البطريرك الذي شيع جنازته آلاف المسلمين وعرف باسم ”محمد غوريغوريوس”
نيرمين حسين محطة مصر
هل تعرف قصة البطريرك "غوريغوريوس حداد" الذى عُرف باسم « أبو الفقراء » والذى شيعه جنازته الاف المسلمين " ولُقب أيضاً باسم " البطريرك محمد غوريغوريوس "؟؟؟
- ولد البطريرك غريغوريوس حداد ١٨٥٩ – ١٩٢٨.
اقرأ أيضاً
- بهلوان سوريا يشارك في احتفالات الاوبرا بذكري موسيقار الاجيال
- بالفيديو: مصطفى شعبان بلوك مختلف في مسلسل ”ملوك الجدعنة”
- وصول طائرة مصرية محملة بمساعدات طبية وغذائية إلى لبنان
- خاص| نسرين طافش تكشف أسباب ابتعادها عن الدراما السورية
- ”الصحفيين العرب” يدين بكل قوة العدوان الإسرائيلي على جنوب دمشق
- الفنانون السوريون يدعمون ميادة بسيليس بعد إصابتها بالسرطان
- استكمال محاكمة 5 متهمين بـ”داعش أكتوبر”.. غدًا
- الأزهر يدين مخططات الكيان الصهيوني ببناء مستوطنات على أراضي الكنيسة الأرثوذكسية
- في لبنان.. الدولار ”هايص” واقتصاد البلاد ”لايص”
- تبادل للأسرى بين سوريا واسرائيل بوساطة روسية
- المحقق في انفجار بيروت يستدعي وزيرا سابقا لاستجوابه يوم الخميس
- روسيا تشدد على أهمية سرعة تشكيل ”حكومة المهمة” اللبنانية الجديدة
ولد باسم " غنطوس ابن جرجس ابن غنطس الحداد" فى قرية عبية إحدى قرى غرب جبل لبنان عام ١٨٥٩، تلقى دراسته الإبتدائية والتكميلية فى مدرسة عبية البروتستانتية وكان من المتفوقين عام ١٨٧٢.
ومنذ صغره مال إلى التقشف ، مما جذب انتباه المطران " غفرائيل شاتيلا " مطران بيروت آنذاك ، فطلب من والده أن يلحقه بالمدرسة الإكليريكية ، وبالفعل تخرج منها عام ١٨٧٥ ، وتعلم خلالها اللغتين العربية واليونانية ، ومُلماً بالروسية والتركية.
- فى عام ١٨٧٩ رُسّم شماساً إنجيلياً بدير سيدة النورية باسم غوريغوريوس ، وانشأ جريدة " الهدية " عام ١٨٨٣ التابعة لجمعية التعليم المسبحى ، ورأس تحريرها ، وسُيم كاهنًا عام ١٨٩٠ ، وأصبح راهباً فى العام نفسه ، واستطاع خلال ١٠ سنوات أن يزيد من ثقة الكثير من المطارنة ، وتم إنتخابه بطريرك لطرابلس فى الخامس من يونيو ١٩٠٦ ، ليصبح البطريرك عربى رقم ١٦١.
- وكان غريغوريوس يهتم بالتعليم والتثقيف والتوعية، وتقديم المساعدات للكهنة المحتاجين ، وكان يحث الأساقفة على دعم رعايتهم فى الدول الخارجية ، وفقاً لما ذكر موقع " روم أرثوذكس " اللبنانى.
- خلال الحرب العالمية الأولى التى أندلعت من ١٩١٤ – ١٩١٨ ، وقعت مجاعة " السفر برلك " والتى تعنى " صفارة الإنذار أو التأهب للحرب "
ويقال أن البطريريك كان يصلى فسمع أصواتاً ، فسأل عن السبب فقيل له إنهم فقراء يبحثون عن الطعام ، فأمر بأن يعطوا من الصدقات وأن لا يقدم له الطعام حتى يشبع المحتاجين ، فكانت دار البطريركية ملاذاً للمحتاجين ، وأطلقوا عليهم اسم " أبو الفقراء " وفى أحد المرات قابل مجموعة من النساء المسلمات فشكون من الجوع ، وأنهن يحتجن خبزاً لإطعام أطفالهن الجائعين " فعاد على البطريركية وأمر أن توزع المؤن على الجميع دون تفرقة بين ملة أو دين أو شكل ، كل محتاج يتم اعطاءه ما سأل.
