في ذكرى وفاة الإمام ابن ماجه.. سيرة حافلة وتراث ضائع
إيمان إبراهيم فهيم محطة مصرفي اليوم الـ20 من شهر فبراير في عام 886م/ 273هـ، توفى أحد أهم أئمة العلماء المسلمين، الذي عاش حياته متنقلا بين البلدان جامعا للأحاديث.
هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه، الذي اشتهر بإبن ماجه المحدث، والمؤرخ، والمفسر، وأحد أهم أئمة علم الحديث، الذي ولد في قزوين بإيران، وحضر مجالس العلماء في سن مبكرة، مما جعله يتتلمذ على يد كبار الأئمة وعلماء الحديث في عصره، ونتيجة لنشأته فقد أدرك أهمية تحصيل العلم وآثر أن يقضى سنوات عمره متنقلا بين البلدان من مصر للشام، ومن العراق وصولا لخرسان وحتى مكة والمدينة ليتعرف على مدارس الحديث المختلفة، ويجمع ويفسر القرآن والسنة.
لم يكتفِ ابن ماجه بجمع الأحاديث بل بدأ في تأليف الكتب وتعليم الناس وإلقاء المحاضرات في شتي المدن التي وطئتها قدمه، فتتلمذ على يده عدد كبير من طلاب العلم ومن أهمهم سيبوبه والبغدادى.
تاريخ ضائع:
ألف ابن ماجه عدد من أهم الكتب في تفسير القرأن وعلم الحديث، فقد كتب "تفسير القرآن عند ابن ماجه" والذي رأى علماء عصره أنه كان من أهم كتب التفسير، حتى وصفه ابن كثير "بالتفسير الشامل الحافل"، كما أرخ التاريخ الدعوة منذ عصر الخلفاء الراشدين حتى عصره في كتابه عن التاريخ الإسلامي، وقد وصفه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل لهذه الفترة".
إلا أن المصير المجهول كان هو الغالب على أكثر كتب ابن ماجه التي فقدت، ولم يصل لنا منها في عصرنا الحالي عدد كبير وسط غياب الأسباب الواضحة، وحتى الروايات التاريخية عن قصص ضياع هذه الكتب، مع ذلك فقد وصلنا من تراث ابن ماجه كتاب وحيد وهو "سنن ابن ماجه" ليكون هذا الكتاب هو الناجي الوحيد والدليل الملموس على سيرة وتراث العالم الجليل.
وبعتبر كتاب"سنن ابن ماجه" هو واحد من أهم كتبه التي اكسبته شهرة ومكانه بين علماء عصره، حتى أنه لما فيه من الدقة والشمول ما جعله رابع كتب السنة بعد النسائي والترمذي و ابن داوود، وأحد أهم مراجع السنة النبوية، ونتيجة لأهمية هذا الكتاب فقد أسهب كبارالعلماء والمحدثين في دراسته وشرحه منهم السندي والبوصيري وجلال الدين السيوطي وغيرهم.
وافة العالم الجليل منيته فى شهر رمضان من عام 273هـ، لكن سيرته الحافلة ومكانته لم تتبدل في نفوس العلماء والعامة من المسلمين الذين ما زالوا يقدرون التراث الزاخر، والإسهامات البلغة الأهمية التي سطرها ابن ماجه منذ ولادته وحتى وفاته.