الإنجازات في المعالجات العلمية الرصينة
أ.د/ جودة مبروك محمد محطة مصرتواصل جامعة الوصل بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الإنجازات في المعالجات العلمية الرصينة، فينتظر الباحث اللغوي على مستوى العالم انطلاقة المؤتمر الدولي: ((قراءة النص ...الإشكالات والمناهج)) برعاية معالي جمعة الماجد رئيس مجلس أمناء الجامعة، ورئاسة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن رئيس الجامعة، وذلك على مدار يومي الأربعاء والخميس الموافق 24.25 من هذا الشهر الجاري، في تسع جلسات، تبث عن بعد عبر موقع ((تيمز)).
إن أهم ما يميز هذا المؤتمر المشاركة الدولية على مستوى العالم العربي والغربي في مناقشة مشكلة من أهم مشكلات العربية ، وهي النص وإشكالية المناهج، التي ارتبطت بالتعددية في الكشف عن جوهر الدلالة وغموض المعنى وتحليل النص الذي يعمل على اكتشاف الأنماط اللغوية والتحليل المعجمي لشيوع الكلمات والتنقيب عن البيانات واكتشاف الروابط والتحليلات التنبؤية والصلات بين أجزاء النص ، وهذا يعني تحويل النصوص إلى بيانات قابلة للتحليل بإتباع مناهج خاصة بمعالجة اللغات، إضافة إلى إشكالية طرح المنهج التكاملي في تفسير النص وإضاءة جوانب انغلاق النص أو المعتمة منه.
فجاءت مشاركات ثرية تنتظر دورها للإعلان عن الرؤية التي من خلالها تعبر عتبات النص والإبحار في دلالته، إضافة إلى أن المكون الأساسي للبحوث المقدمة يعتمد على التطبيق، مما يقنعنا بواقعية النتائج ويطمئننا إلى صدق التوصيات التي سيسفر عنها المؤتمر.
اقرأ أيضاً
أما عن أهمية هذه الإشكالية التي يتسابق إليها العلماء والباحثون فإنها من مُعْضِلات البحث اللغوي واللساني في هذا العصر، فإن ظهور علم النص كان محطة إقلاعٍ للفاحصين للنصوص في صناعة التحول إلى تجاوز القراءة السطحية، والبحث في ميتافيزيقيا النص، إن جاز التعبير، فأضحت القراءة التقليدية التي تركز على الجملة أمرًا غير معتدٍّ به.
لقد اختلف كذلك مفهوم النص عن سابق عهدنا به، فأصبح الترابط المستمر في البنية الكلية له أو الوحدة الكلية، فلا نستطيع إدراكه وتعقله إلا من خلال تتبع النسيج اللغوي له، لذا اتفق علماء النص على أنه لا بد من توافر سبعة معايير حتى تتحق النصية وهي: الإعلام والتناص والسبك والالتحام والقصد ورعاية الموقف والقبول.
ولقد تعددت رؤى الباحثين والعلماء في أوراق العمل المقدمة في ضبط إشكالية المنهج العلمي لمناقشة النص، فتنوعت أدوار القراءة، من قراءة النص من الخارج أو الداخل، فجاءت الأولى لتناقش المناهج السياقية والتاريخية والاجتماعية والنفسية والأسطورية والجمالية، والثانية تنطلق من داخل النص، حيث المناهج البنيوية والأسلوبية والتداولية والتفكيكية وغيرها.
يشكل هذا المؤتمر نقطة تميز وعلامة بارزة في الاهتمام بالعربية والحفاظ عليها، ومناقشة إشكالية مهمة ليس فقط للمتخصصين في هذا العلم، وإنما لكل من يقف بإزاء قراءة أي نصٍّ.