”إيني” للبترول.. قصة صعود عملاق الطاقة الإيطالي
محطة مصرالكلب ذو الست أرجل، وشعلة اللهب المندفعة من فمه، هما المكونان الرئيسيان لشعار واحدة من أهم شركات البترول العالمية، وهي شركة إيني الإيطالية، فعلى الرغم من استثمارات إيني الممتدة لسنوات داخل مصر، ينظر لها على أنها قد بدأت حقبة جديدة من الاهتمام العالمي بها بداية من عام 2015 مع اكتشافها الأعظم في مصر.
وشهد عام 2015 بداية التردد عالي الصدى لاسم شركة إيني الإيطالية للبترول والغاز الطبيعي في مصر، من خلال وسائل الإعلام المصرية وحتى العالمية، بعدما خرجت شركة إيني في عام 2014 معلنة اكتشافها لحقل "ظهر" للغاز الطبيعي في مصر (الذي يعتبر أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي بالمياه الإقليمية المصرية)، موضحة كون حقل ظهر سيغير سيناريو الطاقة في مصر بصورة محورية باحتوائه على أكثر من 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وقد سمي عام 2014 بالعهد الذهبي لشركة إيني، لكن على الرغم من القيمة الجوهرية لشركة إيني في قطاع الطاقة العالمي إلا أن قصة الصعود الحقيقي لشركة إيني الإيطالية قد يخفى على الكثير.
بداية التأسيس
"AGIP" أو "أجيب" هو اسم إحدى أهم الشركات المؤسسة عام 1926 تحت رعاية من الحكومة الإيطالية، بغرض الاستكشاف واستغلال وتوزيع الموارد الجوفية الإيطالية، كنتيجة لاتفاقية أبرمتها إحدى شركات النفط الأمريكية مع وزارة الاقتصاد الوطني الإيطالية قبلها بعامين أي عام 1924، ورغم تكبد إيطاليا جزء من النفقات إلا أنها حصلت فقط على 25% من الأرباح عن المشروعات الخاصة بالتنقيب عن البترول في البلاد، حتى تم النظر للشراكة على أنها مستغلة وتضر بمصالح الأمة الاقتصادية، ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء الشركة الوطنية الإيطالية العامة للبترول، كوسيلة للحفاظ على استقلال قطاع الطاقة الإيطالي وهي شركة "أجيب" التي تأسست بصورة رئيسية لتحرير الاقتصاد الإيطالي من السيطرة الأجنبية عليه.
مع زيادة الاستكشافات في قطاع الطاقة الايطالي، اندمجت شركة أجيب في اطار شركة اكبر و هي إيني، التي اكتسبت شهرة و قيمة واسعة لدى الشعب الايطالي .
القيمة الوطنية لإيني
ترجع الأهمية البالغة لشركة إيني في إيطاليا إلى كونها أحد العناصر المساهمة بصورة رئيسية في النهوض بالاقتصاد الإيطالي بعد انتهاء الحرب العالمية التي اجتاحت أوروبا على مدار عدة سنوات، ولذلك ارتبطت شركة إيني في الذهن الجمعي الإيطالي بتمثيل تضافر جهود الأمة نحو القيم الوطنية والاستقلال الاقتصادي لقطاع الطاقة الإيطالي.
وانطلاقا من هذا المبدأ سيطر مفهوم الاستفادة من الموارد الإيطالية الداخلية على اتجاه شركة إيني المنشأة عام 1953 منذ بداية تأسيسها، بما دفع الشركة الوطنية للتعبيرعن ثقتها في الموارد الإبداعية الإيطالية معلنة عن رغبة الشركة في تصميم شعار جديد يعبر عنها، تضمن المشروع في البداية إنشاء شعار جديد كليًا، وقد تم تكليف "Studio Grafico Unimark" و"Noorda" بهذه المهمة في عام 1972، ولكن بدراسة الشعار الأصلي لأجيب وكيف تم فهمه، أدرك الفريق أن الكلب ذو الأرجل الست كان متجذرًا بعمق في الخيال الإيطالي الجماعي، وتم التخلي عن خطة البحث عن صورة جديدة لتحل محل الكلب ذي الستة أرجل وتقرر بدلاً من ذلك توحيد الصورة الحالية واختيار الألوان والأشكال والخلفيات لتسهيل استخدام الشعار في الإعلان والتأكد من التعرف عليه على الفور.
حتى أصبحت شركة إيني المتعددة الجنسيات بعد اكثر من 100 عام من إنشاءها واحدة من سبع شركات نفط كبري في العالم، وتمتد استثماراتها في مجال الطاقة في أكثر من 66 دولة برأس مال سوقي قدره 55,61 مليار دولار أمريكي، و بحصة تمتلكها الحكومة الإيطالية 30.303 ٪ من الأسهم الذهبية في الشركة، و3.934٪ من خلال خزينة الدولة و26,369٪ من خلال "Cassa Depositi e Prestiti"، جمعت إيني وشعارها تمثيلا واضحا لتوليفة للقوة والوطنية والتفاؤل التي تقود المعجزة الاقتصادية لإيطاليا في قطاع الطاقة .