أبو الغيط: أهمية مؤتمر استقرار ليبيا تكمن في عقده على الأراضي الليبية
نيرمين حسين محطة مصرقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن أهمية مؤتمر استقرار ليبيا الذي عقد في طرابلس، أمس الخميس، تكمن في أنه عقد على أرض ليبية، فلم يعد مطلوبًا عقد الاجتماعات الخاصة بليبيا في إيطاليا أو فرنسا أو ألمانيا أو مواقع مختلفة.
اقرأ أيضاً
- روما يسقط أمام بودو جليمت النرويجي بسداسية تاريخية في دوري المؤتمر الأوروبي
- أبوالغيط يشارك في مؤتمر دعم استقرار ليبيا
- طب الأزهر بدمياط ينظم المؤتمر السنوي الثالث عشر لقسم العظام
- «الخشت»: إعداد جيل من طلاب جامعة القاهرة ليكونوا قادة المستقبل
- بدء جلسات المؤتمر 24 للمسئولين عن مكافحة الإرهاب بـ”داخلية العرب”
- رئيس هيئة الاستثمار يشارك فى فعاليات مؤتمر الاستثمار الدولي بدبي
- مرشح عضوية الشرقية: أسعى لتحقيق طفرة رياضية وإجتماعية للنادي في الفترة القادمة
- تفاصيل كلمة السيسي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان
- تفاصيل مؤتمر إعلان فعاليات الدورة 30 لمهرجان الموسيقى العربية
- انطلاق المؤتمر العام لرئيس الأهلي بعزف السلام الوطني
- طارق شوقي: التعليم بوابة العبور الحقيقية إلى مستقبل أفضل
- المؤتمر العام لرئيس الأهلي في السادسة مساء اليوم بمقر النادي بالجزيرة
وأضاف أبو الغيط - في حوار مع قناة الوطنية التونسية الأولى - أنه لم يكن هناك بيان ختامي للمؤتمر الذي عقد في ليبيا لأن الخطوط الإرشادية للتسوية أصبحت واضحة من بيانات برلين 1 وبرلين 2 وهناك تفاهم من إعلان القاهرة وخريطة الطريق واضحة تماما.
وكانت العاصمة الليبية طرابلس استضافت أمس مؤتمر استقرار ليبيا بحضور ممثلي 27 دولة وأربع منظمات دولية وإقليمية لأول مرة منذ عشرة أعوام.
وأوضح أن الإجراءات الليبية المستقبلية المتمثلة في عقد انتخابات وخروج مرتزقة وقوات أجنبية بالإضافة إلى التحاق الميليشيات العسكرية بالجيش وقوات الأمن وإعادة تأهيل المجتمع كلها أمور باتت متفق عليها ومعروفة للجميع.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن تفاؤله بعد عقد اجتماع أمس ولقائه بعدد من المسؤولين الليبيين أبرزهم رئيس الحكومة ورئيس المجلس الرئاسي ونائبي الرئيس المجلس الرئاسي الأول والثاني لأن الطريق أصبح واضحًا أمام القادة الليبيين، وهم على وعي كامل بما هو مطلوب في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن المجتمع الليبي أصبح منهكا وجرب كل الطرق الآن الجميع في الشرق والغرب مستعدين للتسوية، مضيفًا أن ما يواجه أهل ليبيا اليوم هو وضع الأرضية التشريعية والأسس لعقد الانتخابات القادمة، كما أن المشكلة الصعبة أيضا التي تواجههم هي المرتزقة الأجانب المتواجدون في جنوب ليبيا.
وشدد أبو الغيط على أن وجود هؤلاء المرتزقة على الأراضي الليبية أصبح عنصرا معيقا للتسوية.
وانتقد أبو الغيط بعض التصريحات التركية التي تتحدث عن المرتزقة وكأنهم ولدوا على الأراضي الليبية، مؤكدًا أن القوات الأجنبية سواء مرتزقة روس أو قوات تركية أو مدربين أتراك عليهم مغادرة ليبيا وفقا للتوافق الدولي والليبي حاليا وكذلك قرارات الجامعة العربية.
ودعا كافة القوى الأجنبية إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي، مشيرًا إلى أن هذه التدخلات ضارة للغاية ولا يظهر تأثيرها إلا بعد فترة من الزمن، "فليبيا عانت كثيرا وسوريا تعاني كثيرا واليمن يعاني ولبنان تعاني والعراق عانى كثيرا.
