قيادات الإخوان.. صراع الأموال يهوي بالتنظيم الإرهابي
محمود الصادق محطة مصرخطوات سريعة يخطوها تنظيم الإخوان الإرهابي نحو السقوط في الهاوية، فباتت الجماعة مهددة بالحل النهائي، بعدما تصاعدت أزمة قياداتها، بسبب قرار الأمين العام السابق للتنظيم محمود حسين ومجموعته في إسطنبول، بعزل القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، وسط تبادل الاتهامات بين جبهتي إسطنبول ولندن.
وتشهد جماعة الإخوان الإرهابية، زلزال عنيف منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميًا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، ومجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وتأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
اتهامات متبادلة
اقرأ أيضاً
- بدء مرافعة الدفاع في محاكمة 12 عضوا في خلية هشام عشماوي
- بعد حماية الإخوان للمرتزقة في ليبيا.. هل تستعد الإرهابية لضرب الساحل الإفريقي؟
- الدفاع يطالب بإخلاء سبيل المتهمين في قضية عائشة الشاطر
- بنت خيرت الشاطر و30 أخرين أسسوا جماعة إرهابية .. اليوم يقفون أمام المحكمة
- تأجيل محاكمة 4 متهمين بتهريب المهاجرين لجلسة 17 أكتوبر الجاري
- عاجل.. هبوط اضطراري لطائرة كويتية في تركيا بعد التهديد بوجود قنبلة
- صور: ”ريماس” تنتهي من تصوير كليب ”أبو علي” وتعلن خطبتها
- الحكم في طعون المتهمين بـ«محاولة اغتيال النائب العام المساعد»
- مصدر أمني يوضح حقيقة تصالح الدولة مع الإرهابيين والاوضاع داخل السجون
- هالاند يحسم موقفه من مواجهتي تركيا والجبل الأسود
- «لا نبغى إلا العدل».. نيابة أمن الدولة تطالب بتوقيع أقصى عقوبة على الإرهابي محمود عزت
- تأجيل محاكمة محمود عزت في «اقتحام الحدود الشرقية»
ويؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أنه جبهتي اسطنبول ولندن لا يملكون أي شرعية، فالمجموعتان ليس لهما شرعية أو صلاحيات بعزل أحد بموجب لوائح التنظيم القديمة، لافتًا إلى أن ما تفعله كلتا الجبهتين، هي محاولة للادعاء بتمثيل قرارات التنظيم، الذي لم يعد له قرار خصوصاً بعد هذا التشظي الواضح.
ويضيف بان، أن ما حدث أخيرًا داخل الإخوان هو انشقاق بين القيادات القطبية للتنظيم التي ورثت مقدرات التنظيم منذ ولاية محمد بديع، والتي كانت تسيطر فعلياً منذ عام 1990، وهي مجموعة محمود حسين التي كان من بينها إبراهيم منير، متابعًا: "صمت منير على ما اعتبره فساد مجموعة حسين، بسبب عدم التعرض له طوال الفترات الماضية، لكن حينما بدأت مجموعة حسين تتعرض له بدأ منير في الحديث عن الفساد".
صراع الأموال
ويوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الصراع بين المجموعتين صراع على النفوذ، وصراع على المصالح والأموال، وهي خناقة داخل معسكر واحد، بعدما تراجع التنظيم بشكل كبير في العديد من الدول، ورفعت تركيا يدها عن التنظيم، بعدما أدركت أن تنظيم الإخوان ليس لديه ما يقدمه وليس لديه أي أوراق سياسية.
ويتابع بان: "شباب الإخوان بالخارج لهم رأي ثالث، هو أن الأحداث تجاوزت الجبهتين، وهاتان القيادتان لم تنجحا في إضافة أي جديد للتنظيم، وأضاعتا كل الأوراق، وعليهما أن تسلما القيادة للشباب، وهو ما يرفضه إبراهيم منير ومحمود حسين".
دولاب مصالح
ويستطرد الباحث السياسي: "من المتوقع أن يكون لقيادات الإخوان داخل السجون المصرية كلمة، وأتوقع ان يصدروا بيانًا بشأن الأزمة، وهذه الأمور تدار سراً، وقد تتم تسمية أسماء جديدة للتنظيم، وقد يلجأ التنظيم إلى عدم الإعلان عن هذه الأسماء، بأن يعلن مثلاً أن التنظيم توافق على قيادة جديدة لإجراء انتخابات مجلس الشورى، ثم مكتب الإرشاد".
ويعقب بان: "التنظيم في حالة انكشاف كامل لواقعه السياسي والأخلاقي، والذي بدأ مع تجربة الحكم في مصر حتى خروجهم منه عام 2013، متابعًا: "التنظيم عقب خروجه عن الحكم في مصر تحول إلى دولاب مصالح خاصةً مع هجرة قياداته إلى تركيا وبعض الدول".
تخطيط مسبق
في سياق متصل يقول حازم قريطم، المحلل السياسي والباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، إنه يجب التوقف أمام مشهد الاتهامات المتبادلة بين جماعة الإخوان الإرهابية، ليعلم من يؤمنون بهم أو يمدوهم بالأموال أن الجماعة تتقاتل على المصالح فقط.
ويضيف قريطم، أن الإخوان طرحوا أنفسهم على المجتمع بأن لديهم تماسكًا في البنية التنظيمية، وهذا كان متمثلًا في فترات طويلة ولكن الوقت الحالي أصبح ذلك الأمر غير موجود.
ويوضح الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، أن النظم الحاكمة السابقة تركت مساحة للإخوان للتغلغل في المجتمع، منوهًا إلى أن خيرت الشاطر ومحمود عزت قاما بتكوين فرق للتواصل مع دول أجنبية.
ويشير قريطم، إلى أن النظم الحاكمة السابقة تركت مساحة للإخوان للتغلغل في المجتمع، متوقعًا أن يُقدِم الإخوان على اغتيال إبراهيم منير.
مسارات الأزمة
من جانبه يقول عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن تنظيم الإخوان الإرهابي يندفع نحو اتجاهين، الأول؛ أن تنفصل ما تسمى بمجموعة القيادات التاريخية بقيادة محمود حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيداً عن سيطرة منير وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييدها، والثاني أن ينجح منير في حسم الخلافات لصالحه فيما تستمر محاولات عزله من منصبه وسحب الثقة منه.
ويوضح فاروق، أن المرشد الحالي يحاول استغلال حالة الخلاف حول الشخصيات المتصارعة على قيادة التنظيم، ويصدر قرارات من شأنها حشد القواعد التنظيمية وخاصة الشباب في معسكره، وأبرزها إعلان حل مجلس الشورى وقصر المناصب التنفيذية على الشباب.