في ذكرى المولد النبوي.. كيف وردت الرحمة في سيرة خير خلق الله ؟
محمود الصادق محطة مصروصفه الله عز وجل بقوله تعالى: "حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ"، إنه خير خلق الله وسيد الخلق، وأرحم ما نزل على الأرض، سيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وتسليمه، الذي ورد عنه "لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ"، فكيف لا يكون رحيمًا، وهو الذي رأف بالأطفال والكفار والحيوان والنبات والجماد، فمنع قتل الأطفال والنساء، ورفض رد أذى الكفار، وتغاضى عن شرورهم.
وبحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، يستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، مواقف من السيرة النبوية الشريفة، ترصد رحمة خير خلق الله بالإنسان والحيوان والنبات.
اقرأ أيضاً
- وزير التعليم العالي يهنئ المجتمع الأكاديمي بمناسبة المولد النبوي
- تفاصيل احتفال ذكرى المولد النبوي الشريف بحضور السيسي
- 8 رسائل من السيسي خلال حفل المولد النبوي الشريف 2021
- السيسي: ماضون معًا بإرادة صلبة وعزم لا يلين لبناء وطننا الغالي
- تفاصيل كلمة السيسي بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
- السيسي: علينا التحلي بقيم التعايش المشترك وقبول الآخر ونشر قيم التسامح
- السيسي: بناء وعي الأمة بناء صحيحا أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها
- السيسي: الإصلاح الحقيقي يقوم على الالتزام بجوهر الدين
- السيسي: رسالة الإسلام التى تلقاها الرسول الكريم كرست من قيمة العلم والمعرفة
- السيسي يقدم التحية للدكتور أحمد عمر هاشم
- بالأسماء.. السيسي يكرم بعض الشخصيات ممن أثروا في الفكر الإسلامي الرشيد
- الطيب يهدي الرئيس السيسي مصحف الأزهر الشريف كهدية تذكارية
رحمة النبي بالأطفال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس جماعةً وسمع بكاء طفل، أسرع في الصلاة وخفف منها، وكان، عليه الصلاة والسلام يحمل الصغار وهو يصلي، فإذا سجد يضعهم على الأرض، وإذا قام حملهم، كما فعل مع حفيدته أُمامة بنت زينب رضي الله عنها، وكان يصبر على أذاهم، ويبكي ويحزن لموتهم.
رحمة الرسول الكريم بغير المسلمين
عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: "إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم"، فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: "يا محمد ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئاً" [رواه البخاري].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان" [رواه البخاري ومسلم].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: "أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم" فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار" [رواه البخاري].
رحمة سيدنا محمد بجنوده وبالشهداء
كان نبي الله يعامل جنوده كنفسه، ولا يعاتبهم أو يعاقبهم على أخطائهم في الحرب، ومن ذلك رحمته بالصحابة رضي الله عنهم في غزوة أُحد، وعدم محاكمتهم لأخطائهم في مُخالفتهم لأوامره، أما رحمته بالشهداء فقد تمثلت في دفنهم دون إرسالهم إلى أهلهم، حتى لا يتألموا على رؤيتهم، وكان يأمر الأهل الذين يأخذون شهداءهم أن يردّوهم إلى أماكنهم؛ حتّى يُدرك الناس فضلهم، ولتخفيف المُصاب والحزن على أهاليهم.
تعامل نبي الرحمة مع الأسرى
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بفك الأسير، وبين أن الرحمة بالأسير وفك أسره من أسباب دخول الجنة، وترجم ذلك عملياً في أسرى بدر عندما استشار الصحابة، رضي الله عنهم في شأن الأسرى، فأخذ برأي أبي بكر، رضي الله عنه، وذلك بأخذ الفدية منهم وتركهم، لما رأى في ذلك من الرحمة والرأفة بهم، وراعى حال الأسرى المادّية، فمن لم يكن معه مال، افتداه النبي، وبعضهم من أطلق سراحه بلا فداء.
النهي عن التمثيل في جسد الأعداء
وضع النبي للمسلمين مجموعة من القواعد والضوابط في الجهاد التي لا يجوز لأحد أن يتعداها، كالنهي عن التمثيل في جسد الأعداء، والنهي عن قتل النساء، والأطفال، وكبار السن، والمرضى، وتجاوزت هذه الرحمة حتى الجماد، فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل الحيوان، أو حرق الأشجار، فقد قال تعالى: "وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
رأفة خير الخلق بمن آذوه من الكفار
لما جاء ملك الجبال للرسول عليه الصلاة والسلام، ليُطبق على الكفار الجبال بعد أن ردوه، وقاتلوه، وعذبوه، فلم يرض النبي ذلك، وقال له: "بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا)"، وعندما دخل مكة بعد أن فتحها متواضعاً، وعفوه عمن آذاه من المشركين، وعمن أخرجه وصحابته من ديارهم، وعدم الدعاء عليهم، وحرصه على دخولهم في الإسلام، فقد جاء عنه أنه زار جاراً يهودياً له، وطلب منه الدخول في الإسلام، فأسلم، وفرح النبي عليه الصلاة والسلام بإسلامه وإنقاذه من النار.
رحمة النبي الحيوان
لم يسمح خير خلق الله بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، ولا يوافق على قول بعض جماعات الرفق بالحيوان المعاصرة التي تدعو إلى منع قتل الحيوانات بالكلية، تذرعاً بالرفق معها وحماية حقوقها، وكذلك بأنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفًا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، ولا حتى في عصرنا الحاضر، الذي كثرت فيه الكتابات عن الرفق بالحيوان.
رحمة خير الرسل بجذع نخل
عن جابر رضي الله عنه، أَن النبي صلى الله عليه سلم كان يخطب إلى جذع نخلة، فاتُخذ له منبرا، فلما فارق الجذع، وغدا إلى المنبر الذي صنع له، جزع الجذع فحن له كما تحن الناقة، وفي لفظ فخار كخوار الثور، وفي لفظ: فصاحت النخلة صياح الصبي حتى تصدع، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكَن فسكن، وقال له الرسول صلى الله عليه سلم: "اختر أَنْ أغرسك في المكان الذي كنت فيه، فتكون كما كنت، وإنْ شئت أَنْ أغرسك في الجنة، فتشرب من أنهارها وعيونها، فيحن نبتك وتثمر فيأكل منك الصالحون، فاختار الآخرة على الدنيا".