الإمام الأكبر: الحلول المقدمة من الغرب لمشكلاتنا تشوه ثقافتنا وتخلق صراعا جديدا
ياسر خفاجي محطة مصراستقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء بمقر مشيخة الأزهر، السيدة إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، لبحث أوجه التعاون بين الأزهر الشريف والأمم المتحدة في مجالات نشر السلام والتعايش ومواجهة العنف والتطرف، والتصدي للكراهية والإسلاموفوبيا.
قال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر يقوم بدور كبير على الساحتين المحلية والدولية لإرساء أسس التسامح والإخاء والسلام العالمي، وقد بادر الأزهر بمد جسور الحوار والتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية في الشرق والغرب لتلك الغاية، وعلى رأسها الفاتيكان وكنيسة كانتربري، كما بادرنا على المستوى الداخلي بالتعاون مع الكنيسة القبطية المصرية في إنشاء "بيت العائلة المصرية" الذي يعد نموذجا فريدا في تحقيق التعايش والسلام بين أبناء الوطن الواحد عبر أنشطة مشتركة؛ تسهم في حل المشكلات قبل وقوعها، مشددا على أن الأزهر قد بادر منذ وقت طويل برفض مصطلح "الأقليات" واستبدله بمصطلح "المواطنة" التي تعني المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الوطن دون أي تفرقة أو تمييز.
وأوضح فضيلته، أن الأزهر يقدر كثيرا جهود الأمم المتحدة في تحقيق السلام العالمي، وترسيخ مبادئ إنسانية كالمساواة واحترام الطفل وغيرها من المبادئ التي نادى بها الإسلام قبل أكثر من ألف عام، لافتا إلى أن الحلول الجاهزة القادمة من الهيئات والمنظمات الغربية لمشكلاتنا - على غرار الشذوذ والإجهاض وغيرهما- لا تقدم أي حلول فعلية لما نعانيه من مشكلات، بل تتعارض مع ثقافتنا وتسعى لفرض الكثير من السلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا وترسخ لصراع جديد.
اقرأ أيضاً
- الإمام الأكبر: الاستعمار الجديد يحمل لافتة «العولمة» لفرض سلوكيات الغرب على الشرق
- شيخ الأزهر: حريصون على تعزيز التعاون العلمي والدعوي مع جيبوتي
- شيخ الأزهر: لن يستقر العالم باقتصاد السلاح وإشعال الحروب وإنما بالأخوة والحوار
- شيخ الأزهر يلتقي الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي
- شيخ الأزهر يتوجه إلى العاصمة الإماراتية لرئاسة الاجتماع الدوري لمجلس حكماء المسلمين
- شيخ الأزهر: هوس التحول الجنسي تغيير لخلق الله تحت دعاوى حريات زائفة
- الإمام الأكبر: الأديان هي الحل لمعضلة نشر رسالة السلام شريطة أن يتم فهمها صحيحًا
- شيخ الأزهر يهنئ الشيخ محمد بن زايد بفوز الإمارات باستضافة قمة المناخ COP28
- شيخ الأزهر: حريصون على تعزيز التعاون العلمي مع موسكو
- الإمام الأكبر: العالم اليوم في أمس الحاجة لمن يحمل راية السلام من الشباب
- وزيرة الهجرة: الإمام الأكبر وقداسة البابا هما كبيرا بيت العائلة المصرية بقيادة السيسي
- انطلاق مؤتمر بيت العائلة المصري بحضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس
وشدد فضيلة الإمام الأكبر على تمسك الأزهر بمواصلة جهوده لتعزيز الحوار بين الأديان، تلك الجهود التي جاءت أعظم ثمارها متمثلة في "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها فضيلته مع البابا فرانسيس في الـ 4 من فبراير عام 2019، وهو التاريخ الذي أعلنته الأمم المتحدة كيوم عالمي للأخوة الإنسانية، ولتكون دليلا لإرساء السلام العالمي والعيش المشترك، مضيفا أن للأزهر الشريف أيضا دور اجتماعي كبير في مواجهة العديد من القضايا والتحديات الاجتماعية، حيث أنشأنا "وحدة لم الشمل" بهدف وضع الحلول الواقعية لما تعانيه الأسرة المصرية من مشكلات قد تؤدي في النهاية إلى انهيار الأسرة وتفككها.
من جانبها، أعربت السيدة إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، عن تقديرها الكبير لما يقوم به الأزهر والإمام الأكبر من جهود محلية ودولية لتحقيق السلام والتعايش ونبذ العنف، مؤكدة أن ميثاق الأمم المتحدة ينادي بالكثير من المبادئ كالسلام والتسامح والعيش المشترك وهي المبادئ نفسها التي ينادي بها الدين الإسلامي وجميع الأديان، معتبرة أن هناك الكثير من المشتركات بين الدين الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة.
وشددت بانوفا على أن الأمم المتحدة بكل هيئاتها تسعى دائما للتعاون مع القادة الدينيين والمؤسسات الدينية حول العالم، وعلى رأسها الأزهر الشريف، للتعريف بحقوق الفئات المهمشة واللاجئين وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفا لبناء قدراتهم وتمكينهم من التغلب على ما يواجهونه من تحديات وصعوبات ازدادت حدتها بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، معربة عن تقديرها لجهود الإمام الأكبر في نشر قيم الحوار والأخوة الإنسانية.