” في مهرجان الجونة ”.. أنا إخترت السينما.. وإنت هتختار إيه؟
محطة مصريجمع خبراء وصناع المهرجانات السينمائية والنقاد على حد سواء أن مهرجانات السينما عبارة عن مثلث مكون من ٣ أضلاع الأول هو الأفلام فلايجوز صناعة مهرجان للسينما دون وجود افلام معروضه في أقسامه المختلفة بين مسابقات وخارجها والضلع الآخر هو النجوم و يضفون على المهرجانات بريقا خاصا يجذب الضلع الأخير وهو الجمهورالذي يتابع افلام المهرجانات ونجومها َ
و تحرص جميع مهرجانات العالم على إيجاد هذا المثلث بالفوز بعروض عالمية أولى لأفلامها وبنجوم صف أول سواء في تكريماتها أو مدعويها
وقد حاول عراب مهرجانات السينما العربية الناقد الكبير الراحل سمير فريد خلال رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي عام ٢٠١٤
أن يثبت بالتجربة أن الجمهور أصبح واعيا وسيدرك أن ضلع الأفلام هو الأهم فسعي فريد إلى الفوز بأكبر قدر ممكن من أهم أفلام العالم التي أنتجت في هذا العام ووجه معظم ميزانية المهرجان إلى الأفلام وأعلن رفضه تماما مبالغة نجوم العالم المادية عند دعوتهم للتكريم في المهرجانات وقال عميد النقاد العرب وقتها إنفاق الأموال على الأفلام أفضل من إنفاقها على حضور نجم إلى القاهرة لعدة ساعات لمجرد حصول وسائل الإعلام على اللقطة بتواجده على المسرح
اقرأ أيضاً
- كباتن الزعتري يحصد جائزة لجنة التحكيم في هوت سبرينجر
- السيناريست زينب عزيز تشيد بتنظيم الجونة السينمائي
- الصعيدي يحيي حفلا بالجونة بموسيقى”ليلة القبض على فاطمة”
- ميار ومي الغيطي.. شقيقتان على ريد كاربت مهرجان الجونة السينمائي
- أبرزها الفيلم المصري أميرة.. عروض اليوم في مهرجان الجونة السينمائي
- فيلم جديد ينضم لمهرجان الجونة ويعرض اليوم.. تعرف عليه
- بعد انسحاب نجوم مهرجان الجونة.. تعرف على قصة فيلم ريش المتهم بالإساءة لمصر
- أبرز أحداث اليوم الرابع لمهرجان الجونة السينمائي
- على منصة الجونة السينمائي.. 7 أفلام قصيرة تحاكي معاناة اللاجئين
- مخرج ”ريش” يرد على الانتقادات الموجهة للفيلم
- أصوات اللاجئين في السينما.. ٧ أفلام تحاكي معاناتهم في مهرجان الجونة
- بالصور.. مهرجان الجونة 2021| مولد للفساتين واللقطات الجريئة.. زيرو سينما
نجح فريد حينها بالفعل في الفوز بعدد غير قليل من الأفلام المميزة والمهمة وكنوع من التغيير قرر الخروج بحفل إفتتاح المهرجان وختامه بعيدا عن المكان التقليدي والمتكرر عبر دورات عديدة وهو دار الأوبرا المصريةوإختار قلعة محمد علي لهذا الغرض
ولم يشفع كل ذلك لفريد فقد طالته أسهم النقد وكان المنفذ الذي نفذت منه السهام إليه هو غياب النجوم.
وأعلن بعدها الراحل الكبير إعتزاله رئاسة المهرجانات.
وفي الجونة السينمائي سعت إدارته منذ دورته الأولى إلى التوازن بين الضلعين الأفلام والنجوم بل وزادت عليها بمنصة تعد هي الأهم في منطقة الشرق الأوسط تدعم من خلالها التجارب والمشاريع السينمائية الجديدة ونجحت في ذلك بصورة كبيرة وأفرزت المنصة العديد من الأفلام المهمة التي حصدت جوائز دولية من مهرجانات مثل فينيسيا وكان وبرلين ووصلت بعض هذه الأفلام إلى القائمة القصيرة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم اجنبي
ومن حظ الجونة السيئ انه جاء في زمن تشهد فيه سوق الميديا تحولات غريبة يبحث فيها الجميع عن الموضوعات المثيرة ويصنعوها غالبا إن لم تتواجد وكانت سجادة المهرجان هي الأكثر حذبا لمعظم وسائل الإعلام التي تغطي المهرجان لدرجة ان أسئلة المراسلين تتكرر دائما ولاتخرج عن الأشخاص الذين يقفون وراء إطلالات النجوم من ستايلست ومكياج وماركة الذهب والإكسسوارات التي تتزين بها النجمات
و بقدرة قادر أصبح الحديث عن إطلالات النجوم وفساتين السيدات يفوق الحديث عن الأفلام التي تنفق إدارة الجونة السينمائي عليها الغالي والثمين للفوز بعروضها الأولى
ولم يشفع لها برنامج الأفلام الذي يعد الأهم والأقوى بين مهرجانات السينما في منطقة الشرق الأوسط في تغيير الصورة الإعلامية النمطية
ولم تخرج التغطيات الصحفية على مدار دورات المهرجان إلا عن الحديث عن الإطلالات المثيرة وزادت المسألة سوءا بالبث الحي للعديد من المواقع في الفاضي والمليان وغالبا ما تنقل صورة مباشرة للواقفون والسائرون على السجادة بينما صور الطوابير على شباك التذاكر في أماكن عروض الأفلام غائبة تحتاج لمراسلين آخرين
أصبح شغل المراسلون الشاغل هو السجادة ومن عليها ولا شيئ سواها
وبسبها دخل الجونة السينمائي في منطقة لم يستطع الخروج منها حتى الآن ولم تفلح معها كل محاولات إدارته لتغييرها بدعوة نجوم أو بعروض لأفلام قوية أو بكلمات تكررت مرارا على لسان مؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس في كل مؤتمر صحفي يشارك فيه بأن مهرجان الجونة ليس سجادة حمراء ولا فساتين عارية
ويطالب خلالها الجميع بمتابعة الأفلام وردود الفعل عليها لكن تقول لمين؟
السجادة والإطلالات هما الساحر الذي أغوي الجميع وسرق أنظارهم بعيدا عن السينما وافلامها
منذ أعوام قليلة شهد مهرجان القاهرة واحدة َمن أسوأ الأحداث التي يمكن أن يصادفها مهرجان سينمائي على سجادته وأقصد هنا واقعة فستان الفنانة رانيا يوسف وبطانته والتي أصبحت بعدها صيدا لجميع العدسات أينما سارت على أي سجادة حمراء حتى لو كانت سجادة بيتها
ورغم ذلك لم يتضرر المهرجان من الواقعة التي تطورت وتجاوزت الحدود المحلية
لم يتأثر مهرجان القاهرة ولم يدخل بسببها في حارة سد مثلما أدخل التريند مهرجان الجونة ولم يستطع الخروج منها على مدار دوراته الخمس التي تتمنى المهرجانات العربية جميعها أن تخرج دورة واحدة منها بنفس مستوى الجونة لكن قليل البخت يطلع له التريند على السجادة