الحريات المزعومة
جيهان جادو
تختلف الحريات بمفهومها العام لدي العديد من الناس فيصنفها كل منهم علي حسب مفهومه وحسب اهواءه لكن تري ماهو المفهوم الحقيقى للحرية؟ هل الحريه هي أن تفعل ماتريد وقتما تريد ام أن تكون حرا طليقا تفعل كل شيء دون قيود؟
هل الحرية هي أن تكون حبيس الفكر والإرادة والا تكون محاط بقيود الإباحية في التصرفات من عدمها ؟
أنا في وجه نظري أن من يدعي أن الحريات العامه التي يمارسها البعض في هذه الاونه كونها حق مكفول لهم ماهي الا حريات مزعومة لا توجد إلا في عقولهم ومعتقداتهم فقط فقد نسجوا هذا المعني بخيالهم للهروب من قيود العادات والتقاليد والأخلاق والضمير وغيرها من المباديء السلوكية في الحياة اليوميه ، فأين الحريه من الفتاه التي ترتدي الملابس العاريه وأين الحريه بمفهومها الراقي ممن ترتاد المقاهي والنوادي وأين الحريه ممن تذهب الي المدرسة أو الجامعه دون قيد في التصرفات والأخلاق.
وماذا أنتجت الحريه للشاب الذي يدمن المخدرات ويرتاد الملاهي ويرتدي الملابس المخنسه فلا هي للذكور ولا هي للإناث.
نحن في مجتمعاتنا نعاني من اختلاط مفاهيم كثيره تعود بنا إلي الوراء وهي بدورها تعوق اي تقدم .
إذا تكلمنا عن كم الجرائم الأخلاقية التي ترتكب كل يوم بزعم الحرية نجد أنفسنا أمام معضلة وحيره نجد أنفسنا بمنأى عن مفهوم راقي للحرية. فقد جعل الله الناس جميعا أحرار نعم أحرار لكن شرع مع الحرية ضوابط كثيره ،فجعل العقاب والثواب ولو أراد الله جعل الحرية مطلقه لأصبحت الأرض غابة يبتلع فيها الكبير الصغير كما يحدث في تلك الاونه للاسف .
فلقد درسنا في كليات الحقوق أن هناك أنواع من الحريات فهناك الحريات العامه والمطلقه مثل الحياه والعيش وأيضا الحريات السالبة والموجبه والداخليه والخارجية وغيرها من أنواع الحريات بحسب تصنيف أساتذة القانون ،ولكن ما نراه الآن لايمت لأي نوع من أنواع الحريات نحن نري فوضي وعدم وعي وانفلات وعدم احترام القوانين بزعم حرية النشاط السياسي ونري الملابس العاريه بزعم حرية الموضة أو الحرية الاجتماعيه ونري السلب والسرقة بزعم الحرية الاقتصاديه .
اعتقد انه بات من الضروري للجوء الحتمي لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي أصبحت تصنف كل ماهو راقي لجعله شيء مخزي.
علي المعلم والقاضي والكاتب والفتاة والشاب وكل فرد من أفراد المجتمع أن يراجع فكره ويصحح مفاهيمه وان يعلم أن حريته تنتهي عند بدء حريات الآخرين.
وان الانفلات والفوضى وعدم الضمير ماهي الا جرائم ترتكب باسم وزعم الحريه.