بعد حلم صعوده للسماء.. ”الشحات” بين مطرقة ”السوشيال” و”هوس التريند”
ياسر خفاجي محطة مصرأثارت تصريحات الشيخ محمود الشحات أنور، حول رؤيته للذات الإلهية، وصعوده "للسماء السابعة"، حالة كبيرة من الجدل بين رواد السوشيال ميديا ورجال الدين خلال الأيام الماضية، مما دفع البعض لاتهامه بالبحث عن الشهرة وتصدر التريند في ظل حظر إقامة سرادقات العزاء لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنع التجمعات مما أدى إلى الرقود والبحث عن مصادر أخرى سواء للعمل أو للحافظ على التواجد والظهور، وهو ما دفع "محطة مصر" للتدقيق والبحث حول حكم الإفصاح عن رؤية الله في المنام؟ وهل حقًا يمكن للمؤمنين الصادقين الصالحين أن يروا الحق في المنام؟
ذكر "النووي" في شرح مسلم عن القاضي عياض، أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها، لذلك فإن رؤية الله تعالى في المنام قد تحصل لبعض من المؤمنين الصادقين ببركة حفظهم لكتاب الله أو أعمالهم الصالحة.
وقال "ابن تيمية"، قد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، فمن رأى الله عز وجل في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي إن كان صالحا رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة.
دار الإفتاء
أوضحت دار الإفتاء، أن رؤية الله عز وجل فى المنام ممكنةٌ على جهة التأويل وليست على جهة الحقيقة، لافتة أن الإمام النووى ذكر فى شرحه على صحيح مسلم أن القاضى قال: وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ رُؤْيَةِ اللهِ تَعَالَى فِى الْمَنَامِ وَصِحَّتِهَا، وَإِنْ رَآهُ الْإِنْسَانُ عَلَى صِفَةٍ لَا تَلِيقُ بِحَالِهِ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْمَرْئِى غَيْرُ ذَاتِ اللهِ تَعَالَى؛ إِذْ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى التَّجَسُّمُ وَلَا اخْتِلَافُ الْأَحْوَالِ بِخِلَافِ رُؤْيَةِ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم. قال ابن الْبَاقِلَّانِى: رُؤْيَةُ اللهِ تَعَالَى فِى الْمَنَامِ خَوَاطِرُ فى القلب، وهى دلالات للرائى عَلَى أُمُورٍ مِمَّا كَانَ أَوْ يَكُونُ كَسَائِرِ المرئيات، وَاللهُ أَعْلَمُ].
وأضافت الدار، أن رؤية الله سبحانه وتعالى فى المنام ليست حقيقية كرؤية الأجسام؛ فهو سبحانه منزه عن أن يحيط به نظر أحد، قال تعالى فى سورة طه: "وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا"، وقد أوَّل العلماء ما ثبت عن بعض السلف من رؤية الله عز وجل فى المنام بأنها تدل على حال الإنسان الرائى ولا تدل على الله، إذ يشير العلامة القرافى فى "الذخيرة" إلى قول الأستاذ أبو إسحاق الذى يذكر فيه أن "الإنسان إذا رأى اللهَ تعالى أو النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فهى أمثلةٌ تُضرَب له بقدْر حاله؛ فإن كان موحِّدًا رآه حسنًا، أو ملحدًا رآه قبيحًا، وهو أحد التأويلين فى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيتُ ربى فى أحسن صورة"، قال أبو إسحاق: وقال لى بعضُ الأمراء: رأيتُ البارحةَ النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام أشدَّ ما يكون مِن السواد، فقلتُ: ظَلَمْتَ الخلقَ وغَيَّرْتَ الدِّين؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة"، فالتغيير فيك أيها الرائى وليس فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم".
