رئيس القطاع الديني بالأوقاف: ديننا يأمرنا بأن نحمي البيئة من أي تلوث أو تدمير
ياسر خفاجي محطة مصرقال الدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن اللهُ عزو وجل- خلق الإِنسَانَ فِي أحسنِ تَقوِيمٍ، وكرَّمَهُ وفضَّلَهُ عَلَى سَائِرِ خَلقِهِ ، وَسخَّرَ لَهُ كُلَّ مَا فِي الكَونِ ، مستشهدا بقوله تعالى، : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً"، وقالَ سُبحَانَهُ: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا"، وَقَدْ أَوجَبَ اللهُ علَى الإِنسَانِ رِعَايَةَ الكَونِ المُحِيطِ بِهِ مِنْ حَيثُ عِمَارَتِهِ وَإصْلَاحِهِ.
وأضاف رئيس القطاع الديني في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بمؤتمر جامعة الأزهر للمناخ والتي عقدت تحت عنوان دور الدول والمؤسسات الدولية في قضايا التغيرات المناخية، أنَّ للفسادِ صُورًا عَديدةً بعضُهَا أَخلاقِيٌّ ، وبعضُهَا فِكرِيٌّ ، وبعضهَا إداريٌّ ، وَبعضُهَا مَالِيٌّ ، والفسادُ هوَ الفسادُ أيًّا كانَ لونُهُ أو شكلُهُ ، وقد حذَّرَ الحقُّ سُبحانَهُ وتعالَى مِنهُ بِكُلِّ أَشكَالِهِ وَصُوَرِهِ.
وأكد عبد العزيز، أنَّ دينَنَا يأمُرُنَا بأنْ نَحمِيَ البيئةَ مِنْ أيِّ تلوثٍ أو تدميرٍ ، وأنْ نَتلَمَّسَ فِيهَا كلَّ ما يؤدِّيِ إلى التَّعمِيرِ ، أو إلى التَّوازُنِ الطبِيعِيِّ الذِي خَلقَهُ اللهُ فِي الكَونِ ، أوْ يُؤدِّيِ إلَى منفعَةِ الإنسَانِ ، وإِلَى أَنْ يَعِيشَ مُستقرًّا آمنًا ، وبِنَاءً علًى ذَلِكَ فَإِنَّ الحِفَاظَ عَلَى البِيئَةِ واجِبٌ دِينِيٌ ووطَنِيٌ ، وَللدَّولَةِ الحَقُّ فِي إِجرَاءِ جَمِيعِ مَا ترَاهُ مُنَاسِبًا لِمَنْعِ الضَّرَرِ أَو تَقلِيلِهِ قَبلَ حُدُوثِهِ مَعَ قاعِدَةِ سَدِّ الذَّرَائِعِ المُؤدِّيَةِ إلَى الفَسَادِ ، وَلَا شَكَّ أنَّ رَأيَ الدِّينِ فِي القَضَايَا العِلمِيَّةِ أو الطِّبيَّةِ أو البِيئِيَّةِ يَتبَعُ رَأيَ العِلْمِ وَيُبنَىَ عَلَيهِ .
