أبوالغيط: نتابع بقلق بالغ انفلات السلوك الإيراني العدواني في المنطقة العربية
أحمد يوسف محطة مصرقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن اجتماع المجلس الوزاري العربي الطارئ المنعقد في الثامن من الشهر الماضي وعلى جدول أعماله قضيةٌ واحدة هي فلسطين.
وأضاف خلال كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعق اليوم أن رسالة هذا الاجتماع الوزاري قد وصلت لمن يهمه الأمر، بأن فلسطين تقع في القلب من الأولويات العربية وأن هناك اجماعٌ حول الحق الفلسطيني الذي لا يقبل المساومة في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن القضيةُ الفلسطينية تعرضت لاختبارٍ صعب خلال الأعوام الماضية ،مضيفا أنه مع تولي إدارة أمريكية جديدة مقاليد السلطة، تعد فرصةٌ لتصحيحِ هذا المسارِ وإطلاق عمليةٍ سلميةٍ حقيقية، تستند إلى القانون الدولي كإطار مرجعي، وتستهدف الحلَ النهائي وليس استمرار التفاوض بغرض التفاوض.
وأكد دعمه التوافق الفلسطيني حول عقد الانتخابات الفلسطينية في الأشهر المقبلة، باعتباره إضافة مهمة لتعزيز الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج.
وحول اليمن قال أبو الغيط إننا نرصد حملة حوثية ممنهجة للتصعيد في جبهة مأرب منذ 7 فبراير الماضي ،بهدف السيطرة على المدينة ونهب مواردها الطبيعية.
وتابع أن التصعيد العسكري تسبب في فرار عشرات الآلاف من المحافظة التي كانت ملاذاً آمناً لأكثر من مليون لاجئ يمني.
واوضح أن التصعيد الحوثي يستجيب لإشارات ورغبات إيرانية ، ويأتي تنفيذاً لاستراتيجية متهورة تستخدم اليمن كورقة تفاوض من دون اعتبارٍ للتبعات الخطيرة على حياة السكان المدنيين.
وأكد أن الحوثيين ومن يدعمونهم يتحملون المسئولية عن وقوع اليمن ضحية للأزمة الإنسانية الأخطر في العالم الآن وهم يوجهون صواريخهم وطائراتهم المسيرة للأراضي السعودية في هجماتٍ إرهابية نُدينها جميعاً.
وأكد حق المملكة الأصيل في الدفاع عن نفسها ،مؤكدا أن أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإحلال السلام في اليمن على أساس المرجعيات المعروفة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216.. ونطلب أن توقف جماعة الحوثي بشكل فوري إطلاق النار على جميع الجبهات، حتى تبدأ محادثات جادة تضم جميع الأطراف وتضمن للجميع مكاناً في يمنٍ موحد، يتمتع بالسيادة الكاملة على إقليمه.
وأوضح أنه في سوريا لا زال الجرح النازف مفتوحاً بعد عشر سنوات من الصراع ولا زال أبناء الشعب السوري، في الداخل والخارج، يدفعون الثمن من أمنهم ومعاشهم ومستقبل أبنائهم.
قال إن خفض التصعيد العسكري في بعض مناطق سوريا لا يعني سوى استقرار هش، تسنده توافقات مرحلية.. وما زال الوضع قابلاً للانفجار في شمال غرب وشمال شرق سوريا.. ولا زالت التدخلات الخارجية تُمثل تهديداً خطيراً لتكامل الإقليم السوري.
وأشار إلى أنه يتوازى مع تأزم الموقف الميداني جمود في مسار الحل السياسي ، فهناك حاجة ماسة لخلق مسار فعّال وذي مصداقية للحل السياسي ولا ينبغي أبداً أن يكون العرب بعيدين عن هذا الحل فسوريا دولة عربية.. وليس بمقدورِ طرفٍ كان أن ينزع عنها عروبتها أو هويتها الأصيلة ومأساة سوريا تتحمل نصيباً من تبعاتها الخطيرة دولٌ عربية تستضيف ملايين اللاجئين وفي مقدمتهم لبنان والأردن..
وشدد على أحن بقاء الأزمة في وضع التجميد ليس خياراً وعلى الجميع، بمن في ذلك الحكومة السورية والمعارضة المدنية، تحمل مسئولياتهم نحو الوصول لحل سياسي ذي مصداقية.. يلبي تطلعات مواطني سوريا ويحفظ للبلد وحدته واستقلاله وسيادته وعروبته.. ونحن لابد أن نكون مستعدين إذا طلب منا أن نساعد في هذا الشأن.
ورحب الأمين العام بالتقدم المهم الذي شهدته ليبيا في اتجاه تسوية أزمتها مع اختيار قيادة السلطة التنفيذية الجديدة.
ودعا جميع الليبيين إلى اغتنام الفرصة وإظهار الوحدة من أجل استكمال استحقاقات المرحلة التمهيدية توطئة لعقد الانتخابات في ديسمبر القادم.
وأكد أن المسار السياسي لن يستقر ويترسخ سوى بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا،وبإنهاء تهديد الميلشيات والجماعات المسلحة.
وعن لبنان دعا إلى الإسراع بالوصول إلى التوافق المطلوب، الذي طال انتظاره، من أجل تشكيل حكومة كفاءات تُمثل المخرج الوحيد للبلد من أزمته التي اشتدت وطأتها على الشعب.
وتابع إننا نهيب بجميع القوى اللبنانية التحلي بروح التوافق والمرونة لكي تخرج الحكومة المنتظرة للنور في أقرب الآجال.
وأضاف أبوالغيط اننا نتابع بقلق بالغ انفلات السلوك الإيراني العدواني في المنطقة العربية على أكثر من جبهة وبصور متعددة.
وأكد أن المنطقة العربية والشعوب العربية ليست ورقة تفاوض وبغض النظر عن التغيير في موقف الإدارة الأمريكية حيال الاتفاق النووي.
وأوضح أن الجانب العربي له شواغل محددة يتعين أن تؤخذ في الحسبان، وهي شواغل عادلة تتعلق بأنشطة تخريبية تُعاني منها أكثر من دولة عربية.. ودرس الماضي القريب واضحٌ للعيان.. فليس سليماً ولا منطقياً أن يُعالج اتفاقٌ بعض جوانب "المسألة الإيرانية"، مثل المشروع النووي، ويُغفل بعضها الآخر، مثل الدور الإيراني في المنطقة أو تطور برنامجها الصاروخي المقلق.