مرصد الأزهر يحذر من استهداف الصحفيين في أفعانستان
ياسر خفاجي محطة مصرحذر مرصد الأزهر، من استهداف الصحفيين في أفعانستان، لافتا إلى أنها من أكثر البلاد دمويةً واستهدافًا لنشطاء حقوق الإنسان، والمجتمع المدني والصحفيين؛ لا سيما خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي 2020، حيث انتشرت عمليات القتل التي استهدفت نشطاء من المجتمع المدني، وحقوق الإنسان وإعلاميين في البلاد، وخاصةً في العاصمة "كابل"، مما أثار القلق في هذه الأوساط.
وتباع المرصد، عمليات الاستهداف المستمرة للعسكريين، ورجال الأمن في أفغانستان منذ سنوات حتى الآن، أفضت إلى انتشار حالة من التوتر بين مختلف طبقات الشعب الأفغاني، ولم تقتصر العمليات على العسكريين ورجال الأمن فقط؛ وإنما تعدَّت إلى الإعلاميين والصحفيين. وفي نهاية عام 2020 تزايدت وتيرة استهداف هذه الفئة، مما شكل تهديدًا كبيرًا لحرية الرأي والتعبير في البلاد. ويُعدُّ تنظيم "داعش" الإرهابي وحركة "طالبان" وغيرهما من الجماعات المتطرفة هم الجناة الرئيسون، والمسؤولون عن أعمال العنف والقتل ضد الصحفيين في أفغانستان.
وأضاف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن كثب قضية استهداف رجال الصحافة وأصحاب الأقلام والنشطاء السياسيين في أفغانستان خلال عام 2020، وقام بتسليط الضوء على جذور المشكلة وأسبابها، والوقوف على دور مؤسسات الدولة في مكافحة الإرهاب، ومتابعة مجريات الأحداث والوضع الراهن في البلاد، وذلك في محاولة لتوضيح الأسباب التي أدَّت إلى ذلك، وكيف قامت الحكومة بالتصدي لهذه الاغتيالات الممنهجة، ولماذا يتعمَّد المتطرفون استهداف الشخصيات العامة، وأصحاب الأقلام والنشطاء السياسيين في البلاد؟
وأكد المرصد في تقرير له أن عمليات اغتيال الصحفيين والإعلاميين في أفغانستان خلال عام 2020، بلغت ثمان عمليات وقعت سبع عمليات منها خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين فقط. وقد سجَّل مركز الصحفيين الأفغان 112 حالة اعتداء على الصحفيين في أفغانستان، خلال نفس العام الماضي موضحًا في تقريره السنوي أن عام 2020 شهد مقتل 8 صحفيين، وإصابة 19 آخرين في حوادث إجرامية وإرهابية، كما تم الإبلاغ عن 45 تهديدًا، و11 حالة عنف بدني، إضافة إلى 6 هجمات مسلحة، و13 حالة إهانة وسبّ، و6 حالات اعتقال، و4 حالات اختطاف لصحفيين. فيما تشير بعض التقارير إلى أن أفغانستان تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم فى عام 2020 من حيث عدد عمليات استهداف الصحفيين.
وشهدت أفغانستان خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2020 ازديادًا ملحوظًا في عمليات القتل والاغتيال الممنهج لصحفيين وإعلاميين ونشطاء من المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان، حيث قُتل الصحفي "ياما سياوش" مع ثلاثة من موظفي البنك المركزي الأفغاني، يوم الاثنين 7/11/2020، في انفجار قنبلة زُرعت في السيارة التى كانوا يستقلونها. ولم تعلن أيَّةُ جهةٍ مسؤوليتها عن الحادث.
وفي يوم الخميس الموافق 12 نوفمبر2020، تم اغتيال "محمد إلياس داعي" مراسل "راديو آزادي"، والحاصل على جائزة المراسل الشجاع عام 2017، في انفجار قنبلة محلية الصنع بولاية "هلمند"جنوب أفغانستان، ما أسفر عن إصابة 4 آخرين بينهم طفل. ولم تعلن أيَّةُ جهة أو جماعة مسؤوليتها عن هذا الحادث، الذي أدانته المؤسسات الصحفية في أفغانستان، والتى دعت أيضًا إلى حماية الصحفيين من أعداء حرية الرأي.
وفي يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2020، لقيت «ملالا مايواند»، وهي مذيعة ومقدمة برامج مصرعها مع سائقها، على يد مسلحين مجهولين في مديرية «جلال آباد» بولاية «ننجرهار» شرق البلاد، وقد تبنى تنظيم داعش الإرهابي هذا الاغتيال. وبعد يوم فقط من مقتلها عثرت الشرطة على جثة الصحفي «فاردين أميني» مقتولًا في ظروف غامضة، قرب إحدى التلال في العاصمة كابول.
وفي يوم الإثنين 21 ديسمبر 2020، لقي «رحمة الله نيكزاد» رئيس اتحاد الصحفيين بولاية «غزني» مصرعه أمام منزله، في هجوم شنَّه مسلحون مجهولون أثناء توجهه إلى مسجد قريب في ولاية «غزنى» شرق البلاد. وفي يوم الأربعاء 23 ديسمبر 2020، تم اغتيال الناشط "محمد يوسف رشيد" في كمين استهدفه بالعاصمة الأفغانية كابول، على يد مسلحين مجهولين بينما كان متوجها بسيارة إلى مقر عمله.
وفي يوم الخميس 24 ديسمبر 2020، تم اغتيال «فرشته کوهستانی» الناشطة في مجال حقوق المرأة، هي وشقيقها بولاية «كابيسا» بشمال شرقي البلاد، على أيادي مسلحين يستقلون دراجة نارية. وكانت «فرشته» قد كتبت على صفحتها على الفيسبوك أنها تعرضت للتهديدات. هذا ولم يعلن أيُّ فرد أو جماعة المسؤولية عن هذا الهجوم.
وطالب مرصد الأزهر بضرورة تقديم الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين، الذين يعملون على نقل الواقع الذي يعانيه أبناء الشعب الأفغاني؛ جرَّاء عمليات العنف والإرهاب التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية، والتي تؤثِّر بدورها على السِّلْم المجتمعي في البلاد وتدمير البِنْية التحتية فيها، مؤكَّدًا أن تلك الأعمال الإجرامية إرهابٌ بغيضٌ، يتنافى وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، ويتصادم مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية. مطالبًا كافة الأطراف المحليَّة والإقليمية والدولية، بالتعاون لمواجهة الإرهاب المتفشي في أفغانستان، واستئصال جذور الفكر المتطرف من البلاد.