صالح مرسي كاتب الجاسوسية.. رفضه العقاد وأعجب نجيب محفوظ
دينا عادل محطة مصريوافق اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائي المصري صالح مرسي، الذي لقب بـ"رائد الجاسوسية" ليس لأنه أول من كتب فيها، ولكن لأنه أكثر من أبدع في هذا المجال الذي يوجد به ندرة في عدد الكتاب، نظرًا لحساسية الكتابة عن روايات من داخل المخابرات المصرية.
ولد صالح مرسي في 17 فبراير 1929 بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، وعمل في بدايته بالبحرية لمدة سبع سنوات، ثم قام بدراسة الفلسفة بكلية الآداب ليلتحق بعدها بالعمل الصحفي.
وعمل مرسي بالصحافة في مجلات "الهدف" و"صباح الخير" و"المصور"، وشجعه الأديبين يوسف السباعي ويوسف إدريس على نشر كتاباته الأولى في مجموعة قصصية، وبالفعل نشر مجموعته الأولى "الخوف" في مجلة "صباح الخير"، وتم ترشيح هذه المجموعة لجائزة الدولة التقديرية، ولكن عباس العقاد رفضها لأن حوارها كان بالعامية.
ثم اتجه صالح مرسي بعدها للكتابة عن البحر، حيث ذهب للاستماع إلى حكايات الميناء وأساطيرها، فكتب رواية "زقاق السيد البلطي" التي نالت إعجاب نجيب محفوظ، فقد كان صديقًا مقربًا له وتأثر كثيرًا به، كما كتب رواية "البحار مندي" أيضًا.
ولكنه لم يستمر كثيرًا في الكتابة بهذا العالم، وانتقل بعدها إلى عالم القاهرة المزدحم وعمل كجرسون في مقهى بحي السيدة زينب ليكتب هناك رواية "الكذاب".
وترك صالح مرسي لنا عددًا كبيرًا من الأعمال منها: "دموع في عيون وقحة، ورأفت الهجان الجزء الأول في 1987، والجزء الثاني في 1990، والجزء الثالث في 1991، والصعود إلى الهاوية التي تم تقديمها كفيلم سينمائي بطولة محمود ياسين ومديحة كامل وجميل راتب، وأنا قلبي دليلي الذي رصد فيها حياة الفنانة الكبيرة ليلى مراد من خلال حوارته معها وكتب فيها عن سيرتها وحياتها كما استطاع أن يكشف كواليس وحكايات طويلة عبر مسيرتها الفنية، وحرب الجواسيس التي تم تقديمها كمسلسل بطولة هشام سليم ومنة شلبي ورانيا يوسف، وسمية فهمي، كما كتب أيضًا عن حياة الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا والتى عثر عليها محمد توفيق وصدرت عن دار نهضة مصر".
وكشفت زوجة الكاتب الراحل صالح مرسى، السيدة وجيهة فاضل، في أحد الحوارات كواليس كتاباته الإبداعية فى أدب الجاسوسية، فقد أكدت أن جملة الأوراق التى حصل عليها لكتابة رواية "رأفت الهجان" لم تزد عن 20 صفحة، ولكنه بمجرد أن قرأها خرج باكيًا من غرفته وقال لها: "إحنا مش رجالة"، وذلك للدور البطولي الذي قدمه رأفت الهجان لوطنه.
كما يعتبر مرسي أشهر من كتب في الجاسوسية العربية، حيث قدم لنا أعمال أرخ فيها بطولات المخابرات المصرية، فقد كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية، ولكنه لم ينل حظه من التكريم حتى توفي في 24 أغسطس 1996 عن عمر يناهز 67 عامًا في الساحل الشمالي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.