”العفريت العفريت”.. قصة الترام الذى أدهش المصريين
محمد سالم محطة مصريعد "التروماي" من أهم معالم مدينة القاهرة، وخصوصًا حى مصر الجديدة، ويزيد عمره عن قرن من الزمان، إلا أنه في السنوات الأخيرة عانى من الإهمال الشديد ومن ثم التوقف عن العمل.
ويرجع تاريخ إنشاء "تروماي مصر الجديدة" لأكثر من 120 سنة، حيث صادق مجلس النظار (الوزراء) عام 1894 على منح امتياز لشركة بلجيكية بإنشاء ثمانية خطوط للترام في القاهرة، تبدأ كلها من ميدان العتبة الخضراء بوسط القاهرة.
وقامت الشركة بتعيين 400 عامل مصري في المشروع الجديد، كما نشرت الصحف إعلانات تغري بشراء قطع أراض "على مسافة أمتار من خط الترامواي" الذي رفع أسعار الأراضي والمنازل.
وفي صباح أول أغسطس 1896 أجرت الشركة "حفلة تجريبية" لتسيير أول قطار، واصطف الألوف على الجانبين ليشاهدوا أول مركبة سارت في العاصمة بقوة الكهرباء والأولاد يركضون وراءها وهم يصرخون.. العفريت العفريت".
وبدأ العمل الرسمي لأول قطار تروماي، في يوم 12 أغسطس 1896، بعدما حصلت الشركة العامة الاقتصادية للخطوط الحديدية والبارون إمبان على امتياز خطوط ترام مدينة القاهرة في فترة بنائها وتحديثها الأولى. وأقامت الشركة زينة باهرة في ميدان العتبة وامتدت موائد الطعام والمرطبات.
وكانت أجرة ركوب التروماي عندما بدأ العمل 6 مليمات للدرجة الأولى و4 مليمات للدرجة الثانية.
كان للترام تأثير على المجتمع المصري حينها، حيث سهل انتقال أهالي القاهرة واختلاطهم، فقبل ذلك كان ساكن حي العباسية شرقي القاهرة لم يكن يفكر في الذهاب إلى حي مصر القديمة على سبيل المثال، وكان التلميذ الذي لا يجد مدرسة في الحي الذي يقيم فيه ينصرف في الغالب عن الدراسة إلى أن ظهر الترام، فأمكن التلميذ الذي لا يجد مدرسة في حيه أن يلتحق بمدرسة في حي آخر.
وفى النهاية، تعرض هذا المشروع الكبير للإزالة، وبدأت أولى مراحل إزالة ترام مصر الجديدة في أكتوبر2014 حيث تم إزالة القضبان، التي تضم شارعي الأهرام وأحمد تيسير بطول 1600 متر بتكلفة 10 ملايين جنيه، لتوسعة الشارعين وكأحد الحلول لمشكلة المرور.