فريدة الشوباشي.. رحلة كفاح ثاني امرأة تربعت على عرش البرلمان
ياسر خفاجي محطة مصرلا تزال المرأة المصرية تسطر العديد من الإنجازات بهدف تحقيق ذاتها وإثبات قدرتها على تقلد العديد من المناصب القيادية والهامة في الدولة، حيث لعبت دورًا مؤثرا في السياسة والمجتمع المصري منذ عهد الدولة الفرعونية.
وتعيش المرأة المصرية أزهى فترات حياتها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق على 2017 عام المرأة المصرية تكريمًا لجهودها وتضحياتها في بناء المجتمع، حيث تم تعيين العديد منهن في مناصب قيادية في الحكومة.
فريدة الشوباشي تتحدى الظروف
شهدت حياة الكاتبة فريدة الشوباشي، العديد من المحطات المهمة، حيث مرت حياتها بتجارب مليئة بالأحداث والصعوبات لتجسد دور المرأة الحقيقي في بناء الأوطان وتحدي الظروف للوصول إلى عنان النجاح.
وترأست النائبة فريدة الشوباشي، أمس الثلاثاء، الجلسة الإجرائية لمجلس النواب بصفتها أكبر الأعضاء سنًّا، وفقًا للائحة الداخلية للبرلمان، كما يساعدها أصغر الأعضاء سنًّا، لتسطر اسمها بحروف من نور كثاني امرأة تتربع على عرش هذا العرس الوطني في تاريخ البلاد.
ولدت «الشوباشي» في حلوان بالقاهرة لعائلة مسيحية ثم اعتنقت الإسلام، وتبلغ حوالي 83 عامًا، ولها العديد من المؤلفات، منها "عبارة غزل"، "الخاتم والخاتم"، "الإنسان"، ودرست في كلية الحقوق وعملت في مجال المحاماة لفترة ثم التحقت بالتليفزيون مونت كارلو، لمدة 26 عامًا، وكان اهتمامها الأول هو تمثيل مصر والوطن العربية، لاسيما القضية الفلسطينية، وتقلدت منصب رئيسة جمعية حقوق المواطن في مصر.
عاشقة الصحراء
لم تكن الكاتبة فريد الشوباشي، أول سيدة تتولى رئاسة الجلسة الإجرائية لمجلس النواب، حيث تولَّت عائشة حسانين، المعروفة بلقب "عاشقة الصحراء"، رئاسة البرلمان، حيث أدارت الجلسة الافتتاحية لبرلمان عام 1979، والتي انتهت بانتخاب صوفي أبو طالب رئيسًا للبرلمان.
كانت "عاشقة الصحراء" مريضة وملازمة للفراش، مما دفعها لعدم الترشح لانتخابات البرلمان عام 1979، وعندما علم الرئيس الراحل أنور السادات، أعطى تعليماته بضرورة أن تتقدم عائشة حسانين بأوراق الترشح حتى لو اضطر مَن حولها أن يذهبوا بها إلى مقر لجنة قبول الطلبات وهي على سريرها.
لم تكن "عاشقة الصحراء" التي كانت تبلغ من العمر 78 عامًا حينها كثيرة الجدل كغيرها من النائبات، حيث كانت نائبة مسالمة، وكثيرة الانشغال بالأبحاث العلمية؛ فلقبت بـ"عاشقة الصحراء"، لاهتمامها بالحياة البيولوجية بصحراء الفيوم، وعرفت بحبها للسفر إلى الصحراء، وأسهمت في أبحاث الجيولوجيا بصحراء الفيوم، وساعدت على وجه التحديد العالمين بالاكتشافات الجيولوجية بكوم أوشيم بالفيوم، وهيأت معسكرًا لهم لتعينهم على مواصلة البحث، والعديد من الأنشطة التطوعية.
وطالبت عائشة حسانين بإنشاء وزارة للصناعات الصغيرة والاهتمام بالثروات المعدنية بصحراء مصر؛ فحصلت على نوط الامتياز ووسام الكمال، وتم إطلاق اسمها على إحدى مدارس مدينة الفيوم، وكذلك ملجأ للأطفال، إلى أن توفيت عام 1985 عن عمر يناهز الـ84 عامًا، وكانت نائبة لثلاث دورات متتالية؛ بدأت عام 1964، وكانت دورتها الثانية عام 1979، والتي تولت إدارة الجلسة الافتتاحية بها، أما الأخيرة فكانت عام 1985، والتي توفيت قبل انتهائها بعامَين.
ونظرًا للوائح البرلمانية، فالجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية، يرأسها أكبر الأعضاء سنًّا، على أن يكون الوكيلان الأصغر سنًّا بين النواب؛ وهو ما حدث مع عائشة حسانين ببرلمان 1979.