل جيد".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن القانون يستطيع فقط تنظيم اجراءات من الممكن عملها، لكن على الأب والأم في حالة الانفصال يجب أن يراعوا الحد الأدنى والتحدث بشكل إيجابي أمام الأولاد والبعد عن الإساءة من أجل أن يعيشوا أسوياء ، مطمئنا الجميع بخصوص قانون الأحوال الشخصية وغيرها من الأمور الأخرى .

وأضاف إن فضيلة الأمام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان يتحدث معه في هذا الأمر وأن الأزهر الشريف له مشروع متقدم جدا في هذا الإطار،موجه له كل التحية على هذا الأمر، مشددا على أن الهدف هو تسهيل وتيسير حياة الناس .

ومن ناحية أخرى ، شدد الرئيس السيسي مجددا على أن مبادرة " حياة كريمة" تهدف السيدة المصرية وأبنائها من خلال توفير السكن اللائق والآمن خاصة ممن كانوا يعيشون في ظروف غير مناسبة وفي بيئة خطرة .

 

وقال الرئيس السيسي" مروءة الرجل الحقيقي هي العطاء من دون طلب المرأة ذلك "، مضيفا "أن الهدف من توفير السكن اللائق والآمن هو توفير حياة كريمة لأهلنا وبناتنا وسيداتنا ونقلهم من المناطق ذات الظروف الصعبة إلى سكن يليق بهم".

وتابع الرئيس قائلا: " مبادرة حياة كريمة، بدأت منذ عامين ولكن وجدنا اننا نحتاج أن نأخذ قفزة كبيرة جدا" ، لافتا إلى أنه وفقا للحصر الاولي الذي عرضه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن هناك حاجة إلى بناء 100 ألف وحدة سكنية تليق بالأسر المصرية في 1500 قرية.

 

واستطرد الرئيس السيسي قائلا :" إن الهدف من ذلك كله السيدات المصريات المتواجدات في الريف وهن أكثر من تعانين من هذا الحال، إلى جانب أمور أخرى مثل الصرف الصحي والغاز لو أمكن، وغيرها كثيرة جدا "، مؤكدا الحرص على إنجاز ذلك .

 

وأضاف " أنه في ضوء ما عرضه رئيس الوزراء ومراجعة الأرقام فإنه من الممكن أن نحتاج إلى مبلغ 150 مليار جنيه لـ1500 قرية، وأنه من الممكن أن يرتفع هذا المبلغ إلى أكثر من 200 مليار جنيه ، مؤكدا أن الدولة والحكومة قادرة على تدبير هذه الأموال ، بهدف أن تعيش المرأة المصرية في منزل جيد هي وأولادها، بما يحدث نقلة في 3 سنوات لحياة ما يقرب من 55 أو 60 مليون إنسان على رأسهم السيدة المصرية ، ونحن نسير في هذا الموضوع بشكل جيد

 

وأضاف "انتهز الفرصة للتحدث معكم ومن خلالكم للشعب كله على الجهود التي تبذلها الدولة وعلى القضايا التي تشغلنا"، منوها في هذا الإطار إلى أنه منذ أيام كان في إحدى الحدائق بمدينة نصر واستوقفته سيدة فاضلة جدا قائلة له:" أنا جدة ومن فضلكم قانون الأحوال الشخصية وأخاف ألا يخرج بالصورة المتوازنة"، مشيرا إلى أنه أكد لها الحرص على أن يكون القانون على مسافة واحدة من الأم والأب، فيما يتعلق بكافة العناصر التي يتضمنها القانون وليس فقط فيما يخص حق الرؤية بالنسبة للأسر التي لم توفق في حياتها وضرورة أن تكون هناك فرصة بسيطة وسهلة وليست معقدة لرؤية الأبناء أو البنات.

 

وأكد الرئيس السيسي أن كافة مؤسسات الدولة ، سواء الأزهر أو البرلمان أو مجلس الشيوخ أو الحكومة، حريصة على القانون الذي سيصدر ، لأن الهدف من القانون هو مصلحة الناس وليس شيئا آخر، ونسعى للوصل إلى نتيجة تسعد وتسهل وتيسر الأمور طبقا للتطور الذي حدث في المجتمع.

 

وتابع الرئيس السيسي قائلا: "أحب أن أطمئنكم في نقطة قانون الأحوال الشخصية، أننا حريصون على إن نستمع من الكل ثم من خلال حوار مجتمعي أن نصل إلى خلاصات يلبي من خلالها القانون كافة المطالب بشكل جيد".

 

ونبه الرئيس السيسي إلى أن فكرة الانفصال بين الزوج والزوجة أمر صعب على الأسرة وخاصة الأولاد ، وقال " إن القوانين ليست كل شئ ، الأصل في مثل هذه الأمور هو استعداد المجتمع والأسرة أن توفر ما أمكن من مناخ مناسب للطفل أو الطفلة والتقليل قدر الإمكان من حجم الأثر الصعب على الأطفال.

 

وناشد الرئيس السيسي، الأزواج والزوجات المنفصلين عدم الحديث أمام ابنائهم بشأن الخلافات التي أدت إلى الانفصال بينهم حتى لا يحدث ذلك شرخا في شخصية الطفل أو الطفلة، ومن أجل إعطائهم فرصة ليشبوا أشخاصا متوازنين ومستقيمين بعيدا عن الإساءة لكم ولهم.

 

وتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي ، في مداخلته خلال احتفال تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2021، إلى موضوع الغارامات، قائلا : سبق أن تصدينا لهذا الموضوع على أمل أنه ينتهي لأن العدد يتزايد ، رغم المبادرات التي تنفذها الدولة لصالح الأسر المحتاجة ومصر تقف إلى جانبهم ".

 

وحث الرئيس السيسي أهلنا في الريف المصري على الترشيد وعدم المغالاة في تجهيز بناتهن عند الزواج وعدم تحميل ميزانية الأسرة نفقات كثيرة ، داعيا وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية إلى العمل على تغيير العادات السائدة في هذا الأمر داخل الأسر المصرية خاصة في الريف .

 

وقال الرئيس السيسي :" سأتحدث عن أمور موجودة في الريف ، وكانت محل نقاش مع وزيرة التضامن الاجتماعي سواء في عهد الدكتورة غادة والي أوالوزيرة نيفين القباج ،ضمن المواضيع الخاصة بمصر والأسرة ، وهي موجودة في الريف أكثر منها في الحضر ، ويمكن أن تشكل قوة دفع للإعلام والمؤسسات الدينية لمعالجتها.. أنا سمعت أنهم بيقولوا يجيبوا 2 تليفزيون و 2 تلاجة و 10 بطاطين في تجهيز بناتهم للزواج .. طيب ليه ؟؟ حيث يعتبر من العيب جدا جدا في الريف لو محدش جاب كده ، مجبش في الجهاز بهذه الطريقة ، طبعا احنا عايزين الأسر تقوم بواجبها مع بناتها ، لكن ياريت هذا الموضوع نفكر فيه أن ده ليس عادة طيبة وفي الآخر ربنا سبحانه وتعالى لا يرضى إننا نعمل كده .. حتى لو كان معايا أموال أقدر أعمل كده .. أعمل ده ليه ؟؟ "، مشيرا إلى أن الكثير من القضايا المحبوس فيها سيدات هي قضايا غارمات ،اقترضن أموال من أجل تجهيز بناتهن .

 

وعن أزمة كورونا ،أكد الرئيس السيسي أن الدولة تعمل على توفير التطعيمات واللقاحات الخاصة بفيروس "كورونا المستجد" ، مشددا على ضرورة التزام المواطنين بالاجراءات الاحترازية المتبعة في مواجهة هذا الوباء الذي ينتشر في العالم بأسره .

 

وقال الرئيس السيسي :" ربنا سبحانه وتعالى وفقنا في الموجة الأولى ومرت على خير ، والموجة الثانية أيضا مرت على خير ، ونحن على أعتاب الموجة الثالثة ، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن تمر على خير"، لافتا إلى أن العالم كله يعاني من هذا الوباء العالمي ونحن من أقل الدول التي أصابها الوباء .

 

وتابع الرئيس قائلا :" احنا موضوع التطعيم واللقاحات شغالين فيه، لكن يبقى علينا الحرص واتباع الإجراءات الاحترازية ، صحيح الموضوع طول شوية بس احنا ليس لنا خيار ، هو وباء عالمي واحنا أقل الدول إصابات بالوباء بفضل ولطف من الله سبحانه وتعالى " .

 

وناشد الرئيس السيسي ، المواطنين بالالتزام بالاجراءات الاحترازية خاصة في شهر رمضان والذي يشهد عزومات ،متمنيا أن ينتهي الأمر بسلام.

 

واختتم الرئيس السيسي مداخلته بدعاء" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم".