في الذكرى السادسة لاكتشافها.. كيف فسر العلماء سبب تدمير مدينة قوم لوط؟
محمد سالم محطة مصرفى مثل هذا اليوم منذ 6 سنوات، عثرت بعثة آثار أمريكية، بعد التنقيب لأكثر من 10 سنوات في منطقة "تل الحمام" بالأردن، على خرائب مدينة "سدوم" المعروفة إسلاميا بمدينة "قوم لوط"، النبي الذي سكن فيها قبل أكثر من 3500 عام، والتي بدأ يتضح أن الحياة "توقفت فيها فجأة" طبقا لما ذكره البروفيسور "ستفين كوللينز" رئيس البعثة، وهو من "جامعة ترينتي ساوث ويسترن" بولاية نيو مكسيكو.
وصف رئيس البعثة المدينة بأنها "مبان قديمة وأدوات من مدينة كبيرة جدا كانت في العصر البرونزي، دولة ضخمة سيطرت على كل منطقة جنوب غور الأردن"، وأشار أيضا أن تلك المدينة هى الدولة التي ذكرتها التوراة في كتاب"سفر التكوين"، بأن الله عاقبها بالنار والكبريت، "لم تنهدم بكاملها بحسب ما كان متوقعا"، معتبرا أن ما تم العثور عليه أشبه "بكنز حقيقي في كل ما يخص علم الآثار من ناحية نشوء وإدارة مدن دولة بين 1540 إلى 3500 قبل الميلاد".
اقرأ أيضاً
- وزيرا ثقافة مصر والأردن يشهدان الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية
- بالصور.. لجنة تحكيم مهرجان الأردن الدولي للفيلم تواصل مشاهدة الأفلام المشاركة
- الموت يفجع ديانا كرازون
- تكريم ماجد المصري ومجدي كامل في حفل افتتاح مهرجان الأردن الدولي للفيلم
- «رقي وجمال ونظافة».. مدارس مصر زمان مفرخة العلماء والأدباء
- الوفود العربية يعربون عن تقديرهم لمصر لاستضافة منتجاتهم فى معرض تراثنا
- معرض تراثنا.. السيسي يتفقد أجنحة دول الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية والسودان
- مصر تشارك في الإحتفال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية بالأوركسترا السيمفونى
- تامر حسني يحيى حفلا بالأردن بحضور جماهيري حاشد
- رئيس وزراء الأردن يشيد بالعاصمة الإدارية وبالنسق المعماري المميز لمسجد مصر
- رئيسا وزراء مصر والأردن يستعرضان أبرز المشروعات الجاري تنفيذها بالعاصمة الإدارية
- رئيس الوزراء يصطحب نظيره الأردنى فى جولة بعدد من مشروعات العاصمة الادارية
وأضاف أن المعلومات عن الحياة في منطقة غور الأردن بالعصر البرونزي لم تكن متوفرة قبل تنقيبات البعثة الأمريكية، ولا وجود حتى لإشارة في معظم الخرائط الأثرية عنها بأن مدينة قديمة كانت فيها.
وشرح رئيس البعثة الأمريكية، أن ما تم العثور عليه هو مدينة بقسمين، علوي وسفلي، وفيها ظهر جدار من الطوب الطيني، بارتفاع 10 وعرض 5.2 أمتار.
كما ظهرت بقايا بوابات لمعبد، ومثلها لأبراج، مع ساحة رئيسية، إضافة إلى موقع يبدو أنه كان مميزا، لأنه كان مدعّم بحمايات خاصة، وكلها منشآت تطلبت أحجارا من الطوب بالملايين، إضافة إلى عدد كبير من العمال" إلا أن كل مظاهر الحياة "توقفت فجأة بنهاية منتصف العصر البرونزي" وهو لغز يرسم الحل عبر تنقيبات للتعرف إلى ما حدث في "سدوم" وأشار اليه القرآن بما يختلف عن التدمير بنار وكبريت، وكأن كويكبا ارتطم بالمدينة وجعل أسفلها أعلاها، ونجا منه النبي لوط.
