لامبورجيني.. قصة نجاح سببها التحدي والكفاح
آية ممدوح سعيد محطة مصرأحيانا تكون الكلمات القاسية والانتقادات التي نتلقاها من الآخرين هي السبب والدافع للإصرار على تحيقيق النجاح، هذا ما حدث لفيروتشنو لامبورجيني، صاحب مؤسسة لامبورجيني، والتي تعتبر على رأس قائمة أهم الأقطاب العالمية المصنعة للسيارات الفخمة، والتي تحقق هذه الشركة العملاقة أرباحاً سنوية خيالية عن طريق مبيعات السيارات الرياضية.
ويصادف اليوم ذكرى وفاة فيروتشنو لامبورجيني، الذي ولد في 16 أبريل عام 1916، وتوفي 20 فبراير 1993 لعائلة تمتهن الفلاحة في مزارع العنب في رينازو ي منطقة إيميليا ورومانيا. ولكنه رفض أن يسبر على نهج والديه وامتهانه للفلاحة وفضل البحث عن مورد رزق آخر اعتمادًا على إعجابه وولعه الشديد بالآلات الميكانيكية.
وبعد مشاركة لامبورجيني في الحرب العالمية الثانية، اتجه نحو فتح ورشة صغيرة مختصة في مجال صناعة الجرارات الفلاحية، حيث بدأ هذا العبقري الإيطالي إلى جمع كمية هامة من الآليات العسكرية المدمرة، التي خلفتها الحرب، لاستغلال ما تبقى منها في صناعة الجرارات. وأقدم على توسيع نشاط عمله ليشمل صناعة بعض اللوازم الفلاحية الأخرى وأجهزة التهوية ليجمع قدرا لا بأس به من المال.
ثم قام بتأسيس شركته الخاصة لإنتاج الجرارات والمعدات الزراعية، ليقوم فعلا بافتتاح شركته الخاصة عام 1949 تحت اسم Lamborghini tractors SPA، التى حققت نجاحًا ملحوظًا نجحت وقام فيروتشيو بنقلها إلى منطقة جديدة لبناء مصنع أكبر يقدر على إنتاج 400 جرار زراعي في الشهر، لتكون بذلك إحدى أهم وأكبر شركات إنتاج الجرارات الزراعية الإيطالية في فترة الستينات.
وحقق فيروتشيو أرباحًا خيالية ليتحول تدريجيًا إلى واحد من أثرياء إيطاليا. واتجه نحو اقتناء العديد من السيارات الفاخرة، والتي كان من ضمنها سيارة من نوع فيراري. كذلك لم يتردد في استغلال سياراته لإقامة عدد من السباقات. وبسبب درايته في مجال علم الميكانيك، لاحظ وجود خلل في سيارات فيراري على مستوى القابض، وعبّر مرات عديدة عن استيائه الشديد من صوت محرك هذه السيارة. ثم قرر أن يطلع إنزو فيراري صاحب شركة فيراري الضخمة لإنتاج السيارات حول نقائص سياراته، وتقديم بعض النصائح لتجاوزها والذي استاء من اقترحاته ونصائحه واتهمه بالجاهل في مجال السيارات، معلنًا أن المشكلة في السائق وليس في السيارة. كما أكد أنه في غنى عن نصائح صانع جرارات.
وأثارت هذه الكلمات القاسية والمسيئة غضب لامبورغيني، الذي لم يتردد لحظة واحدة في استغلال هذه الإهانة ليحول عشقه للسيارات إلى عمل رسمي، حيث قام بعدها بإنتاج سيارة Lamborghini 350 GTV، والتي عرضت خلال تشرين الأول/أكتوبر 1963 بمعرض تورينو للسيارات، قبل أن تباع منها 13 نسخة سنة 1964 عقب تغيير اسمها إلى 350 GT.
واتجه فيروتشيو نحو إنتاج السيارات الرياضية الفخمة، معتمدًا على أفضل التقنيات. فبعد تأسيسه لمصنعه بمنطقة سانت أغاتا بولونييزي ببلدية بولونيا الإيطالية، أعلن رسميًا عن نشأة ما عرف بمؤسسة Automobili Ferruccio Lamborghini، قبل أن يقدم لاحقًا على التعاقد مع المهندس الإيطالي، جيوتو بيزاريني (giotto bizzarrini)، وهو نفس المهندس الذي عمل لصالح فيراري في وقت سابق، لتزويده بأفضل المحركات. كذلك تعاقد مع المهندسين دلارا وستانزاني بهدف الحصول على بقية القطع اللازمة لتشهد سيارات لامبورغيني رواجاً عالميًا سريعًا، وتتحول تدريجيًا إلى عدو شرس ومنافس حقيقي لمؤسسة فيراري على مستوى الأسواق العالمية.