شرب الخمر ورفض وزارة السادات.. أسرار لا تعرفها عن الدكتور مصطفى محمود
محمود الصادق محطة مصرصاحب الصوت الشهير، والعلم الوفير، الذي وهب حياته للبحث والعلم حتىأصبح فيلسوف عصره، فمن الطب إلى العلم والبحث عن الله، أنتج الدكتور مصطفى محمود عشرات المؤلفات والحلقات التليفيونية التي نشر خلالها العديد من الحقائق العلمية والدينية المستنيرة، والتي جعلت الملايين ينتظرون حلقاته في البرنامج الشهير "العلم والإيمان".
كان الدكتور مصطفى محمود، زاهدًا وعالمًا مستنيرًا، كما كان فيلسوفًا مبدعًا ومفكرًا يستلب العقول بشرحه السليم ومنطقه القوي وحجته الدامغة وغزارة علمه ومعلوماته.
ويوافق اليوم الأحد 31 أكتوبر، ذكرى رحيل العالم القدير الدكتور مصطفى محمود، التي حمت حياته العديد من المحطات والأسرار التي لا قد لا يعرفها البعض، نستعرضها في السطور التالية.
اقرأ أيضاً
- خليل صبري يستعد لطرح أول ألبوماته قريبا
- بنات قنا يتميزن في الغناء الفردي
- أيتن عامر تحترف الغناء بلحن لعمرو مصطفى
- بعد تحريم الغناء.. السيرة النبوية تُكذب المتشددين
- بالفيديو: مطالب بالتحقيق مع خالد عجاج وإيهاب توفيق بعد الغناء بـ”الفلاشة”
- اختلاف حول حكم وقوع طلاق السكران.. و«الإفتاء» تخالف جموع العلماء
- وزيرا الثقافة وقطاع الأعمال يشهدان احتفالية الأوبرا فى ذكرى بليغ حمدي
- ”مشاهير علي الإنستجرام ”.. تامر حسني يحقق أمنية فتاة بالغناء معه .. سلاف فواخرجي تعلن وفاة والدها .. ساندي تتجاوز أزمة سمكري البني أدميين
- هاني شاكر متصدرًا محركات البحث: مطربو ”الفلاشة” ليس لهم مكان في الغناء
- هاني شاكر: لا تراجع عن منع الغناء بفلاشة
- الاستماع للموسيقى والغناء حلال أم حرام؟ .. «الإفتاء» تحسم الجدل
- «الغناء في برنامج مع فرقة موسيقية».. حسن شاكوش يتحدى نقيب الموسيقيين
نشأته
ولد مصطفى كمال محمود حسين محفوظ، في 27 ديسمبر 1921 في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وكان له شقيق توأم توفي وبقي العالم الكبير على قيد الحياة.
درس الدكتور مصطفى محمود، الطب وتخرج في الجامعة عام 1953، وتخصص في الأمراض الصدرية، إلا أنه تفرغ للكتابه والبحث في بداية عام 1960.
عزف الكمانجا في الأفراح
ويحكي مصطفى محمود، في مذكراته، أنه أثناء دراسته الجامعية عشق العزف على الناي، قائلًا: "لقد شاء القدر أن أتعرف على عبدالعزيز الكمنجاتي والراقصة فتحية سوست، وكانا أصحاب فرقة لإحياء الأفراح والطهور واتفقا معي أن أنضم لفرقتهما ووافقت دون مقابل مادي وهذا ما أثار دهشتهما، لكني قلت لهما أنا أهوى العزف فقط ولا أنوي احترافه".
ويضيف محمود، "لقد انزعجت والدتي من عشق ابنها للناي خاصة بعد تكرار مجيء الأسطى عبدالعزيز لمنزل العائلة ولسانه يردد لها عبارة واحدة يختلف فيها اسم المكان الذي يشير إليه لحضور مصطفي للحفل سواء في درب البغالة أو في الأنفوشي أو في السيدة، ولذلك كانت الوالدة تعنفه بشده وتغضب لما يقوم به ابنها".
تناول الخمر
اعترف المفكر الراحل في مذكراته، أيضًا بأنه تناوله الخمر، قائلا إنه فعل ذلك مع أصدقائه على سبيل التجربة، لأنه كان فى ذلك الوقت في مرحلة الشك، وتجربة الأشياء، وشعر بعد تناول الخمر أنها ليس لها طعم أو مذاق بل كانت تثقل جسده ومن هنا كره الخمور ولم يذقها بعد ذلك مطلقًا.
عاش مصطفى محمود، في قريته بالمنوفية بجوار مسجد المحطة الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجهاته وكان متفوقًا في دراسته ويجادل أساتذته حتى ضربه مدرس اللغة العربية فغضب وانقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات إلى أن ترك المدرس المدرسة فعاد مصطفى محمود لمواصلة الدراسة.
