زكريا أحمد .. صدفة حولت الشيخ لـ”ملحن”
إيمان إبراهيم فهيم محطة مصريصادف اليوم الأحد 14 فبراير، ذكرى وفاة احد أهم الملحنين في تاريخ الفن المصري، هو الشيخ زكريا أحمد الذي لا يعتبر فقط ملحن الكثير من الروائع، إلا أنه ايضًا يعتبر رائد فن "الطقطوقة"، مع ذلك لا يعرف الكثيرين أن المنعطفات القدرية أثرت بشكل كبير في حياته، بل أنها شكلت مسيرته الفنية.
صدفة قدرية
فالشيخ زكريا الذي ولد لأب حافظ للقرآن ومحبًا عميقًا، لسماع التواشيح الدينية قضي الجزء الأكبر من طفولته محققًا رغبة والده الذي أراد له أن يكون شيخًا ومقرئ، فدفع به للكُتاب ثم المدرسة الابتدائية ثم تبعها بالدراسة في الأزهر، مما جعله يتلقى العلوم الدينية ويدرس اللغة العربية بصورة متعمقة، و مع حب زكريا للمقامات الموسيقية بدأ في غناء التواشيح حتى اشتهر بين زملائه قارئًا ومنشدًا للقرآن.
حدث المنعطف الأهم في حياة زكريا باتجاهه للدراسة على يد الشيخ رشيد الحريري الذي درس له الموسيقى وألحقه بفرقة أمام المنشدين الشيخ على محمود، الذي قدمه للكثير من شركات تسجيل الأسطوانات الموسيقية، حتى بدأ أولى محاولاته في التلحين عام 1919، ومع استمرار عمله كملحن بدأ يضع بصمته الموسيقية في الكثير من الأعمال المسرحية فقد كان أحمد ملحن للكثير من مسرحيات فرقة "على الكسار"، و"الريحاني"، كما بدأ بالفعل التعاون فنيًا مع أحد أهم وأشهر مغنيات الحقبة القديمة، وهي الفنانة الكبيرة منيرة المهدية ذات التاريخ الفني الطويل.
ظل زكريا يضع بصمته فن الأعمال المسرحية حتى قدم إجمالي 500 لحن، لما يصل إلى 65 مسرحية متنوعة، حتى عام 1934 الذي شهد تعاونة الأول مع كوكب الشرق"أم كلثوم" ولك يكن هذا التعاون قصيرًا، بل امتد لسنوات عدة قدم فيها زكريا عشرات الألحان العظيمة لـ"كوكب الشرق".
ففي المرة القادمة التي تستمع فيها لأغنيات عظيمة مثل:"حبيبي يسعد أوقاته" بألحانها شديدة الخفة و الرقة و"أنا في انتظارك" بنبرة العتاب والأسى التي تشدو بها نغمات الموسيقى تمامًا، مثل: صوت أم كلثوم، وأغنية "هو صحيح الهوى غلاب"، التي كانت التعاون الخير بين "زكريا" و"ثومة" قبل وفاته، تذكر أن الصدفة القدرية التي عرف فيها مصطفي أحمد شيخه ومعلمه علي محمود، الذي قدمه لعالم الفن كان هو المسؤول الأول عن دخوله عالم الموسيقى.