- وعندما جاءه الطباخ يعد وجبة الغداء المكونة من بيضتين ورغيف خبز وقطعة حلوى ، رفض قائلاً : "لا يليق بى تناول الطعام ، وغيرى يتضرر جوعاً "، وفقًا لمذكرات محمد كرد على.
- فكان يبيع أملاك البطريركية وأوقاف الطائفة الكثيرة فى سوريا ولبنان لشراء الطعام للمحتاجين ، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو طائفتهم.
- ومن ضمن أشهر المواقف التى تحكى عن أبو فقراء المسلمين ، أنه كان يراقب شماس يوزع الخبز على المحتاجين ، لكن بسبب التدهور الإقتصادى زاد عدد المترددين على البطريركية من المسلمين ، فردها الشماس بحجة أن القمح قد نفذ ، فهرع البطريرك سريعاً ، وأخذ رغيف الخبز من الشماس ، قائلا: " يا بني هل كُتب على هذا الرغيف من سيأكله ، فأجاب الشماس بـ " لا " فقال " يا بُنى أدفع الصدقة لكل من يطلبها ،وناول المحتاجين حصتهم.
- فى أشتداد الأزمة زادت المجاعة بين اللبنانيين والسوريين ولم يكن بالبطريركية شيئ يمكن بيعه ، وكان يملك صليباً ماسياً يضعه على القلنسوة الخاصة به ، وكان هدية من قيصر روسيا نيقولا الثانى ، فرهنه إلى تاجر يهودى بألف ليرة عثمانية ، وأكتشف أحد تجار الأثرياء المسلمين تلك الحالة ، فدفع قيمة الرهن وأهداه له ، وكان ذلك عام ١٩١٣ ، فقام بعد ذلك ببيع الصليب واستبداله بآخر من الزجاج الملون ، ولم يتم معرفة ذلك إلا بعد وفاته.
- وكان غريغوريوس محباً للقرآن ، فيُروى أنه جاء إليه شيخ بدمشق وأحد حفظة القرآن ، وكان ضريراً رخيم الصوت ، وشكى له رفض أحد الدائنين رد الدين ، فطيّب البطريرك خاطره ، وطلب منه أن يتلو عليه سورة " مريم " وعندما تلاها شعر بالخشوع ، فبكى ، وما أن أنتهى الشيخ من قراءته إلا وذهب إلى غرفته وأحضر المال المطلوب ، وذلك وفقاً لموقع " رابطة أدباء الشام ".
- فارق البطريرك " محمد غوريغوريوس " عالمنا فى سوق الغرب عند الساعة ٥ صباح يوم الأربعاء ١٢ ديسمبر عام ١٩٢٨ ، وقيل إن كلماته الأخيرة كانت " لقد صبرت حتى النهاية " وفقاً لموقع " روم أرثوذكس السورى"
- ونُقل جسده من بيروت إلى دمشق ، حيث أستقبله أكثر من ٥٠ ألف مسلم ، إضافة إلى المسيحيين ، وأُطلقت المدفعية ١٠٠ طلقة ، وأرسل الملك فيصل ١٠٠ فارس لإستقبال جسد البطريرك.
وكان البعض يصرخ قائلين " مات أبو الفقير ، بطريرك النصارى وإمام المسلمين " وخلال جنازته أختلط الأمر على الجماهير فلم يُعرف إذا كان الميت مسلم أو مسيحى.
- قيل إن المسلمين أرادوا الصلاة عليه فى الجامع الأموى الكبير ، حتى أن أحد المسلمين قال أمام جنازته " هذا القديس أعالنى وأسرتى طيلة الحرب".
- وُرى جسد البطريرك فى مدافن البطاركة أمام الكاتدرائية المريمية.