"المشرحجي" الذي قتل الحشرات
أنشأ محمود، وهو صغير في منزل والده معملًا صغيراً يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتهر بـ"المشرحجي" لبقائه لفترات طويلة في المشرحة أمام جثث الموتى ما كان له أثر بالغ أثر في أفكاره وتأملاته حول الموت وخروج الروح من الجسد.
ترك الطب من أجل الصحافة
وفي الستينيات عشق مصطفى محمود، الكتابة ونشر عدة مقالات في مجلة "روزاليوسف" قبل إنهاء دراسته في الجامعة وعبر عن عشقه للصحافة بترك الطب من أجلها، حيث أصدر الرئيس جمال عبدالناصر، قرارًا بمنع الجمع بين وظيفتين، فقرر مصطفى محمود الذي كان يجمع بين عضوية نقابتي الأطباء والصحافيين، الاستغناء عن عضوية نقابة الأطباء والعمل بالصحافة.
حوار مع صديقي الملحد
وروى الفيلسوف الراحل، أنه تم تقديمه إلى المحاكمة بناء على طلب من عبدالناصر، بعدما كتب سلسلة من المقالات جمعها في كتابه "الله والإنسان" واعتبروها قضية كفر واكتفت المحكمة بمصادرة الكتاب دون أن توضح أسباب الحكم.
وعقب رحيل عبد الناصر، أبلغ الرئيس الراحل أنور السادات مصطفى محمود عن إعجابه بالكتاب فطبعه من جديد تحت عنوان "حوار مع صديقي المُلحد" وهو ما أثار الجدل ضده مجددًا وتم اتهامه بالإلحاد كما أثارت مقالات أخرى له جدلًا كبيرًا وطالته اتهامات بإنكار الشفاعة والتشكيك في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية.
تزوج مرتين
تزوج الدكتور مصطفى محمود، مرتين الأولى من السيدة سامية التي قال عنها في مذكراته إنها نصفه الآخر الذي لازمه قرابة 10 سنوات، وكان أكثر ما يؤرق حياتهما أنها كانت غيورة، رغم أنها كانت تصغره بـ15 عامًا وأنجب منها ابنيه أمل وأدهم، ثم تزوج بعد ذلك من السيدة زينب حمدي التي استمرت معه 4 سنوات.
رفضه للوزارة
عرض الرئيس السادات، على الدكتور مصطفى محمود تشكيل الوزارة، إلا أنه رفض وقال للرئيس: "لقد فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي الأسرة وقمت بتطليق زوجتي فكيف أنجح في إدارة وزارة كاملة".
عشقه للغناء
وكشفت السيدة زينب، تفاصيل عشق مصطفى محمود للغناء وعلاقته القوية بالمطرب والموسيقار محمد عبد الوهاب، وقالت في حديث لها: إن الكثيرين لا يعلمون أن مصطفى محمود يمتلك حنجرة ذهبية ويتمتع بصوت جميل وكان دائمًا يدندن على العود الذي يمتلكه وفي أول لقاء بينهما أهدى لها أغنية "الحبيب المجهول"، مضيفة أنه كان يتمتع دائمًا بروح الشباب رغم أن فارق العمر بينهما 25 عامًا إلا أنها لم تشعر بفارق السن أبدًا.
وعن الشخصيات المقربة إليه قالت إنه كان يحب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كان يقول إنه يتمتع بدهاء عالي وخفة دم وحنكة سياسية، وكانت علاقة صداقة قوية تربطه بإحسان عبد القدوس والشيخ متولي الشعراوي، والموسيقار محمد عبد الوهاب، مشيرة إلى أنه لم يحب في حياته سيدة مثلما أحب شقيقته "زكية" التي كانت تكبره بسنوات والتي تولت تربيته ورعايته منذ الصغر.
مؤلفات عديدة
ترك الدكتور مصطفى محمود، للمكتبة العربية نحو 80 كتابًا في فروع الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم، بالإضافة للقصص القصيرة والمسرحيات، ومن أشهر كتبه وقصصه: "تأملات في دنيا الله"، و"الإسلام في خندق"، و"زيارة للجنة والنار"، و"عظماء الدنيا وعظماء الآخرة"، و"عنبر ٧"، و"شلة الأنس"، و"المستحيل"، و"رجل تحت الصفر" و"حوار مع صديقي الملحد"، و"العنكبوت"، و"رائحة الدم"، و"ألاعيب السيرك السياسي"، و"إسرائيل البداية والنهاية"، و"أكل عيش".
كما قدم 400 حلقة على شاشة التليفزيون، خلال برنامجه الشهير "العلم والإيمان".
وفاته
توفي الدكتور مصطفى محمود، الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عامًا.