نجاح ”أوبك بلس” في استعادة توازن سوق النفط
آية ممدوح محطة مصرأدى اتفاق "أوبك بلس" إلى حزمة من التغييرات بشأن أسعار النفط عالميا. فأول القرارات المتخذة في هذا الاتفاق هو تسوية منتجون كبار لمواصلة بعض تخفيضات الإنتاج لمواجهة الطلب المتضرر من جائحة فيروس كورونا. حيث تم تخفيف الخفوض الكبيرة في الإنتاج اعتبارًا من يناير الماضي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.
وتعني الزيادة التي أقرتها "أوبك+ أن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، تتجه إلى خفض الإنتاج 7.2 مليون برميل يوميًا، أو ما يعادل 7 في المئة من الطلب العالمي اعتبارًا من يناير 2021، مقارنة مع الخفوض الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن تواصل "أوبك+" الخفوض الحالية حتى مارس المقبل على الأقل، بعد أن تخلت عن خطط لزيادة الإنتاج بمليوني برميل يوميًا.
ولا شك أن اتفاق أوبك+ وتخفيض السعودية لإنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا طوعا لشهري فبراير وإبريل، مكنها من إحكام تخفيض إمدادات النفط وتقليص الفجوة الفورية بين العرض والطلب، وهذا دعم ارتفاع الأسعار الفورية " على المدى القصير مقارنة بأسعار العقود المستقبلية، وهذا ما أدى إلى تحفيز الشركات على سحب المزيد من مخزوناتها النفطية، بدلاً من دفع تكلفة التخزين المستمرة وتحقيق مكاسب أعلى وفورية، وسوف يزداد السحب مع عدم وجود عقود مستقبلية طويلة الأجل من قبل شركات الطيران وغيرها من المشترين الكبار للتحوط مقابل ارتفاع الأسعار مستقبلا، وقد يتغير ذلك في النصف الثاني من العام الحالي.
هذا قد يمهد الطريق لأوبك بلس لزيادة إنتاجها بأكثر مما كان مخطط له مسبقًا، بعد وصول الأسعار إلى مستويات مرتفعة مع تراجع مخزونات النفط العالمية على المدى القصير، ومن أجل تحفيز الطلب العالمي على النفط.
وبذلك استطاعت أوبك + استعادة توازن سوق النفط، عند أسعار تجاوزت 60 دولارا ودخولها في منطقة حرجة، مما يحفز المنتجين من أوبك+ ومن خارجها على زيادة إنتاجهم، وفعلا هذا ما حدث مع المنتجين الأميركيين بزيادة عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز بـ 5% الى 397 منصة، أو أقل بـ 393 منصة عن هذا الوقت من العام الماضي، كما أنه أيضا ارتفع إجمالي عدد الحفارات النشطة في كندا بـ %5 إلى 176 حفارة وأقل بـ 79 على أساس سنوي، حسب بيانات بيكر هيوز الجمعة الماضية، لذا ارتفع الإنتاج الأميركي بـ 100 ألف برميل يوميا إلى 11 مليون برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 5 فبراير مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.