وقال الإمام البغوى في "شرح السنة": وتَكُونُ رُؤْيَتُهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ ظُهُورَ الْعَدْلِ، وَالْفَرَجِ، وَالْخِصْبِ، وَالْخَيْرِ لأَهْلِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فَإِنْ رَآهُ فَوَعَدَ لَهُ جَنَّةً، أَوْ مَغْفِرَةً، أَوْ نَجَاةً مِنَ النَّارِ، فَقَوْلُهُ حَقٌّ، وَوَعْدُهُ صِدْقٌ، وَإِنْ رَآهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَهُوَ رَحْمَتُهُ، وَإِنْ رَآهُ مُعْرِضًا عَنْهُ، فَهُوَ تَحْذِيرٌ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فى سورة آل عمران: "أُولَئِكَ لَا خَلاقَ لَهُمْ فِى الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم"، وَإِنْ أَعْطَاهُ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا فَأَخَذَهُ فَهُوَ بَلَاءٌ وَمِحَنٌ وَأَسْقَامٌ تُصِيبُ بَدَنَهُ، يَعْظُمُ بِهَا أَجْرُهُ، لَا يَزَالُ يَضْطَرِبُ فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهُ إِلَى الرَّحْمَةِ وَحُسْنِ الْعَاقِبَةِ".
هل يرى الله في المنام؟
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله، إن الله سبحانه وتعالى يعلم بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فالقرآن كلام الله كأنما يخاطبك الله به، هذا يكفيك عن رؤية الله، أما رؤيته في المنام فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام كما في حديث اختصام الملأ الأعلى، أما غير الرسول فذكر عن الإمام أحمد أنه رأى ربه والله أعلم هل يصح هذا أم لا يصح؟ لكن نحن لسنا في حاجة في الهداية إلى رؤية الله عز وجل، حاجتنا أن نقرأ كلامه ونعمل بما فيه، وكأنما يخاطبنا، ولهذا ذكر الله أنه أنزل الكتاب على محمد وأنزله إلينا أيضا حتى نعمل به، ولا تشغل نفسك بهذه الأمور، فإنك لن تصل إلى نتيجة مرضية، عليك بالكتاب والسنة والعمل بما فيهما.
الدكتور على جمعة
وقال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، في تصريحات سابقة له، إن الإنسان قد يرى الله تعالى في المنام ولكن ليس بهيئته عز وجل، مشيرًا إلى أنه قد يراه نورًا أو سحابًا أو شيخًا كبيرًا أو غير ذلك، مضيفًا أن أحمد بن حنبل رأى الله 99 مرة في المنام.
صعود السماء السابعة
وكان القارئ الشيخ محمود الشحات أنور كشف عن أغرب رؤية شاهدها في المنام، قائلا: "كنت في فترة قررت أن أتفرغ شهرا كاملا لله فقط فلم أخرج من المنزل لأي عمل ومكثت أقرأ القرآن الكريم وأصلي وكنت أختم القرآن الكريم مرة كل يومين خلال هذا الشهر فوصلت لمرحلة روحانية زهدت فيها كل شيء.. وفي ليلة جلست على السرير قبل النوم وقرأت سور "يونس وهود ويوسف" كاملة، فرأيت في المنام شخص كأنه رسول من الله يطلب مني أن أصعد معه إلى السماء".
وتابع الشيخ محمود الشحات أنور: "طلعت معه حتى السماء السابعة ورأيت النجوم من تحت قدمي فقلت له: احنا رايحين فين؟! فقال لي: هل رأيت هذه النجوم، حان الآن لنصعد إلى الله وأخذني من يدي فاستيقظت من النوم في رهبة من هذه الرؤية وتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت ونمت مجددا".
وأوضح الشيخ محمود الشحات أنور أنه لجأ لأكثر من معبر رؤى، قائلا: "رويت هذه الرؤية على الكثير وأجمعوا على أنني في مكانة جيدة وأن الله يحبني، ومؤخرا فسرها لي صديق أثق في تعبيره للرؤى قال لي هذه الرؤية تعني أن الله يحبك ويحب يسمعك واستمر في طريقك وصوتك مسموع فوق".
رد نقابة القراء
أعلنت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم، برئاسة الشيخ محمد صالح حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية، إحالة العضو محمود الشحات أنور إلي لجنه القيم بالنقابة واستدعائه للتحقيق معه فيما صرح به من رؤيته للذات الإلهية بحضور لجنة من أساتذة العقيدة بجامعة الأزهر الشريف.