الطمي والفيضانات يوقفان توربينات سد النهضة.. ولا تأثير على مصر والسودان
محطة مصر
رغم إعلان إثيوبيا أنها تسعي لإتمام مشروع إنشاء سد النهضة في أقل من عامين، موضحة أنها تعمل على تشغيل باقي التوربينات في السد والاستعداد للملء الرابع، إلا أن صورة حديثة التقطت أكدت عكس ذلك بتوقف تشغيل التوربينات.
وأضهرت الصور الفضائية استمرار توقف التوربينين اللذين أقامتهما إثيوبيا منذ أكثر من شهر لأسباب فنية منها شدة الفيضان وكثرة الرواسب والشوائب من بقايا النباتات والأشجار التي تعيق حركة التشغيل، وكذلك الطمي، مع عدم وجود شبكة قوية لنقل التيار الكهربائي.
جفاف الممر الأوسط
كان من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من تشغيل أو توربينين سد النهضة طبقا للجدول الزمنى لسد النهضة فإنه على مستوى منخفض (565 م) فى نهاية 2014، ولم يعمل منهما سوى التوربين الأول فى فبراير 2022، و بعده بحوالى 6 أشهر وتحديداً فى 11 أغسطس يوم انتهاء التخزين الثالث بدأ التوربين الثانى، قبل أن تظهر الأقمار الصناعية توقفهما نهاية أغسطس مع شدة الفيضان.
قدرة كل توربين هى انتاج 375 ميجاوات فى حالة العمل بكفاءة كاملة عند امتلاء خزان سد النهضة بـ 74 مليار م3، وكفاءتهما منذ افتتاحهما ضعيفة للغاية، وبعد فشل الأول فى تمرير المياه التى كانت تمر فوق الممر الأوسط اضطرت اثيوبيا الى فتح بوابة من بوابتى التصريف فى 12 مارس الماضى وبالفعل جف الممر الأوسط بعدها بيومين، وتم أعمال رفع الممر بحوالى 25 متر من منسوب 575 إلى منسوب 600 م، وتخزين 9 مليار م3، باجمالى 17 مليار م3 فى البحيرة.
المياه التى تخرج من البوابات بدون توربينات تشكل نافورة كما فى بوابتى التصريف، ودوامات شديدة فى حالة وجود توربينات. وقد ظهرت الدوامات فى صور فضائية عديدة خلال مارس وابريل ومايو ويونيو ويوليو، ولكن فى أغسطس مع شدة موسم الأمطار كثرت السحب ولم نستطع رؤية السد إلا فى فترارت متقطعة خاصة فى نهاية أغسطس، ظهر توقف التوربينين بعد وضوح الصور من السحب فى نهاية أغسطس وطوال سبتمبر حتى اليوم الأول من أكتوبر رغم تعذر رؤية السد كاملاً بسبب السحب.
يشكك أحد الخبراء المناهضين للنظام فى الخارج فى توقف التوربينين وفى المعلومات التى أعلنها، رغم عدم وجود أى دليل على عكس ذلك منذ منتصف أغسطس الماضى مدعياً أن الدوامات تكون صغيرة جداً ولا يمكن رؤيتها بالأقمار الصناعية التى على ارتفاع 5-6 كم من سطح الأرض على حد قوله.
اقرأ أيضاً
- محيي الدين: مبادرة المنتديات الإقليمية لحشد تمويل المناخ التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 تستهدف الخروج بمشروعات لمواجهة تغير المناخ
- الحكومة تنفي صدور قرار بوقف تقديم خدمات التأمين الصحي للمرأة المعيلة
- تعرف على الآثار المترتبة على تشغيل التوربين لسد النهضة بالنسبة لمصر
- كيونت ونيلسن مصر تعلنان نتائج دراسة بحثية حول تطوير ريادة الأعمال بالسوق المحلية
- التموين: صرف 20% من مقررات السلع التموينية لشهر أغسطس الجاري
- الدولار يتخطى حاجز 19 جنيها خلال تعاملات البنوك اليوم
- البورصة تربح 4ر5 مليار جنيه وارتفاع جماعي بمؤشراتها
- استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصرى فى بداية التعاملات الأسبوعية
- الحمي القلاعية تثير الرعب في قرى مصر ...تفاصيل
- «بشرة خير» مصر تستعد لاستقبال فيضان النيل الجديد
- الصحة: عيادات بعثة الحج الطبية قدمت 25 ألفا و396 كشفا طبيا للحجاج المصريين في مكة والمدينة
- الخارجية تعلن انتهاء كافة الترتيبات لنقل جثمان الصيدلي المقتول بالسعودية
الأقمار الصناعية
تطلق الأقمار الصناعية على ارتفاعات كبيرة مئات الكيلومترات أعلى سطح الأرض، سواء المتزامنة مع الشمس sunsynchronous مثل Sentinel و Landsat (705 km)، أو الثابتة بالنسبة للأرض geostationary (36,000 km) أعلى من مجال الجاذبية الأرضية، والطائرات فقط هى التى تطير على ارتفاع عدة كيلومترات (طائرات الركاب 10 كم)، معظم الصور الحالية التى تستخدم فى متابعة سد النهضة تأتى من القمر الأوروبى Sentinel-2 وهو على ارتفاع 785 كم، ويستطيع أن يظهر بوضوح الدوامات فى حالة التشغيل كما فى الصور المرفقة (داخل الدوائر البيضاء).
خرق اثيوبيى للمبادئ والقوانين
تشغيل أو عدم تشغيل التوربينات لا يشكل أهمية بالنسبة لمصر والسودان، عدا أنه يمثل خرق اثيوبيى للمبادئ والأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية منها اعلان مبادئ سد النهضة 2015 الذى ينص بنده الخامس على "التعاون فى الملء الأول وإدارة السد"، والبيان الرئاسى لمجلس الأمن 2021. التشغيل فى حد ذاته فيه مصلحة لمصر والسودان لكونه يفتح البوابات ويمرر المياه، ولكن التوربينين بالكفاءة المتدنية الحالية ليس لهما قيمة حتى لاثيوبيا من حيث توليد الكهرباء أو لمصر والسودان فى إمرار المياه، وبالتالى تشغيلهما أو توقفهما ليس له قيمة سوى للحكومة الاثيوبية لمخاطبة الشعب الاثيوبى بأن هناك إنجازات.