محمد ممدوح .. الموهبة قبل النجومية
أحمد فرغلي رضوان محطة مصرأتذكر في عام 2011 عقب عرض فيلم "بيبو وبشير" أتصلت بالصديقة بشرى وكانت المنتج المنفذ للفيلم وبعد ما تحدثت معها عن رأيي في الفيلم قلت لها مين الممثل ده كنت أقصد "محمد ممدوح" أعجبني أداءه جدا وعنده حضور كبير رغم انه يقف أمام نجمة ونجم أكثر منه خبرة وشعبية بالسينما إلّا أنه لفت الأنظار ، فقالت لي ده محمد ممدوح ممثل شاطر قوي وهيبقى نجم.
قدم محمد ممدوح نفسه في الفيلم كممثل كوميدي وتوقعت أن أشاهده يتألق فيما بعد بأعمال كوميدية صريحة ولكن أستحوذ عليه صناع الدراما التليفزيونية وجعلوه سريعا أحد نجوم أدوار الشر أو الشخصيات الدرامية المركبة، لتكون محطة فتية مهمة حينما ظهر في مسلسل "جراند أوتيل " مع شخصية أمين "المعقد نفسيا" ليصل إلى مرحلة جديدة في علاقته مع الجمهور في هذا العمل لدرجة أن أحد مشاهده كانت حديث الجمهور في مصر والوطن العربي وقتها، وأكد على موهبته مجددا بعيدا عن الكوميديا أو الفتى الشرير حيث أراد بعض صناع السينما وضعه في هذا القالب وكان ممكن أن يستسلم لذلك ويقدم عشرات الأعمال المكررة لمثل تلك الشخصيات ولكنه بموهبه كبيرة أحدث تحولات سريعة من خلال اختياره لعدة شخصيات مختلفة كانت دائما مفاجأة للجمهور والنقاد، يتميز محمد ممدوح بأنه متجدد في أداءه ولا يكرر نفسه فكل شخصية لها تفاصيلها والتي ممكن أن تتذكرها بسهولة من الممثلين الذين يتركون بصمتهم ولو في مشهد واحد، بالتأكيد هو عاشق لمهنته "التمثيل"، حتى لو دور صغير عدة حلقات مثل شخصية "ضاحي" في مسلسل ولد الغلابة يقدمه كما يجب بصدق وموهبه، من الأعمال التي اذكرها له مسلسل اختفاء وشخصية "سليمان" رجل الأعمال العجوز صاحب النفوذ، أداء هاديء وحركات جسد تقنعك انه رجل في السبعين من عمره ! إلى جانب تجسيده مرحلة الشباب أيضا لرجل ظلت هزيمة الحب تطارده طوال حياته واعتبره من الأعمال الدرامية المميزة له، وأيضا مسلسل قابيل وقبله طريقي ، وكانت نقطة تحول مهمة جديدة في شهر رمضان الماضي حيث وصل لذروة التألق في اثنين من أفضل مسلسلات الموسم الدرامي لعبة نيوتن و خلي بالك من زيزي ، ومن الصعب أن تتابع عملين لنفس الممثل في وقت واحد ولكن ممدوح بأداءه المختلف والمتميز للشخصيتين نجح في ذلك الاختيار وكان في رأيي من أفضل الممثلين في موسم رمضان الماضي.
دائما تجده حاضر بقوة في أي دور يقدمه، ليصبح أحد الأوراق الرابحة في الدراما الرمضانية في سنواتها الأخيرة.
اقرأ أيضاً
- ”أسرار والنجوم” يستضيف الفنان سيف عبد الرحمن الليلة
- عبد الله مشرف يكشف عن موهبته في التقليد
- تشيلسي مهتم بالتعاقد مع نجم فنربخشة
- محمود أبو الدهب: أداء منتخب مصر أعلى فنيا من الجزائر
- مسئولو ”الإسكان” يتفقدون مشروعات مدينة أسوان الجديدة
- بالصور.. مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يرفع الستار عن دورته الافتتاحية
- القوات المسلحة تفتتح فندقي ”جويل” الأقصر وأسيوط بعد التطوير الشامل
- كاميليا ورشدي أباظة.. صراع مع الملك و «قصة حب» انتهت بمأساة
- دوري المظاليم .. أبوعوف مديرا فنيا لفريق الشرقية في القسم الثالث
- محاكمة 3 متهمين في قضية كفن عين شمس بتهمة النصب
- ضبط خمور مهربة داخل ملهى ليلي ملك فنان شهير في الشيخ زايد
- دوري المظاليم .. صابر فتحي مديرا فنيا لفريق غزل دمياط في القسم الثالث
نقطة تحول أخرى أعتبرها مهمة جدا في مشوار محمد ممدوح جاءت مع الكوميديا وبعد نحو ست سنوات حيث أخذته الدراما والسينما في عدة أدوار ما بين الأكشن والشر ، يعود للسينما الكوميدية مع فيلمين عرضا في نفس التوقيت فيلم " بشتري راجل" ويعتبر أول بطولة سينمائية مشتركة لمحمد ممدوح أمام نيللي كريم.
والثاني فيلم "بنك الحظ " بطولته بمشاركة أكرم حسني ومحمد ثروت ونجح في تقديم أداء لافت في العملين وحقق خطوة نجاح جماهيرية جديدة معهما لدى جمهور السينما، وأيضا شخصية الضابط الفاسد رؤوف حمزاوي مع فيلم "ولاد رزق" من الشخصيات السينمائية التي لا يمكن أن تنساها.
في فيلمه الأخير "ابو صدام" والذي حصل معه على جائزة سينمائية مهمة أفضل ممثل في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تحمل البطولة السينمائية لأول مرة بشكل صريح وقدم كعادته أداء جيد جدا لشخصية صعبة سائق سيارة نقل ثقيل "تريلا" رغم ملاحظاتي على سيناريو الفيلم وخاصة النهاية إلا أن ممدوح كان العنصر البارز في العمل مع التصوير وأداء أحمد داش أيضا.
نجح محمد ممدوح في تجسيد شخصية السائق الذي لديه عقد نفسية تجعله يعيش في أوهام يرويها للشاب الصغير الذي يعمل "تباع" معه ويسمع مغامراته العاطفية الكاذبة في شغف واهتمام.
برافو محمد ممدوح انه نجح في سنوات قليلة أن يفرض نفسه كأحد نجوم السينما والدراما التليفزيونية رغم انه بعيد تماما عن ملامح الشكل الخارجي للنجومية المعتادة ولكن الموهبة الأصيلة هي من جعلته نجما.