أكمل عامه الـ83..
أرسل ”الفاتحة” إلى القمر ولُقّب بـ”الملك”.. فاروق الباز كويكب بسماء العلم
أسامة حسنينيُكمل العالم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز، اليوم السبت 2 يناير، عامه الثالث والثمانين، مواصلًا مسيرة لا تتوقف من العطاء العلمي.
ولد فاروق الباز، يوم 2 يناير عام 1938 في مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، حصل على شهادة بكالوريوس "كيمياء – جيولوجيا" في عام 1958 من جامعة عين شمس بالقاهرة، ثم نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961 من معهد المناجم وعلم الفلزات بولاية ميزوري الأمريكية .
عام 1964 تجلى نبوغ الباز، واستطاع في عامه الـ26، أن يحصل على دكتوراه في علم الجيولوجيا من جامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا بعد إجراء البحوث العلمية.
منذ عام 1967 إلى عام 1972 عمل الدكتور فاروق الباز بمعامل "بلّ" بواشنطن كمشرف على التخطيط للدراسات القمرية واستكشاف سطح القمر، وخلال هذه السنوات، اشترك في تقييم برنامج الوكالة الوطنية للطيران والفضاء "ناسا" للرحلات المدارية للقمر، بالإضافة إلى عضويته في المجموعات العلمية التدعمية لإعداد مهمات رحلات أبولو على سطح القمر، كما كان رئيساً لفريق تدريبات رواد الفضاء في العلوم عامة وتصوير القمر خاصة، وأيضا شغل منصب رئيس أبحاث التجارب الخاصة بالمراقبات الأرضية من الفضاء والتصوير وذلك في مشروع الرحلة الفضائية المشتركة أبولو – سويوز في عام 1975.
برز اسم فاروق الباز في مصر عام 1978، عندما شغل منصب المتشار العلمي لرئيس الجمهورية في عهد الراحل محمد أنور السادات، وقد حصل آنذاك على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، نظير جهده في انتقاء المناطق ذات الأراضي القابلة للاستصلاح في الصحراء دون تأثيرات ضارة على البيئة.
في الفترة من 1967 إلى 1972، عمل الباز سكرتيرا للجنة اختيار مواقع الهبوط على القمر، ورئيسا لمجموعة تدريب الرواد في وكالة "ناسا"، التي اشتهر فيها بلقب "الملك"، وتخصص تدريبه لرواد الفضاء في انتقاء عينات مناسبة من أحجار القمر وتربته، بغرض إحضارها إلى الأرض لتحليلها ودراستها، وقد شهد له بالكفاءة في مهمته، حتى أن قائد مركبة الفضاء في بعثة "أبولو15" أثناء وجوده في مدار القمر كان يقول "أتذكر شرح الملك، أشعر كا لو كنت هنا من قبل".
ملك في "ناسا"
في أحد لقائته التلفزيونية، مع فضائية صدى البلد، أوضح الدكتور فاروق الباز أن سبب شهرته بـ"الملك" في وكالة ناسا، يرجع إلى تشابه اسمه مع اسم فاروق الأول ملك مصر في الفترة من 1920إلى 1952.
"الفاتحة" إلى القمر
في 26 يوليو عام 1971، بدأت ناسا مهمة "أبولو 15"، وهي البعثة التاسعة لفريق العمل في برنامج أبوللو الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية، والبعثة الرابعة التي تهبط على القمر، والتي شهدت أول استخدام للعربة القمرية.
تميزت رحلة "أبوللو 15" بالتحسينات المتعددة لمركبة الفضاء والعربة القمرية، وهو ما أدى لزيادة القلق على نجاح الرحلة، حينها اقترح فاروق الباز على فريق رحلة "أبوللو" أن يأخذوا معهم سورة الفاتحة لتحميهم ويكون الله معهم، وكانوا متعلقين بالحصول على أي شيء يستبشرون به ويطمئنهم على أداء رحلتهم والعودة بسلام إلى الأرض.
وبالفعل قام الباز بطباعة سورة الفاتحة على ورقة في بيته، وسجل عليها اسمه وأسماء بناته، ثم قام بحفظ سورة الفاتحة في حافظة من البلاستيك وسلمها لألفريد وردن.
كويكب "فاروق الباز"
في سبتمبر 2019 أطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" اسم الدكتور فاروق الباز، على كويكب اكتشف آنذاك وذلك تقديرًا لإسهاماته العلمية البارزة، ودوره البارز مع وكالة الفضاء الأميركية بداية من مشروع أبوللو لاستكشاف سطح القمر في منتصف ستينات القرن الماضي، مرورًا بتصوير الأرض من المدار على رحلة أبوللو سيوز الأميركية الروسية المشتركة.