فى ذكرى ميلادها.. نبوية موسى «رائدة تعليم الفتيات» المتمردة على الزواج
محمد سالم محطة مصريصادف اليوم 17 ديسمبر، ذكرى ميلادة عاشقة التعليم «نبوية موسى»، وهي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية. كما تعد نبوية موسى كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين.
اقرأ أيضاً
- وزير التعليم العالي يتلقى تقريرًا مقدمًا من رئيس المركز القومى للبحوث حول حصاد أداء المركز لعام 2021
- أبرزها تقوية المناعة.. «استشارى» توضح فوائد شرب المياه صباحًا للجسم
- الإفتاء توضح حكم شهادات الإستثمار وودائع البنوك
- تعرف على متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد اليوم الجمعة
- محطة مصر تعلن عن تعديل تركيب بعض القطارات في عدد من الخطوط بداية من اليوم الجمعة
- مواعيد القطارات اليوم الجمعة من القاهرة إلى جميع المحافظات والعكس
- إنخفاض في درجات الحرارة وأمطار.. تعرف على حالة الطقس اليوم الجمعة 17/12/2021
- إرتفاع جديد في أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 17/12/2021
- مخاوف من إغلاق المدارس في المملكة المتحدة بسبب متحور أوميكرون
- هبة عبد الغني تتألق في ختام مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية
- «المشاط»: القطاع الخاص شريكًا رئيسيًا في تحقيق التنمية المستدامة
- وزير الخارجية يستقبل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
ولدت نبوية موسى في 17 ديسمبر 1886 بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية. وكان والدها ضابطًا بالجيش المصري برتبة يوزباشي، يمتلك في بلدته بمديرية القليوبية منزلًا ريفيًا كبيرًا وبضعة فدادين يؤجرها حين يعود لمقر عمله. ويشار إلى سفر والد نبوية إلى السودان قبل ميلادها بشهرين، فنشأت يتيمة الأب ولم تره كما تقول إلا في المنام.
حياتها
عاشت نبوية هي ووالدتها وشقيقها محمد موسى، الذي يكبرها بعشر سنوات، في القاهرة، لوجود أخيها بالمدرسة، واعتمدت الأسرة على معاش الأب وما تركه من أطيان. وفي طفولتها ساعدها شقيقها على تعلم القراءة والكتابة في المنزل، فتعلمت نبوية مبادئ القراءة والكتابة، وعلمت نفسها مبادئ الحساب، وعلمها أخوها اللغة الإنجليزية. ويشار إلى تعلمها الكتابة عن طريق محاكاة النصوص المكتوبة.
ولما بلغت نبوية الثالثة عشرة من عمرها تطلعت لاستكمال تعليمها، غير أنها لم تجد أي مساندة من عائلتها عند اتخاذها هذا القرار، وجاء بعض من ردود كبار العائلة لنبوية صادمة ومنها: «عيب، مش أصول بنات العائلات، سفور وقلة حياء»، وقال لها عمها «البنت للغزل مش للخط».
اصرار على التعليم..
وبالرغم من معارضة أسرتها، تقدمت نبوية للالتحاق بالمدرسة السنية للبنات|، وذهبت سراً إلى المدرسة، متخفية في ملابس خادمة ثم تقمصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها فقالوا لها أنه يجب تقديم طلب موقع بختم ولي الأمر وقامت بسرقة ختم والدتها، وكما تقول في كتابها «تاريخي بقلمي» لتقدم هي لنفسها بدلاً من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذي جعلته بمصروفات.
