”من غير سلسلة ولا خنافة”.. ”فاطيما” مدربة كلاب مصرية بفلسفة غربية
إيمان إبراهيم فهيم"معرفتش معنى الخوف من الكلاب في حياتي".. هذه الجملد هي عنوان قصة فاطيما دعبيس، مدربة الكلاب ذات الفلسفة الغريبة، حيث العلاقة وثيقة الصلة بالكلاب على مدار سنوات عديدة تعلمت فيها فاطيما كيف تتواصل مع الكلب بمنتهى الشفافية والقرب.
لم تكن علاقة فاطيما بالكلاب وليدة الصدفة، إذ لم تكن فاطيما جزء من عائلة تهتم بتربية الكلاب منذ طفولتها فقط، لكنها نفسها قامت بتربيتهم لمدة تصل لـ20 عامًا كاملة، تعرفت فيها تدريجيا على عالم الكلاب بكل تفاصيله التي خفيت على الكثيرين.
كانت البداية عندما ربت فاطيما كلب حراسة شرس جدا، وأيقنت كون ذلك راجع بصورة أساسية لخطأ في تدريب الكلب، فكان إصلاح الخطأ مسارها، ولذلك بدأت في القراءة والبحث لفهم عالم الكلاب وأخطاء تدريبهم بصورة واضحة.
بين التأهيل والتدريب
بين التدريب و التأهيل تعلق فاطيما شارحة الفرق، بأن التدريب هو الشيء المتعارف عليه بصورة كبيرة في الوسط المصري وحتى العربي، والذي تتحدث فاطيما عنه بانزعاج واضح لكونه يحفل بالعديد من الأخطاء التي قد تدمر نفسية الكلب من وجهة نظرها، فقد تعرضت لمواقف واجهت فيها مدربين يتعاملون بقسوة شديدة مع الكلاب، وكأن القسوة والشدة في معاملة الكلب هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتعليمهم قواعد السلوك.
على جانب آخر توضح فاطيما كيف أن التأهيل النفسي الذي تخصصت هى كمدربة فيه، يختلف كليا عن التدريب بصورته المعروفة، قائلة " Sit وStay وDown مش هو ده التأهيل النفسي ابدا" موضحة بصورة بسيطة كيف يخلط الكثيرون بين التأهيل والتدريب.
فعلى العكس من كون التدريب بصورته التقليدية هو السلوك السائد، يعتبر التأهيل النفسي مهمش جدا وليس هناك الكثير من المتخصصين فيه في مصر أوحتى الوطن العربي، وتشبه فاطيما التأهيل النفسي للكلاب بأن يكون المدرب كالطبيب النفسي للكلب حتي يضع يده على مشكلة الكلب تحديدا ويتمكن من مساعدته على التغلب عليها.
التأهيل يعني أن أتعامل مع الكلب " من غير سلسلة ولا طوق ولا خناقة "، حتى " يسمع كلامي بالحب" قالتها فاطيما واصفة تأثير التأهيل النفسي السوي على الكلاب، إذ أنه يدفع الكلب لإطاعة أوامر صاحبه، ليس بدافع الخوف منه أومن عقابه له وإنما حبا له، ووفقا لفاطيما تتنوع الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في تأهيل الكلاب، والتي من أهمها كما ذكرت هى استخدام طريقة التحفيز الإيجابي والتي تعني إعطاء الكلب مكافأت عن عمله وعن إطاعته للأوامر.
ليس للكلاب فقط
تشرح فاطمة قائلة إن الأخطاء التي ترتكب في حق الكلاب قد تكون مقصودة أو غير مقصودة، لكن المشكلة تكمن في كونها سائدة ومن يقوم بها غالبا لا يعرف تأثيرها علي الكلاب، قائلة إن الأخطاء التي ترتكب في حق الكلاب " ممكن تخلق كلب غير سوي ونفسيته مهزوزة طول الوقت"، ومن هنا تركز فاطيما بصورة شخصية على إعطاء دروس تدريبية لمالكي الكلاب انفسهم بعد تدريب الكلب.
فعلى غير المعتاد بين مدربي الكلاب، تؤكد فاطيما كيف أنها تهتم بتعليم مالكي الكلاب كيف يتعاملون مع كلابهم، شارحة انهم وعلى حسب وصفها "هيكملوا معاه المسيرة" بعد انتهاء المدرب من حصصه، وهو مايمثل وسيلة مهمة لمنع تضرر الكلب من أي ممارسات خاطئة قد يقوم بها مالك الكلب بغير وعي في المستقبل.
Fatima and the doggie
تعتبر فاطيما أول مؤثرة في مجال الكلاب في مصر، فمن خلال صفحتها التي تحمل اسم Fatima and the doggie على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف فاطيما لتعريف متابعها على عالم الكلاب بصورة أقرب وبطريقة تشعرهم بأنه من أفضل عوالم الحيوانات الأليفة على الإطلاق.
ليس فقط التعريف بعالم الكلاب هو ما تهدف فاطيما لتقديمه من خلال صفحتها، بل أيضا تمثل صفحتها نظرة مقربة على عالم الكلاب البلدي، التي تعمل فاطيما في مجال إنقاذهم وإعطائهم فرصة الحياة وسط عائلة، تماما كباقي سلالات الكلاب.
فرد من العيلة
"الكلاب مش لعبة، الكلاب فرد من العيلة" بهذه الجملة بالتحديد ختمت فاطيما حديثها، لتلخص نظرتها للكلاب كحيوانات أليفة، ففاطيما تريد تعريف المجتمع بالكلاب كروح ذات قيمة لا تقل عن قيمة أى فرد من أفراد الأسرة، فالكلب يعادل طفل جديد ينضم للأسرة المالكة له، ولابد من مراعاته والاهتمام به ومعاملته بصورة سوية لا تسبب له أذى نفسي.
وهو ما تهدف إليه فاطيما في الفترة القادمة، فرفع الوعي المجتمعي تجاه الكلاب، ونشر ثقافة تأهيل الكلب وتعليمه بدون اتباع أسلوب القسوة والعنف معه هو ما تركز فاطيما على عمله من خلال البدء في خطوات إنشاء أكاديميتها الخاصة التي تتبع نفس فلسفتها في تأهيل الكلب بالصورة السوية.
ليست فاطيما دعبيس فقط مدربة كلاب بدرجة إنسان، بل أيضا هي فرد مازال يحمل بداخله روح تبحث عن راحة كائنات تألمت بسبب الطرق التقليدية للتتعامل مع الكلاب على مدار سنوات.