في لبنان.. الدولار ”هايص” واقتصاد البلاد ”لايص”
أميرة حسن القاهرة محطة مصرالاقتصاد اللبناني.. مستقبل غامض ينذر بكارثة
بعد فشل تشكيل الحكومة.. "الدولار الأسود" يغزو لبنان
أصبح الاقتصاد اللبناني على حافة الانهيار؛ بسبب أزمة الميديونية التي زادت مع الأزمة السياسية الحالية وجائحة كورونا من حدتها، حيث وصل حجم الدين العام لأكثر من 150% من الناتج الاجمالي، ليكون بذلك من أعلى معدلات الدين على مستوى العالم.
ومع كل ذلك، لا تزال محاولات تشكيل الحكومة مرهونة بمساعي الصلح القائمة بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، التي باءت جميعها بالفشل حتى الآن؛ الأمر الذي وجد فيه خبراء الشؤون الاقتصادية سببا قويا للتدهور الاقتصادي الذي تشهده لبنان الناتج عن تراجع الليرة اللبنانية أمام الدولار، والتي من المتوقع أن تتخطى حاجز الـ10 آلاف إذا استمرت الاوضاع السياسية على نفس المنوال، فضلا عن الانتشار المرعب لظاهرة الدولار الأسود باتت بلا رقيب.
- "الدولار الأسود" يغزو الأسواق
رغم الاندثار الذي شهده مفهوم "الدولار الأسود" خلال العقود الماضية، إلا أنها عادت في السنوات القليلة الماضية لتغزو الأسواق الأكثر فلتانا، وتلك التي تشهد انهيارا نقديا كالسوق الليبية والعراقية وحاليا اللبنانية؛ ولكن الاختلاف الجوهري في تداول الدولارات السوداء اليوم هو أن الدولارات التي يتم التسويق لها الآن على أنها دولارات حقيقية مطلية بالمادة الشمعية السوداء ليست سوى دولارات وهمية أو مزورة، ويمارس مروجوها عمليات نصب واحتلال على مبتاعيها من خلال شرائها بأموال حقيقية.
وتقدر نسبة الدولار الأسود المسوق في لبنان بقرابة 5 % من حجم الأموال المتداولة في السوق اللبنانية، إضافة إلى نسبة عالية وغير محددة من الدولارات المجمدة، أي الدولارات الحقيقية غير القابلة للتداول مع الخارج.
- الليرة اللبنانية.. هبوط مرعب
شهدت الليرة اللبنانية هبوطا حادا خلال العامين الماضيين، حيث تراجعت ثقة اللبنانيين بالعملة المحلية منذ 2019، مع ظهور بوادر تسارع في التدهور الاقتصادي للبلاد، قبل أن تشهد شوارع بيروت احتجاجات أدت إلى نشوء تخوفات بالتأثير على سعر صرف العملة المحلية، نتج عنها توجه اللبنانيين نحو "الدولرة غير الرسمية"، أي تحويل ما بحوزتهم من عملة محلية إلى الدولار الأمريكي، للحفاظ على قيمتها، أمام أية تحديات مستقبلية قد تشهدها البلاد، وهو ما حدث فعلا.
ومع توجه الأفراد والشركات نحو تبني الدولار كعملة ادخار لهم، زاد الطلب على الدولار مما أدى إلى طلب المتعاملين الحصول على العملة الأمريكية ولو بسعر أعلى من سعر السوق، تحت مسمى خسارة قليلة اليوم أفضل من خسارة أكبر لاحقا، لذا انتعشت السوق الموازية للعملة الأجنبية في لبنان.
- حزب الله.. راعي الانهيار
منذ سنوات، كان الدولار عملة تهريب من لبنان إلى سوريا عبر الحدود وبعيدا عن القنوات الرسمية، لكن ازدادت وتيرة التهريب بشكل متسارع إلى أن أصبح ينقل من السوق اللبنانية بشكل غير قانوني إلى سوريا.
ولذلك شدد لبنان مؤخرا من مراقبة حدوده، إلا أن حدودا أخرى يشرف عليها "حزب الله"، تعتبر قنوات لامتصاص الدولار من السوق اللبنانية إلى سوريا، على شكل نقدي، وهو ما يفسر أحد أسباب تراجع الليرة السورية ممثلة بتراجع ضخ الدولار من لبنان.
- مستقبل غامض
ما زال اللبنانيون يؤكدون أن 2020 بكل ما تحملة من كوارت طبيعية وسياسية على دولتهم ستكون نزهة مقارنة بما يحمله2021، وخاصة أن مستقبل السياسة اللبنانية مرتبط باتفاق إدارتي فرنسا وأمريكا، فإنه من المفترض أن يشهد العام الجاري ولادة الحكومة، وإن كانت المعطيات الجارية تشير إلى أن هذه الولادة لن تكون قريبة، ولكن السيناريوهات المتاحة للحكومة تتمثل باثنين حسب مصادر سياسية بارزة، فإما ولادة للحكومة باتفاق مسبق بين الإدارة الأمريكية الجديدة مع الرئيس الفرنسي على إدارة الملف اللبناني، وإما ولادة لن تأتي قبل الربيع المقبل، بحال تقرر وضع الملف اللبناني على رف الانتظار.
أما عن سعر صرف الدولار، فالكل يخشى أن يرتفع سعر الصرف إلى ما يتجاوز عن 10 آلاف ليرة لبنانية، إلا أن سعر الصرف اكتفي بـ9 آلاف ليرة لبنانية في عز الأزمة، إنما مع ترشيد الدعم المتوقع فهناك تخوفات من ارتفاع الطلب على الدولارات وبالتالي ارتفاع سعر الصرف تلقائيا.