سر تناول الأقباط ”القلقاس والقصب” بعيد الغطاس
محطة مصر محطة مصرتشكل العادات والتقاليد جزء كبير لدى المصريين بشكل عام وتوارثتها الأجيال عبر مختلف العصور وخلال احتفال الكنيسة الأرثوذكسية، غدا الثلاثاء، الموافق 19 يناير، بعيد الغطاس، والذى يعد ذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
مسميات مختلفة
تطلق الكنيسة الأرثوذكسية على عيد الغطاس العديد من المسميات منها: عيد الظهور الإلهي، عيد الدنح، عيد العماد، كما يتمثل الغطاس في عصرنا الحالي بالمعمودية حيث يتم تغطيس الطفل بالماء بعد أن يتجاوز الأربعين يوما من ولادته، ويقام مساء اليوم قداسات عيد الغطاس بالكنائس للاحتفال بالعيد غدا السبت.
عادات وتقاليد
واعتاد الأقباط منذ فترات طويلة ضمن مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس أن يقوموا بتناول نوعا معينا من الطعام، حيث يعد رمزا لعملية الغطاس والمعمودية، ولعل من أهم هذه الأطعمة القلقاس، والقصب، حيث يرمزان للمعمودية .
القلقاس
واعتاد الأقباط على مدار كافة العصور الماضية وحتى يومنا على تناول القلقاس، الذي يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، وتشبه بذلك "ماء المعمودية"، والتى من خلال تطهر الشخص من الخطية، كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهي، كما أن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، كما يقول بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضًا معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4).
ولا يستطيع أحد القيام بتناول القلقاس إلا عقب خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولًا من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، وبذلك تشهبة الكنيسة الأرثوكسية تناول القلقاس بالمعمودية من خلال خلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة.
القصب
كما اعتاد الاقباط خلال عيد الغطاس تناول القصب، وذلك لأنه نبات ينمو في الأماكن الحارة، ويشبه فى ذلك بأن حرارة الروح يجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل الى العلو، فالقصب قلبه أبيض وحلو الطعم، فيستقيم القلب ينبع من قلبه الحلاوة وكل المشتهيات.