وبشأن المخاوف من التقسيم في ليبيا، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عن ثقته في وحدة الأرض والشعب الليبي، قائلا: "لا أخشى على ليبيا من التقسيم بسبب أن الأحاسيس الوحدوية والأحاسيس الليبية لدى كل أطراف شرق وغرب وجنوب يشعرون أنهم جميعا من أهل ليبيا ويجب أن يتمتعوا بأرض ليبيا"، موضحًا أن خطر التقسيم ربما كان يمكن التحدث عنه منذ 5 أعوام إنما اليوم الجميع لديه إحساس بالوطن الليبي والدولة الوطنية الليبية.
وعن اجتماعه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، قال أبو الغيط إن الرئيس قيس سعيد يمثل قمة الإخلاص لشعبه وبلده لأنه في مواجهة الضرورة يجب على الإنسان دائما أن يتحرك بقناعاته، معتبرًا أن الرئيس التونسي وجد وضعا معوجا وقرر أن يتصدى له.
وأضاف أن حديث الرئيس التونسي ينم عن وعي كامل باحتياجات المرحلة الحالية لتونس وخريطة الطريق التي يجب أن تأخذها إلى بر الأمان والصورة واضحة تماما، ومن الطبيعي أن يرفض رئيس الدولة الوطنية التونسية أي تدخل وأن يدافع عن سيادتها ووحدة ترابها من خلال رفضه لأي فرض لمواقف "خصوصا أن دولنا لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتدير شؤونها بطريقة تتسم بالكثير من الفهم لمقتضيات الحال".
وطالب الأمين العام للجامعة العربية الشعب التونسي بالوقوف خلف قيادته حتى تصل البلاد إلى بر الأمان، قائلًا للتونسيين "فلتتحدوا مع بعضكم البعض وتناصروا قيادتكم حتى تصلوا إلى بر الأمان".
وأضاف أنه سيشارك اليوم خلال زيارته الحالية لتونس في مؤتمر عن الأمن السيبراني وسيلتقي رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن، مضيفًا أن بودن تمتلك تفكيرًا عمليًا يبشر بالخير إلا أنه جدد مطلبه بضرورة تقديم الدعم للحكومات في هذه المرحلة لأن السنوات العشرة الماضية كانت صعبة للغاية.
وعن الانتقادات التي ما زالت توجه للدول العربية، قال أبو الغيط: لا نستطيع أن نقول إن العالم الغربي قد رفع يده أو توقف عن تدخلاته، فلم أعد اندهش من صدور مقال يهاجم التطورات في مصر أو تونس أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات، العالم الغربي يسعى لفرض منظومة على المنطقة العربية ويفترض أنه يجب أن نتبعه معصوبي العينين، ولا يمكن أن تجري المسائل بهذا الشكل، فالإنسان العربي له مفاهيم ومناهج مختلفة.
وتابع أن المنطقة العربية شهدت صعود الإسلام السياسي في 2010 و2011، "والمجتمع العربي جرب جماعات الإسلام السياسي وأتصور أنه خاب أمله فيها وتجربتي كمصري، كان هناك خيبة أمل كبيرة جدا واكتشاف لدى الجماهير بأنه لا توجد خطط ولا كوادر ولا قدرة على المعالجة والرغبة فقط هي العودة إلى القرن السابع الميلادي".
وحول الأزمة الاقتصادية بتونس، قال أبو الغيط إن استعادة الثقة في الاستثمارات الأجنبية وطمأنة المستثمر وإعطاؤه الضمانات بأن هذه العملة مستقرة ستؤدي إلى نتائج إيجابية، موضحًا أن السياحة تعرضت لضربة قوية خلال الفترة الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا وهو ما أثر على كل دول البحر المتوسط.
وأعرب عن اعتقاده بضرورة أن ترعى تونس حملة لإقناع أصحاب الثروات من الدول العربية للمجيء إلى تونس للاستثمار، لافتًا إلى أن الجامعة العربية تستطيع أن تروج لهذا الأمر لكن هي ليست مصدرا للأموال أو للصناديق.
واستعرض أبو الغيط عددا من القضايا العربية الشائكة حاليا كالوضع في سوريا التي فقدت وفقا لأبو الغيط 500 ألف قتيل من أبنائها، فضلا عن وجود تسعة ملايين سوري على الأقل خارج ديارهم، واصفا هذا الوضع بالمأساوي.
وحول الأوضاع في اليمن، قال إن "الأطفال هناك يعانون من مرض شلل الأطفال مرة أخرى والكوليرا كانت منتشرة منذ عدة أشهر وكل هذه الأمور تشير إلى أن هناك شيئا ما ضرب هذه المنطقة ويجب علينا جميعا أن نساعد كل هذه الأطراف".
وحول التنسيق العربي خلال جائحة كورونا، أكد الأمين العام للجامعة العربية أن العرب نجحوا خلال الأزمة بشكل كبير في مساعدة بعضهم البعض فيما يتعلق بالحصول على اللقاحات.