سيدات الخير | هبة السويدي.. حضن الغلابة
أميرة حسن القاهرة محطة مصرعلى أبواب المستشفيات وبين أسّرة المرضى، تنقلت هبة السويدي على مدار 13 عاما لم يتوقف سعيها لفتح أبواب الخير للمحتاجين، سواء عن طريق تقديم المساعدة العلاجية أو توفير فرص عمل للمرأة المعيلة لتوفير حياة كريمة لهم، كما قدمت الكثير من الخدمات العلاجية لمصابي ثورة 25 يناير، ولكن ظروف غامضة لا أحد يعلمها دفعتها لقرار لا رجعة فيه بأن تنهي أعمالها كرائدة أعمال وتتفرغ للأعمال التطوعية والخيرية فقط، فهناك من أرجع ذلك القرار لصدمتها في وفاة ابنها المفاجئة ومنهم من يؤكد أن هذا نابع من حبها في مساعدة الفئات الأولى بالرعاية.
"هبة" المولودة في 22 سبتمبر 1973، لأم سعودية وأب مصري هو هلال السويدي وتربت في السعودية، قبل أن تنتقل للعيش في مصر بعد أن تزوجت بابن عمها وتخرجت السويدي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1995، وهي الآن تشغل رئيس مجلس أمناء مؤسسة "أهل مصر" الخيرية، بدأت فى إنشاء أول مستشفى لعلاج حروق الأطفال في الشرق الأوسط بسعة 10 آلاف سرير، كما استهدفت مشروعا يعمل على تأهيل مليون شاب وفقا لمتطلبات سوق العمل المصرية من خلال برنامج "إعادة التعليم".
أسست "السويدي" برنامج "ستات مصر" الذي يندرج تحت مؤسسة أهل مصر، والذي يقدم فرص عمل للسيدات المعيلات لتوفير حياة كريمة لهن. ويهتم هذا البرنامج بتدريب النساء والمساعدة في التسويق لأعمالهم المصنوعة يدويًا، والذي أحدث فرقًا لتلك السيدات حيث أنهن خرجوا من حالة الانكسار التي تشعر بها المرأة وجعلها تشعر بقيمتها وأنها تعمل وتربح من عمل يديها.
فازت "السويدي" بجائزة قلادة المرأة المصرية، في احتفالية كبرى لتكريم المرأة، على جهودها في جميع المجالات خلال عام 2020، اختارتها الأمم المتحدة لإلقاء كلمة عن مشروعها، مستشفى "أهل مصر" فى اليوم العالمي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة ICSB، وجهت طلبها إلى الأمم المتحدة، بتحديد يوم عالمي للاحتفال بضحايا الحروق كما نحتفل بمرضى السرطان والإعاقة وغيرهم.
أطلق عليها البعض لقب "أم الثوار"، حيث وفرت الرعاية الطبية لأربع آلاف مصاب ونقلت الحالات الخطرة للخارج للعلاج على نفقتها الخاصة.
ومع بداية جائحة "كوفيد 19" أعلنت "السويدي" أن مستشفى أهل مصر ستتكفل بتجهيز 5 غرف عناية مركزة متكاملة، وتوفير 30 جهاز تنفس صناعي لمصابي كورونا، بالإضافة إلى تنفيذ واق للوجه يصنع حاليا في مصر لحماية الأطباء والمصابين من عدوى كورونا، الأمر الذي زاد من شعبيتها.