”غابة” مروان بابلو.. شباب يبحثون عن صوتهم الضائع
إيمان فهيم محطة مصر2015 عام - في إحدى شوارع الإسكندرية - كان مروان محمد أحمد مطاوع يغني لأصدقائه "تراكه" الجديد الذي كتبه ووضع إيقاعاته بنفسه، مروان حاليا – "داما" سابقًا عاش حياته بين عالمي مدرسة اللغات الراقية وأحد الأحياء الشعبية في الإسكندرية، فعاش كم يقول منفصلًا عن المجتمع الراقي والشعبي معا.
كان انفصال بابلو عن المجتمع الأصغر هو السبب الرئيسي لاتجاهه لموسيقى الراب، حيث الغضب، الثورة، والصراخ بالكلمات والإيقاعات والأيدي ذات الحركات العصبية هي ما يعبر عن حالة الانفعال الداخلية لبابلو ولغيره من مغنيي الراب.
بين داما و بابلو
"داما" كان الاسم الفني الأول الذي اشتهر به بابلو في بداية مسيرته الغنائية، لشهر بعد آخر بدأ الجمهور يلتفت لداما الذي أطلق 24 أغنية تعرف منها الجمهور على البصمة الغنائية المميزة لداما الموهوب الحزين، فالحزن والحالة النفسية المتقلبة، كانت هي جوهر "تراكات" مروان الـ24 الأولى.
ليقرر بابلو بطريقة سينمائية قتل شخصيته الفنية القديمة "داما" في إحدى لقاءات البث المباشر، التي ظهر فيها مع صديقه ياسين زهران، بهدف إحياء شخصية فنية جديدة وهي مروان بابلو.
بموسيقى مختلفة، كلمات أكثر بساطة وإيقاعات غير ما اعتاد على تقديمه في أغانيه السابقة أطل بابلو على معجبيه بشخصيته الفنية الجديدة، ليبدأ عصر مختلف من موسيقى الراب، دفع جمهوره لإطلاق لقب "الأب الروحي للتراب المصري" – التراب هو أحد أنواع الموسيقى الأمريكية القديمة التي برع بابلو في تقديم ما يدور في إطارها مع إضفاء نكهة شعبية مصرية عليها".
عراب التراب
كان أسلوب بابلو الغنائي الجديد هو ما دفعه لبناء شهرة أكثر رسوخًا من الخاصة بشخصيته السابقة"داما"، بل أن أسلوبه الجديد كان له أثر كبير في إظهار موهبته الحقيقية بما دفعه للتعاون مع عدد من أكبر فناني مشهد الراب المصري.
فقد تعاون بابلو في أغنية "عزبة الجامع" مع السادات العالمي، وهو واحد من أهم المؤثرين في مجال الموسيقى الشعبية في مصر، بينما تعاون مع "ويجز" أحد أشهر مغنيي الراب المصريين في اغنية"دايرة على المصلحة"، ثالث تعاوناته مع الكبار في مجال الراب كان مع "مولوتوف" وهو أحد أشهر موزعي الموسيقى بين أوساط الشباب، كما اجتمع في إعلان شركة "بيبسي" مع مغنيي الراب الشهير"ابيوسف"، لتكون تعاوناته مع مؤثري الراب وسيلة أكبر لتوسعة مجال معجبيه و محبيه في مصر والوطن العربي.
بابلو وchildish Gambino
يعتبر بابلو ظاهرة ثقافية أكثر من كونه مغني ذو موهبة، فموسيقى الغضب والرد الانفعالي على المجتمع وتقاليده هو الشغل الأهم والقيمة التي يركز الشباب في التعبير عنها، أملًا في إيصال اصواتهم للعالم.
وعلى غرار بابلو تتكرر الظاهرة في أمريكا على يد الممثل Donald Glover صاحب شخصية childish Gambino، وهي شخصية ظهرت في إحدى أغنياته معبرة برقصات غاضبة وموسيقى صاخبة عن حالة الحنق والظلم التي يشعر بها الفرد كونه من عرق مختلف في المجتمع الأمريكي.
تختلف قضايا "جامبينو" كليا عن قضايا بابلو، إلا أن ما يجمع الثنائي هو التركيز على إيصال الصوت الشبابي المختنق بسبب الأوضاع الاجتماعية والنفسية للشباب في مختلف أحياء مصر.