اقرأ أيضاً
- علي جمعة: القيادات الدينية عليها دور كبير في الحفاظ على العالم والبيئة
- المؤتمر العربي لـ«الطاقة الذرية» يناقش آثار التلوث الإشعاعي على البيئة
- بالصور /ملكات جمال العالم للمراهقات بمسابقة ملابس البحر من الأقصر
- سنكون صوت الدول النامية.. وزيرة البيئة تعلن تفاصيل الاستعداد لـCOP27
- التحالف العربي: تدمير 18 آلية عسكرية وتصفية 180 حوثيا بمأرب والجوف
- اليمن.. اعتراض و تدمير طائرتين مسيرتين لجماعة الحوثي
- السيسي يحذر العالم الإسلامي: الفكر المتطرف يسعى لتدمير الشعوب ومستقبلها
- الجيش الصومالي يدمّر أوكارا لمليشيات الشباب جنوبي البلاد
- العراق: اعتقال 75 متهما بالإرهاب وتدمير 10 أوكار خلال أسبوع
- «البيئة» تعلن انتهاء التفتيش على 310 منشآت صناعية في المرحلة الأولى
- البنك الدولي : التامين الصحى الشامل في مصرتجربة فريدة لم نر تجربة مماثلة له في أي بلد آخر
- البيئة : لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء تجتمع أول ديسمبر للاستعداد لمؤتمر المناخ
كما أكد أنَّ مَا يُحَقِّقُ مَصَالِحَ البِلاَدِ والعِبَادِ مِن وِجهَةِ نَظَرِ المُتَخصِّصِينَ فِي هَذَا الشَّأنِ فَهُوَ مَصلَحةٌ مُعتبرَةٌ شرعًا ، وَكُلَّ مَا يُؤدِّيِ إلَى ضَررٍ أَوْ مَفسَدَةٍ فَدَفعُهُ وَاجِبٌ شَرعًا.
وَأوضح أن هُنَاكَ قَاعِدَةٌ فِقهِيَّةٌ جَلِيلَةٌ تَمنَعُ الضررَ بالنفسِ أو الإِضرَارَ بالغَيرِ مُستَنبَطَةٌ مِنْ كَلَامِ سَيِّدِنَا رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حَينَ قَال : "لا ضررَ ولا ضِرَار" ، ولافتا أن الضَّررُ هو إِيذَاءُ النَّفسِ بِأيِّ نوعٍ منَ الأَذَى مَادِيًّا كَانَ أَو مَعنَويًّا، وَأمَّا الضِّرَارُ ، فَهُوَ إِيقَاعُ الأَذَى بِالغَيرِ ، وَلَا فَرقَ هُنَا بَينَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الذِي لَحِقَهُ الضَّرَرُ إِنسَانًا أَو حَيوَانًا أَو نَباتًا، كَمَا لا فَرقَ بينَ أنْ يكونَ هذا الضررُ نَفسيًّا أو مَاليًّا أو أدبيًّا.
وتابع إنه فِي سبيلِ تحقيقِ الحِفَاظِ على البيئَةِ وحِمَايَتِهَا مِنَ التَّغيُرَاتِ المُنَاخِيَّةِ ، ودَفعِ الضَّررِ الواقِعِ أَوِ المُتوقَّعِ نُؤكِّدُ عَلى دَورِ الثَّقَافَةِ وَبِنَاءِ الوَعيِ فِي خَلقِ توعيةٍ مُجتمعيَّةٍ وَاسِعَةٍ ، وبشكلٍ خاصٍّ حَول ظَاهِرَةِ تَغَيُّرِ المُنَاخِ والوُقُوفِ عَلى أسبَابِهَا وكيفيَّةِ التعامُلِ مَعهَا ، بِمَا يَصنَعُ مُجتَمعًا مُتوَازِنًا تَسودُهُ قِيَمُ الحُبِّ والرَّحمَةِ ، ويؤدِّيِ إلى صِنَاعَةِ حَيَاةٍ هَادِئَةٍ وَمُستقِرَّةٍ وَآمِنَةٍ.
وتعقد جلسات المؤتمر وفعالياته على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والإثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدا وتحضيرا ودعما لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.
ويناقش المؤتمر عددا من المحاور ممثلة في تغير المناخ والطاقة، تغير المناخ والصحة، دور الانبعاثات الكربونية في تلوث البيئة، التلوث وآثاره على المناخ، التكيف الفعال، تغير المناخ والصناعة، تأثيرات الاحتباس الحراري على المناخ وأسبابه، احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، الاستدامة وتغير المناخ، الحلول العملية لتغير المناخ، تغير المناخ والمياه، تغير المناخ والزراعة، دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية في التوعية بخطورة تغير المناخ، دور القيادات الدينية في التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، دور السياسات العالمية في تهيئة الجو المناسب لرفع التوعية بالمشكلات البيئية والمناخية.