والتحقت «نبوية موسى» بالقسم الخارجي للمدرسة السنية عام 1901 بالقاهرة، وحصلت على الشهادة الابتدائية سنة 1903، ثم التحقت بقسم المعلمات السنية، وأتمت دراستها في 1906، وعُينت معلمة بمدرسة عباس الأول الابتدائية للبنات بالقاهرة. ولما كان مرتب المعلمة الحاصلة علي دبلوم المعلمات السنية ستة جنيهات مصرية في الوقت الذي يعين فيه خريج المعلمين العليا من الرجال بمرتب اثني عشر جنيهاً، احتجت لدى المعارف فأجابتها بأن سبب التفرقة هو أن متخرجي المعلمين العليا حاصلون على شهادة البكالوريا «الثانوية العامة» ؛ فعقدت نبوية العزم على أن تحصل عليها واستعدت لها بمجهود ذاتي فلم يكن في مصر آنذاك مدارس ثانوية للبنات وتقدمت لهذا الامتحان متحدية مستشار التعليم الإنجليزي دانلوب، فأثارت ضجة في وزارة المعارف باعتبارها أول فتاة في مصر تجرؤ على التقدم لهذه الشهادة. وفي نهاية المطاف، نجحت نبوية في الامتحان وحصلت علي شهادة البكالوريا عام 1907 فكان لنجاحها ضجة كبرى، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام 1908.
حياتها الوظيفية
بدأت نبوية موسى عملها بالتدريس، وكان هذا العمل بمثابة تدخل سافر على عمل الرجال من وجهة نظرهم، فقد اعتبروها هادمة البيوت وقاطعة أرزقاهم، وصاروا يتصيدون الأخطاء لها، وينتقدون أداءها، ويطالبون بفصلها. وبالمخالفة لما يثار عن أنها كانت تؤازر الاحتلال الانجليزي، فقد استغل هؤلاء المعلمون مقالاتها في مطبوعة «مصر الفتاة» التي كانت تكتبها تحت ضد الإنجليز تحت اسم مستعار، وأوصلوا نسخًا منها إلى ناظرة المدرسة التي تعمل بها. وعلى الرغم من أن ذلك أسس للخلاف بينهما، وكاد ليصل إلى حد فصلها نهائيًا من وزارة المعارف لأن القواعد تحظر على الموظفين الكتابة للصحف، لكن ثناء سعد زغلول باشا على كتاباتها ومقالاتها، كان سببًا في تحول موقف الناظرة.
في هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحفية وتنشرها بعض الصحف المصرية مثل «مصر الفتاة» و«الجريدة». تناولت خلالها قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية، كما ألفت كتابًا مدرسيًا بعنوان «ثمرة الحياة في تعليم الفتاة»، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها. وفي عام 1909، تولت نبوية نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم، وبذلك أصبحت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية.
كانت المساواة شعار نبوية موسى، فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل. لذا، قررت دخول معركة البكالوريا -شهادة جامعية- لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا وقد عملت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية. وفي عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات ثم عينت معلمة لغة عربية في مدرسة عباس الأول الأميرية بمرتب أربعة جنيهات مصرية ترفع إلى ستة جنيهات بعد اجتياز مرحلة التمرين.
رفضت الزواج ووهبت حياتها للتعليم
وعن الزواج كتبت نبوية: " أنا أكرهه وأعتبره قذارة. وقد صمّمتُ أنْ لا ألوّث نفسى بتلك القذارة». وأضافت: «انصرفتُ عن الزواج بتاتًا. ثم شاء الله أنْ تزداد فكرتى رسوخًا ووضوحًا، فسمعتُ رجلًا يتشاجر مع امرأة في الطريق ويقول لها ما معناه: امرأة مثلك أقضى في جوفها حاجتى. شرحت لى تلك الكلمة ما هناك. وكرهتُ أنْ يقف منى رجل ذلك الموقف القذر المُريع. لهذا كنتُ أكره أن أسمع (عن) الزواج في شبابي. أما بعد أنْ كبرتُ فقد أصبح مجرد هذا الاقتراح سبة، لا يشتمنى أحد بأقبح منها".
لهذا عاشت وماتت فى 1951 بدون زواج بالرغم من أنه تقدم لخطبتها ثلاث عرسان.
وفاتها
توفيت نبوية موسى في 30 إبريل 1951 تاركة سجلا حافلا بالذكريات واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات.