رفض ”العندليب” مشاركته في ”معبودة الجماهير”.. أزمات في حياة يوسف شعبان
إيمان فهيم محطة مصررحل الفنان القدير يوسف شعبان "عملاق الدراما" عن عالمنا عن عمر يناهز 90 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، وعلى الرغم من رحيله إلا أن ما تركه من إرث فني لا يمكن نسيانه أبدًا، إذ قدم الفنان القدير ما يزيد عن 250 عملاً فنيًا متنوعًا بين المسرح والسينما والتلفزيون مقدمًا مئات الأدوار المتنوعة التي لعبها ببراعة شديدة.
عقبات أمام الموهبة
تعتبر حياة يوسف شعبان الفنية من أكبر الدلائل على أن الموهبة والدراسة هي ما يعطي الفنان قيمته الحقيقية، فمسيرته الفنية التي بدأت بأدوار صغيرة ثم عقبها إعلان لموهبة يوسف من خلال الأدوار التي بدأ يقدمها والتي كان الرد عليها، كما ذكر شعبان في إحدى اللقاءات التلفزيونية أن منافسيه من الفنانين في جيله بدأوا في محاربته بصورة كبيرة والتضييق عليه حتى وصل الأمر لدفع المخرجين لتخفيض أجره بهدف إجباره على التخلي عن الأدوار التي تعرض عليه وترك المجال فسيحًا لهم.
كانت إحدى أشهر العقبات التي واجهها شعبان في مسيرته الفنية هى في فيلم:"معبودة الجماهير" فبالرغم من اقتناع الفنانة شادية التام بموهبة يوسف كان الفنان عبد الحليم حافظ رافضًا لاشتراك يوسف في الفيلم من خلال هذا الدور، فيوسف الذي كان مشهورًا في ذلك الوقت بسرقة الكاميرا وجذب عين المشاهدين في أي مشهد قابله، رفضه حليم الذي خشى على جماهيريته خاصة كونه ليس ممثلاً بالأصل، وهو ما دفع يوسف للاعتذار عن الفيلم إلا أنه واجه اعتراضًا شدديدًا من شادية والكاتب مصطفى أمين اللذان شددا على ضرورة وجوده في الفيلم، وأمام تهديد شادية بترك الفيلم إذا تم استبدال يوسف حصل "الأخير" على الدور الذي أصبح من أهم أدواره السينمائية ولقى نجاحًا كبيرًا.
لم يتحدث كلا من يوسف وحليم عن المشكلة القائمة بيهما أثناء تصوير الفيلم، إلا أن الخلاف فتح مرة أخيرة قبيل سفر حليم للمرة الأخيرة قبل رحيله عن عالمنا، ليفاجئ يوسف بحليم يطلب لقائه معتذرًا له وطالبًا منه أن يسامحه عن رفضه له في البداية.
حتى النقابة
لم تكن موهبة يوسف سببًا فقط في دفع المخرجين لإعطائه أدوارًا متنوعة لإبراز ما يملك من قدرات فنية فقط، بل أن توالت الأعمال الفنية وما حمله من موهبة اقترنت بالدراسة هى ما اكسبته قدرًا كبيرًا من التقدير بين أوساط الفنانين حتى فاز بمنصب رئيس نقابة الممثلين عام 1997 واستمر لدورتين كاملتين، قام فيهما بالعديد من الأعمال الهامة، فقد سدد جميع ديون النقابة المتراكمة منذ سنوات، كما قدم الدعم والعلاج لعدد من فناني النقابة وهو ما عد من أعظم ما قدم للنقابة وفنانيها.