العلماء يكشفون سبب دمار المدينة
بعدما عثروا على مدينة قوم لوط في السلط ، بدأ علماء الآثار بالعديد من عمليات الحفر في مدينة تل الحمام القديمة التي تقع شمال شرق البحر الميت، والتي تعود إلى العصر البرونزي.
وبعد سنين استغرقتها أعمال الحفر والبحث، عثر العلماء على إثباتات تفيد بأن المدينة دمرت تماما في عام 1650 قبل الميلاد، نتيجة انفجار نيزك جليدي هائل فوقها.
وبمرور الوقت، استطاع العلماء اكتشاف طبقة سوداء سمكها حوالي 15 مترا، من فحم الخشب والرماد وطوب منصهر وأوان خزفية، عمرها 3600 عام، حسب ما ذكره الباحثين.
وهذا الاكتشاف يشير إلى أنها تعرضت لعاصفة نارية دمرتها تماماً، كالانفجار الذي حصل عام 1908 في منطقة بودكامنا تونجوسكا في روسيا، حسب ما ذكرته مجلة Scientific Reports، نقلاً عن الباحثين.
واعتقد العلماء في البداية أن أسباب الكارثة ربما ثوران بركان، زلزال، حريق، أو حرب، ولكن جميع هذه العوامل لا تسبب ارتفاع درجات حرارة تصهر المعادن والطوب والأواني الخزفية، حيث أظهرت التجارب المخبرية أن هذا يحصل فقط في درجة حرارة 1500 درجة مئوية وما فوق.
وشارك في الدراسة علماء من الولايات المتحدة وكندا وجمهورية التشيك، بينهم علماء الآثار والجيولوجيا والجيوكيمياء والجيومورفولوجيا وعلماء المعادن وعلماء النباتات القديمة وعلماء الرواسب وخبراء تأثير الفضاء والأطباء.
ووفقا لحسابات الخبراء، الذين اكتشفوا أن المدينة دمرها انفجار نيزك جليدي كبير سقط فوقها، بنفس الآلية التي حدثت في منطقة تونجسكايا بروسيا، حيث تكونت الكرة النارية فوق المدينة على ارتفاع حوالي أربعة كيلومترات فوق سطح الأرض، وكانت قوة الانفجار أعلى بألف مرة من قوة انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما.
الأمر الذي أدى فوراً إلى اشتعال النيران في المدينة بكاملها، تبعتها موجة ضاربة دمرت جميع المباني وقضت على كافة الكائنات الحية فيها، وبعد حوالي دقيقة وصلت الموجة الضاربة وألسنة اللهب إلى مدينة أريحا التي تبعد مسافة 22 كيلومترا غرب تل الحمام، ما تسبب في انهيار أسوارها واحتراقها بالكامل.
ولاستعادة صورة هذه الأحداث تطلب الأمر 15 عاما من عمليات الحفر والاستكشاف، ليضع العلماء على ضوء نتائجها نموذجا حاسوبياً للانفجار، إذ يعتمد على مؤشرات اصطدامات الأجسام الفضائية والانفجارات النووية.
كما يعتقد الباحثون أيضاً، أن كارثة تل الحمام، هي أساس الرواية التوراتية عن تدمير مدينتي سدوم وعمورة، التي وفقا لوصف التوراة، سقطت عليها من السماء الحجارة والنار، وبسبب الحرائق تصاعد دخان كثيف ومات سكان المدينتين جميعاً، ويرجع تاريخ هذه المدينة للفترة بين 3500- 1540 قبل الميلاد.
و تشير بعض الدراسات، الى ان المدينة تم هجرها فجأة، وفق الابحاث المبدئية .كما تشير أغلب الدلائل الى أن مدينة سدوم، وجزء من مدينة عمورة المذكورتين في سفر التكوين بالعهد القديم كانتا مملكتين واقعتين على نهر الأردن نحو الشمال من البحر الميت حاليا وأنها كانت فخمة وخضرة وماؤها عذب وفقاً للباحثين.