في ذكرى عملية إيلات.. حينما أغرقت القوات المصرية مدمرة العدو الإسرائيلي
مروة محمد محطة مصريوافق اليوم الخميس الحادي والعشرين من شهر أكتوبر الجاري الذكرى 54 لعملية إيلات، حينما نجحت القوات البحرية المصرية إغراق المدمرة إيلات في حرب الاستنزاف عقب أحداث يونيو بخمسة أشهر في عام 1967.
وفي هذا السياق يستعرض لكم موقع محطة مصر نيوز، أبرز المعلومات المدمرة المصرية إيلات.
مواصفات المدمرة المصرية إيلات :
المدمرة إيلات هى مدمرة إسرائيلية من الطراز Z إنجليزية الصنع وتأخذ حمولة 2575 طن وطولها الإجمالي 111 متراً وعرضها 11 متر والجزء الغاطس منها خمسة أمتار، وتبلغ سرعتها 31 عقدة، ومدى الإبحار بها 2800 ميل بحري ذات أربعة قواعد أعماق وأربعة مدافع 4.5 بوصة وستة مدافع 40 مم وثمانية أنابيب طوربيد، ويبلغ عدد أفراد الطاقم 186 ضابطا وجنديا.
حكاية المدمرة إيلات
قامت إسرائيل بشراء المدمرة إيلات من إنجلترا في يونيو عام 1956 مع مدمرة آخرى تسمى يافو، وقد اشتركت المدمرة إيلات في العدوان الثلاثي عام 1956 وفي حرب 1967.
وجدير بالذكر أن الفترة التي تلت حرب يونيو عام 1967 حتى أوائل شهر أغسطس عام 1970 أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف لإحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحداث تفوق وتحقيق السيطرة البحرية.
أحداث ما بعد إنتصار إسرائيل في حرب 1967
بعد انتصار إسرائيل في حرب 1967م أمرت قيادة الجيش الإسرائيلي بأن تخترق المدمرة ايلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، مستغلة قوة الردع المتمثلة لديها في تفوقها الجوي ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في إنتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، وقد تصورت القيادة الإسرائيلية عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
وفي 11 يونيو 1967م ضربت المدمرة " السرب المصرى " الذي كان يمر بجانب المدمرة فاشتبك معها واغرقته المدمرة، السرب المصري كان يقوده الضباط عاونى عازر و ممدوح شمس، استمرت المدمرة بقيادة " اسحاق شيشان " في اختراق المياه المصرية إلى يوم 18 أكتوبر 1967م فقررت القيادة السياسية المصرية إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة واغراقها، وفي يوم 21 أكتوبر 1967م صدر أمر بالاشتباك مع المدمرة و تشكلت فرقتين للقيام بالمهمة ، الفرقة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر و مساعده الملازم أول حسن حسنى وكانا على اللنش 504 ، أما اللنش الثانى 501 كان يقوده النقيب لطفى جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع وكانت المعلومات تصل إليهم أولاً بأول من قيادة بور سعيد البحرية التي كانت تتابع تحركات المدمرة.
معركة 11 يوليو 1967
في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء يوم 11 يوليو عام 1967 رصد رادار قاعدة بور سعيد هدف متحرك على بعد 18 ميل بحري من نجمة بور سعيد فأصدر قائد القاعدة العقيد أركان حرب سميح إبراهيم أمر برفع درجة إسترداد سرب لنشأة الطوربيد بقيادة النقيب عوني عازر.
وفي الساعة 10:30 مساء اجتمع قائد القاعدة مع النقيب عوني عازر بحضور(قائد مجموعة لنشات الطوربيد) في (مركز عمليات قاعدة بورسعيد)، وأثناء الاجتماع أوضح قائد القاعدة للنقيب/ عوني تفاصيل المهمة الروتينية المكلف بها وهي الانطلاق بسربه واستطلاع الهدف المشتبه به وفي حالة تأكده من اختراق الهدف للمياة الإقليمية المصرية يقوم باستدراجه إلى داخل مدى مدفعية (المدمرة السويس) الراسية في ميناء بورسعيد، مع العمل على تفادي الاشتباك مع الهدف المُعادي "لإحتمال وجود الهدف خارج حدود المياة الإقليمية" إلا في حالة تعرض سربه للإعتداء المباشر.
وفي الساعة 10:45 مساءاً انطلق السرب المكون من لنشين طوربيد الأول بقيادة النقيب/ عوني عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاتة "، والثاني بقيادة النقيب/ ممدرح شمس ومساعده ملازم أول / صلاح غيث، وفي مسار الانطلاق حدث خلل في جهازي الرادار للنشين مما أدى إلى عدم تمكن سرب اللنشات من رصد الهدف.
وفي الساعة 12:15 صباحاً رأى قائد السرب (النقيب/عوني عازر) أن الهدف المعادي يقترب منه بسرعة " تبين بعد ذلك انها المدمرة الإسرائيلية ايلات"، وفي الساعة 12:20 ظهرت أهداف معادية " تبين بعد ذلك انهما لنشي طوربيد إسرائيلية طراز (ملان) "، وقامت بضرب السرب المصري في تحدي سافر للقوانين الدولية، فأبلغ قائد السرب قيادة القاعدة انه قرر الاشتباك مع الأهداف المُعادية لحقه في الدفاع عن النفس وفي الساعة 12:46 أبلغ قيادة القاعدة باشتعال الحريق في اللنش رقم 2، وبذلك تم تحييده لعدم قدرته على مشاركة لنش القيادة في المعركة.
وفي الساعة 12:50 أبلغ لنش القيادة القاعدة بانه أصيب إصابة بالغة تمنعه من الاشتباك، قامت المدمرة الإسرائيلية باطلاق طلقات إضاءة لمنع لنش النقيب عوني من الخروج من دائرة الاشتباك، في هذه الاثناء قرر النقيب عوني المناورة بالدخول بلنش القيادة وسط تشكيل القطع البحرية المًُعادية حتى يتجنب الاصابة، إلا أن قائد المدمرة الإسرائيلية ادرك خطته وقام بمناورة مضادة وهي الابتعاد عن لنش القيادة.
إغراق المدمرة إيلات
كان إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحريه سطح / سطح، هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية و استرتيجيات القتال البحرى في العالم فقد تم في هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ.
وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط و الجنود الذين شاركوا في العملية أوسمه و أنواط وأصبح غرق المدمره ايلات في 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية في التاريخ.