بسبب احتجاجات الشرق.. شبح الجهل والجوع يحاصران أطفال السودان
محمود الصادق محطة مصرفي قرار جديد يُجسد المُعاناة التي يعيشها الشعب السوداني، بعد احتجاجات الشمال والتي تسببت في غلق الموانئ واحتجاز القمح بموانئ بورتسودان، مما نتج عنه أزمة في الخبز، أصدرت وزارة التربية والتعليم في الخرطوم، قرارًا بتقليص ساعات الدراسة بسبب الأزمة.
تقليص ساعات التعليم في السودان
واشتعلت أزمة الخبز في السودان، منذ أيام،حيث شهدت المخابز العاملة طوابير طويلة للمواطنين في ظل توقف نحو 90% منها عن العمل وارتفاع سعر قطعة الخبز الواحدة إلى 50 جنيهًا في بعض المخابز، وسط تحذيرات من تصاعد الأزمة بسبب إغلاق محتجي شرق السودان للموانئ والطرق الرئيسية للعاصمة الخرطوم.
اقرأ أيضاً
- الحالة المرورية اليوم.. كثافات متحركة بطرق القاهرة والجيزة
- بالفيديو والصور.. نشاط الرئيس السيسي اليوم الأحد
- 13 رسالة من السيسي لرئيس جنوب السودان.. سد النهضة الأبرز
- تفاصيل كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جنوب السودان بالاتحادية
- رئيس جنوب السودان يكشف وعود إثيوبيا المزيفة بشأن سد النهضة
- سد النهضة يتصدر المباحثات المصرية الجنوب سودانية بالاتحادية.. اعرف التفاصيل
- السيسي: ندعم جنوب السودان في حفظ السلام والتنمية ومواجهة التحديات
- السيسي: تدشين مشروعات كبرى في جنوب السودان.. وزيادة منح الطلاب بالجامعات المصرية
- السيسي: نستهدف زيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان
- السيسي: مصر ستظل سندا قويا للأشقاء في جنوب السودان
- السيسي: تكثيف التعاون مع جنوب السودان في مجال بناء القدرات
- ملفات سد النهضة والتعاون الاقتصادي وأوضاع جوبا تتصدر المباحثات المصرية الجنوب سودانية
وقالت وزارة التربية والتعليم السودانية، في بيان لها أمس، إن العمل بالمدارس سيكون في الفترة الصباحية من الساعة السابعة والنصف وحتي الحادية عشرة صباحًا.
وأضافت الوزارة، أن عدد الحصص الدراسية لن يتجاور الـ 4 حصص يوميًا حتى زوال أزمة الخبز، التي قد نودي بحياة العديد من الطلاب.
غلق المدارس ليس حلًا
من جانبه قال رئيس لجنة تسيير اتحاد أصحاب المدارس الخاصة بولاية الخرطوم بهاء الدين سيد أحمد، إن بعض المدارس بولاية الخرطوم أعادت الطلاب إلى منازلهم لعدم توفر الخبز.
وحذر رئيس لجنة تسيير اتحاد أصحاب المدارس الخاصة بولاية الخرطوم، من أي توجه لإغلاق المدارس، لافتًا إلى أن الإغلاق ليس حلًا وسيكون قرارًا في الاتجاه الخاطئ خصوصًا مع عدم استقرار الدراسة خلال العامين الماضيين، وقلة الجرعة التعليمية التي نالها الطلاب بسبب جائحة كورونا وعدم توفر الكتاب المدرسي.
أزمة الخبز
فيما أكد رئيس تجمع اتحاد المخابز بالسودان، عصام الدين عكاشة، أن ولاية الخرطوم تواجه أزمة حادة في الخبز بعد خروج 90% من المخابز عن الخدمة، مشيرًا إلى أن انفراج الأزمة يتعلق بحل قضية شرق السودان بعد احتجاز القمح بموانئ بورتسودان منذ بدء احتجاجات الشرق التي اقتربت من الشهر.
وتوقع عكاشة، تفاقم أزمة الخبز خلال الأيام المُقبلة ما لم يتم حل قضية الشرق التي أثرت بصورة كبيرة على قطاع المخابز، مؤكدًا عدم توفر القمح حتى في السوق السوداء.
أزمة الأدوية المنقذة للحياة
وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، قد حذر من تبعات إغلاق الميناء ببورتسودان، والطُرق القومية بما يُعطِّل المسار التنموي في البلاد، ويضر بمصالح جميع السودانيين في حصولهم على الاحتياجات الأساسية.
وأوضح حمدوك، أن مخزون البلاد من الأدوية المُنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، حيث تعثرت بسبب إغلاق الميناء والطريق القومي كل الجهود للإفراج عن حاوياتها.
احتجاجات الشرق
وكان محتجون بقيادة الزعيم القبلي محمد الأمين، قد أغلقوا الموانئ الرئيسية في مدينة بورتسودان، بما فيها موانئ تصدير النفط منذ ما يقرب من شهر، مطالبين بإلغاء "مسار الشرق" في اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع ممثلين عن شرق السودان، بالإضافة إلى حل الحكومة ولجنة حكومية معنية بمحاربة الفساد واسترداد أموال "منهوبة" منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير.
فيما أعاد المحتجون، فتح موانئ تصدير واستيراد البترول بعد اتفاق مع وفد حكومي، لكنهم اشترطوا تنفيذ مطالبهم قبل إعادة فتح بقية الموانئ والطرق الرئيسية.
كما أعلنت القبائل البجاوية، في شرق السودان، رفع حظر رحلات الطيران جزئيًا إلى مطار بورتسودان أمام الحالات الإنسانية الطارئة لمدة ثلاثة أيام، ثم اعادت غلقها مرة أخرى.
كذلك أغلقت القبائل البجاوية، الطريق بين الخرطوم وميناء بورتسودان، ما تسبب في تعطل حركة عبور الشاحنات الناقلة للبضائع المستوردة والمصدرة من وإلى الخرطوم، مما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد السوداني.
وطالبت قبائل الشرق السوداني، بضرورة إلغاء "لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال لنظام انقلاب 1989، مشددة على أنه لا يعترف بأعمال وقرارات هذه اللجنة.
اتفاقية جوبا
واعترفت اتفاقية "جوبا" الموقعة في العاصمة الجنوب سودانية في أكتوبر 2020، بين الحكومة السودانية وأطراف سياسية وحركات مسلحة، بأن مناطق شرق السودان عانت لعقود من التهميش وشح الخدمات الأساسية مما أدخلت مواطني شرق السودان في دائرة الفقر والجهل والمرض.