لطفي لبيب.. الجندي المجهول
مصطفى الخطيب محطة مصريعتبر الفنان لطفي لبيب، أحد أفضل وأهم الفنانين العباقرة في تاريخ السينما، شخصيته تتسم بمزيج بين الموهبة الفريدة والشخصية الصادقة، برع في الكوميديا النظيفة في الكثير من أعماله، التي أسعدت الملايين من الجماهير دون العبث بمشاعر المشاهدين، فقبل أن يكون فنان هو مثال للمواطن الوطني المثقف المحب لبلده ، بأسمي معاني الحب والإخلاص، تاركا خلفه تاريخ عظيم ورائع للسينما المصرية.
في الحقيقة جاء خبر اعتزال الفنان لطفي لبيب كالصاعقة بالنسبي لي ،ولكثير من محبيه ومتابعيه ،وانتابتني القشعريرة ، وفاءا وحبا لفنان عاشق لتراب وطنه ،مثقف بدرجة أديب ،مرسخ بالقيم والأخلاق الرفيعة.
اقرأ أيضاً
- مفاجأة.. نجلاء بدر تكشف حقيقة اعتزال لطفي لبيب
- شاهد| لطفي لبيب في كواليس مسلسل ”أنا وهي”...هل يعود للتمثيل؟
- كوميديان السينما المصرية.. «عبدالسلام النابلسي» الذي لم تجد زوجته مصاريف دفنه
- المندوه بطل خلف خطوط العدو” حدوتة مصرية” في إذاعة الشرق الأوسط الخميس المقبل
- المحرصاوي: حرب أكتوبر ملحمة وطنية أعادت للشعب المصري أرضه وحافظت على عرضه
- الأوبرا تحتفي بذكرى انتصارات أكتوبر بـ”حفلين” .. تعرف علي التفاصيل
- جامعة عين شمس تهنئ إدارة التربية العسكرية بالجامعة في الذكرى الـ 48 لحرب أكتوبر المجيدة
- معلومات لا تعرفها عن البطل عبد رب النبي حافظ أحد قادة حرب أكتوبر الكبار
- مستشار المفتي : وحدة الشعب مع الجيش أهم عوامل النصر في حرب أكتوبر
- الأهلي يعرض أفلام انتصارات أكتوبر على شاشات عملاقة في جميع الفروع
- ”واحد من الناس” يقدم حلقة وثائيقة في الذكري ال ٤٨ لحرب اكتوبر المجيدة.. الجمعة
- إسرائيل في ذهول والأسرى بالمئات.. هكذا غردت الصحف المصرية في حرب أكتوبر المجيدة
لكن سرعان ما أوضح الفنان لطفي لبيب ،أنه لم يقصد الاعتزال نهائيا ،ولكنه يقصد قيامه بالأدوار التي تتناسب مع وضعه الصحي ،لينشر البهجة من جديد في وجوه الكثير من عشاقه وجماهيره العديدة ،لكن السؤال يطرح نفسه ،هل كانت شائعة اعتزاله الغير مقصودة جرس إنذار للجميع ؟ لتقدير رجل فنا الكثير من عمره لإسعاد الكثير من الجماهير،من وجهة نظري أننا بحاجة للحفاظ علي قيمة كبيرة ونموذج مشرف لكل مصري ،الفنان لطفي لبيب الذي شارك في حرب أكتوبر المجيدة ودافع عن كل حبة رمل من تراب بلده ،ورسخ هذه اللحظات الفريدة من حياته ،في كتاب عن حرب أكتوبر يحمل اسم " الكتيبة ٢٦ " ، وقام بطباعته بدار ميريت للنشر عام ٢٠١٠، ليعطي رسالة لكل مواطن عن هذه الملحمة التاريخية والمهمة في تاريخ مصر ،لطفي لبيب الذي رفض دعوة تكريمه من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بعد تجسيده لشخصية السفير الإسرائيلي في فيلم “السفارة في العمارة”مع الفنان عادل إمام، معربا عن إيمانه بالقضية الفلسطينية.
لطفي لبيب الذي شارك في أكثر من 150 فيلما سينمائيا ،و100مسلسل بدور مختلف في كل عمل عن العمل الذي يسبقه ،أتذكر أحد المشاهد له في فيلم في محطة مصر، لم أتردد ولو للحظة في إعادة المشهد عشرات المرات ،من شدة الكوميديا السلسة للفنان القدير لطفي لبيب ،لطفي لبيب الذي يرسخ في قرأته للقرآن الكريم ،واستماعه له بشكل مستمر قيمة التسامح والتآخي بين كل مسلم ومسيحي.
فهل يعقل أن مثل هذه النوعية من الأشخاص الذي يجب أن نقدتي بها؟، ونأخذه قدوة لأطفالنا وأبنائنا ،يمر دون أن يكرم التكريم الذي يستحقه ،خاصة أنه أعلن منذ فترة عدم استطاعته البعد عن المجال الفني رغم مرضه ،وأنه محب للفن بدرجة عاشق ،أظن أن تاريخك الكبير والعظيم المشرف يحتم علينا ،تكريمك بالعديد من الأشياء التي تسعدك وتدخل البهجة في حياتك ،فأنت قمت بإسعادنا في الكثير من الأوقات ،وجاء الوقت لرد ولو القليل من هذه الأوقات السعيدة في حياتنا.