نظرة على الأفلام العربية في مهرجان القاهرة

حضور عربي لافت في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في المسابقة الرسمية من خلال ثلاث أفلام "أبوصدام" مصر، "غدوة" تونس، "بنات عبدالرحمن" الأردن، وبدى المستوى الفني متقارب بينهم، فهو التجربة الإخراجية الأولى لمخرجي الفيلمين التونسي "ظافر العابدين" والأردني "زيد ابو حمدان"، والتجربة الثانية لمخرجة فيلم ابو صدام نادين خان، برز عنصر التمثيل بشكل كبير في الافلام الثلاثة خاصة فيلمي غدوة وبنات حمدان في حين عنصر التصوير هو الأفضل في ابو صدام.

غدوة.. لم يأتي كما يريد

لا زالت أحداث الربيع العربي فكرة جذابة للسينمائيين العرب لتقديمها في عمل رغم أنها ربما لا تكون كذلك لدى الجمهور العام، الفنان التونسي ظافر العابدين اختار هذه الفكرة لتقديم بها نفسه كمخرج ومنتج سينمائي بخلاف انه بطل الفيلم التونسي " غدوة " المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. الفيلم اختار أن يتحدث عن ماذا بعد بسبب مرور السنوات وكيف تأثير الثورة التونسية على محامي كان ينتظر غدا أفضل ولكنه لم يأت! تم اعتقاله وخرج مريض نفسي! العنصر الأبرز في الفيلم التمثيل لظافر العابدين قدم أداء متميز جدا، وتعاطف الجمهور مع الشخصية بشكل كبير ولكن يعيب الفيلم عدم إعطاء مساحة لباقي الشخصيات، وعدم وضوح السيناريو في تفاصيل أكثر عن العالم المحيط بالبطل، فقط بعض الشيء عن الابن الذي لم يتخلى عنه وظل بجانبه رغم حالته النفسية السيئة.٠ والنهاية كانت جيدة ومؤثرة بينه وبين الابن رغم أن الجمهور شعر للحظة أنه قد تكون نهاية أخرى أكثر درامية بانتحار البطل ولكن لو كان فكر في ذلك صناع الفيلم حسنا فعلوا بالنهاية التي شاهدناها. يستحق ظافر العابدين المنافسة على جائزة أفضل ممثل قدم أداء لافت جدا.

أبو صدام ..النهاية أفسدت الكثير

هيأت نفسي لمشاهدة أحد أفلام الطريق التي طالما شاهدنا مثلها في السينما المصرية وبعضها علامات سينمائية مضيئة، ولكن القصة والسيناريو لفيلم "أبو صدام" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة لم يكونا متميزان بالقدر الكافي، وبدلا من التركيز على العلاقة بين السائق والتباع الشاب الصغير ، ومشكلات سائقي النقل الثقيل "التريلا" ذهب الفيلم إلى العقدة الجنسية لدى السائق! بمشاهد واقعية وايضا في الاحلام! والنهاية كانت أسوأ ما يكون وأثرت كثيرا على الفيلم الذي لم يقدم سيناريو واضح بما يكفي لصناعة فيلم، وكان عنصر التصوير "عبدالسلام موسى" الأكثر تميزا. البطل محمد ممدوح المشكلة انه يقدم مستوى أداء متميز جدا، ولذلك يبقى سقف التوقعات دائما منه مرتفع وفي هذا الفيلم ستجد كثيرا من الأعمال الأخيرة قدم خلالها أداء افضل، ولكته يظل من أفضل الممثلين حاليا في مصر والعالم العربي، وعلى المستوى التمثيل تفوق أحمد داش أبهرني بتفاصيل شخصية "التباع" بشكل ممتاز.

بنات عبدالرحمن.. الكوميديا تخفف من قسوة الواقع

السيناريو الكوميدي مع أداء بطلاته الجيد كان كلمة السر التي جعلت الجمهور يتفاعل مع الفيلم الأردني بنات عبدالرحمن رغم الموضوعات التي يقترب منها، القهر الاجتماعي، وتحديدا ما تتعرض له المرأة من الزوج والعالم العربي ونظرته تجاهها، الفيلم قدم دراما إنسانية جيدة عن علاقة أربع شقيقته ببعضهن وكيف يعودون إلى دعم بعضهن بعد سنوات أثناء غياب الأب المفاجيء، الأربع ممثلات فرح بسيسو، صبا مبارك، حنان حلو، مريم الباشا، قدمت أداء جيد وربما كان أداء حنان حلو الكوميدي لاقى تفاعل أكثر من الجمهور ، الفيلم العمل الروائي الأول المخرج زيد أبوحمدان ونجح في تقديم نفسه بشكل جيد خاصة إدارة الممثلين والتصوير وقدم سيناريو اجتماعي بسيط وصل للجمهور.