رشا راغب: كفاءة الشخص المتقدم لأكاديمية للتدريب هي معيار الاختيار

حلت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، ضيفةً على برنامج "هوى الأيام" مع الإعلامية سميرة إبراهيم، والذي أذيع اليوم الاثنين 8 مارس، عبر منصات إذاعة مونت كارلو الدولية؛ احتفالًا باليوم العالمي للمرأة.

 

استهلت "راغب" حديثها مع الإعلامية سميرة إبراهيم بطرح فكرة إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب التي جاءت نتاج البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 2016؛ لمشاركة الشباب باعتبارهم العنصر الفاعل والداعم للنهوض بالدول، حيث تم اختيار 500 شاب وفتاة من عشرات الآلاف المتقدمين من سن 20 لـ30 عام ومن جميع محافظات مصر، وقضوا سنة ما بين التدريب والتأهيل وحضور الفعاليات واللقاءات مع متخذي القرار.

 

وتابعت: كان أول طلب لهم أن يتم إنشاء كيان معني بتنمية الكوادر الشبابية، واستجاب الرئيس للفكرة ولكن على مستوى أكبر؛ لإيمانه بأن المكون الإنساني هو الأهم وأن العنصر البشري لو تم الاستثمار فيه جيدًا، فكل شيء مستطاع، وسيكون بإمكانه قيادة عجلة التنمية بكافة أوجهها، فتم إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب بقرار رئاسي في أغسطس 2017، وليكن رئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الأمناء، ثم تم تعيينها في مايو 2018، لتبدأ معها رحلة الأكاديمية الوطنية.

 

أوضحت أن أنشطة الأكاديمية تنقسم لعدة قطاعات، التدريب فيها هو النشاط الأهم وينقسم إلى عدة محاور أولهم المدرسة الرئاسية التي تضم البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، المعني بالعاملين بالدولة من الفئة العمرية من 30 لـ45؛ والذي يعتبر دليلًا على وجودة كفاءة في العاملين بالدولة، وأكدت أنه لا يوجد ترشيح في الاختيار، بل يتم التقديم على الموقع الإلكتروني من خلال ملء استمارة التقدم التي تعتبر أداة فرز أولية.

 

وبينت أن الدفعة السابقة تقدم لها 8 آلاف شخص استطاع 5 آلاف منهم اجتياز مرحلة ملء الاستمارة وخوض اختبارات الثقافة العامة واللغة العربية والإنجليزية التي أسفرت عن 2700 استطاعوا العبور إلى مرحلة اختبارات المهارات الشخصية، تقدم منهم 760 إلى مرحلة المقابلات الشخصية حيث اللجان التي ضمت مجموعة من الوزراء ورؤساء الهيئات ومتخذي القرار والشخصيات العامة والإعلاميين، حتى وصل 360 إلى المرحلة الأخيرة في الفرز وهي لقاء اللجنة الخماسية الموحدة، حيث تم اختيار 66 متقدما قوام الدفعة الحالية؛ مما يدل على أن المعيار الوحيد في الاختيار هو كفاءة الشخص المتقدم.

 

وتابعت أنه يوجد أيضًا البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الإفريقي للقيادة؛ الذي جاء تلبيةً لتكليف  الرئيس في ملتقى الشباب العربي الإفريقي في أسوان 2019، وقالت: "إنه برنامج غني وثري جدًا؛ لأنه ورغم قصر مدته وهي 6 أسابيع لكن خلال تلك المدة تم تغطية 50 دولة إفريقية عبر 3 دفعات مختلفة بإجمالي 370 متدربا خلال العام الماضي، وتوقفنا لظروف جائحة كورونا، لكن سيتم فتح باب الالتحاق مرة أخرى بحلول الشهر القادم، ووفقًا للبرنامج يتم داخل القاعات الدراسية مناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية من طاقة ومياه وتشغيل وريادة أعمال وحقوق المرأة وحقوق الطفل والتعليم وكل ما هو مؤرق للشباب في القارة السمراء".

 

وأضافت: "القارة الإفريقية قارة شابة جدًا، وشباب البرنامج من خارج أروقة السياسة؛ لذلك دورهم على الأرض له أثر كبير، ويتم داخل عمليات الاختيار التي تتم بنفس النسق مقابلتهم عبر الفيديو؛ ليستطيع المتقدم الحديث عن نفسه وما يميزه وما يجعله قيمة مضافة للبرنامج".

 

وذكرت أنه يوجد برنامجين آخرين سيتم إطلاقهم في يوليو القادم أحدهما مختص بالنشأ من عمر 15 إلى 20 عاما، والآخر مختص بالباحثين النابغين في المجالات المختلفة داخل أروقة الجامعات المصرية الخاصة أو الأهلية أو الحكومية.

 

وأوضحت أن المحور الثاني بعد المدرسة الرئاسية هو محور التكليفات التي تصل إلى الأكاديمية الوطنية من رئيس الجمهورية أو من رئيس الوزراء أو من بعض الوزراء والمسئولين، بشأن تدريب بعض الكوادر العاملة، وقالت: "الأكاديمية أصبحت المعبر وبوابة الفرز للالتحاق بالوظيفة العامة، كالعمل بالهيئات القضائية والقطاع الإداري وقطاع الأعمال وغيره، فتتنوع البرامج بتنوع واختلاف طبيعة الوظائف بجميع مؤسسات الدولة، حيث يتم تصميم البرامج بطريقة تناسب الفئة العمرية ولطبيعة العمل".

 

وأكدت أن الأكاديمية ليست على غرار أي مؤسسة أخرى أو نسخة منها، وأن المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا L'ENA هي شريك استراتيجي للأكاديمية الوطنية وشريك أساسي في البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، وتوجد شراكات أخرى مع مركز جينيف للسياسات الأمنية في سويسرا GCSP وغيرها في كوريا الجنوبية وفي هولندا، وقريبا في فنلندا، حيث تعمل جميع هذه المؤسسات في تنمية الكوادر في المحليات أو في الجهاز الإداري في قطاع الدولة بصفة عامة.

 

وبيّنت أن من محاور التدريب كذلك محور المبادرات القومية ممثلة في مبادرة المسئول الحكومي المحترف، التي تستهدف مقدم الخدمة في الشباك الأمامي في جميع مؤسسات مصر الذي يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، والذي أصبح لديهم بعد التدريب إيمانًا راسخًا بأنهم عامل تغيير في الدولة. وأيضًا مبادرة ديواني كفء؛ لتأهيل الكوادر التي تعمل في المكاتب الفنية في دواوين عام المحافظات.

 

وكشفت عن أساس البرامج في الأكاديمية الوطنية قائلةً: "ليست البرامج التدريبية ورقة وقلم ومحاضر-رغم كفاءتهم وكونهم خبراء حقيقيين في مجالاتهم-ولكن يوجد لدينا العديد من الأنشطة التي تصاحب البرنامج التدريبي مهما كانت مدته مثل زيارة الأوبرا وممارسة الرياضة وتمثيل مسرحي وقراءة كتاب وتعلُم لغات أخرى في البرامج الطويلة والإسبانية والفرنسية والألمانية وكذلك التسجيل في معهد الكونسرفاتوار لتنمية مهارة العزف على آلة موسيقية معينة، إن التركيز على المحور غير الأكاديمي يُعلي من قيمة الإنسان ويعطي أهمية له".

 

في نهاية اللقاء بعد أن سردت الدكتورة رشا راغب النشاط الأساسي للأكاديمية، أعربت الإعلامية سميرة إبراهيم عن حماسها وشعورها بالرغبة في الالتحاق بأحد تلك البرامج، وعبرت عن إعجابها بروح التعاون التي لاقتها بين أعضاء فريق عمل الأكاديمية أثناء تحضيرها للقاء، ودعت "راغب" لحضور لقاء إذاعي آخر لكن في مقر إذاعة مونت كارلو بباريس؛ للاستفاضة في الحديث أكثر عن الأكاديمية الوطنية للتدريب.

 

وأنشئت الأكاديمية الوطنية للتدريب بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2017؛ لتكون قبلة التطوير والتعلم في مصر، ومنارة التنمية وقاطرة بناء الإنسان ونهضته بالعلم والمعرفة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.