في ذكرى ميلاده..
أبراهام لينكولن.. رئيس أمريكي لم تخلو الأفلام التي تناولت سيرته من الأخطاء
حنين ناجي محطة مصريصادف اليوم ذكرى ميلاد واحد من أهم الرؤساء الذين مروا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وهو أبراهام لينكولن، المولود في 12 فبراير 1809 بالقرب من هودجنفيل بولاية كنتاكي.
سياسي ذكي ومحامٍ بارع، حافظ على الاتحاد بعدما نجح في إعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح ليقضي بذلك على الحرب الأهلية الأمريكية، وهو المحرر العظيم الذي ألغى نظام العبودية، ومنح المواطنين حقوقا متساوية بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو اللون أو الدين.
إنجازات كبيرة حققها الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة حكمه القصيرة، دفعت صناع السينما لتناول سيرته الذاتية في عدد من الأعمال السينمائية تخليدًا لذكراه.
هناك قول سائد بأن "التاريخ لا يؤخذ من الأعمال السينمائية" ففي بعض الأحيان يتم الخلط بين الحقيقة والخيال، وبالرجوع إلى الأعمال السينمائية التي تناولت سيرة "لينكولن" سنجد أنها لم تخلو من الأخطاء التاريخية، وفي السطور التالية سنسلط الضوء على بعض تلك الأخطاء.
Young Mr. Lincoln
الفيلم الذي تناول فترة شباب الرئيس الأمريكي "لينكولن" من إخراج "جون فورد" عام 1939، ظهر به مشهد يقوم فيه "لينكولن" بمنع الحشود الغاضبة من إعدام شخصين خارج نطاق القانون، إلا أنه طبقا للمصادر التاريخية لم يذكر أن لينكولن قام بإنقاذ حياة شخصين من مثل هذه الحشود.
كما أن الرجلين اللذين أنقذهما "لينكولن" من الإعدام خارج نطاق القانون في الفيلم كانا من البيض، في حين أن مصطلح "الإعدام خارج نطاق القانون" الذي تم استخدامه في الفيلم كان يستخدم دائما بشكل تقريبي لوصف الضحايا السود المناهضين للعنف الأبيض في ذلك الوقت.
Abraham Lincoln: Vampire hunter
فيلم الرعب الخيالي "أبراهام لنكولن: صياد مصاصي الدماء" من إخراج "تيمور بيكمانبيروف" عام 2012، وكما يظهر من اسم الفيلم فهو يدور في عالم خيالي مستخدما الرمزية في تسليط الضوء على تجارة العبيد السائدة في ذلك الوقت من خلال مصاصي الدماء الجنوبيين البيض الذين قرروا الإبقاء على تلك التجارة.
وعلى الرغم من العالم الخيالي الذي يدور به الفيلم إلا أنه كان قائم على فكرة خاطئة – بالتأكيد لا نتحدث هنا عن مصاصي الدماء- وإنما أن الفيلم جعل سبب كراهية لينكولن للعنصرية ضد السود صداقته مع "ويل" وهو رجل حر من أصحاب البشرة السمراء.
الحقيقة هنا أن "ويل" ليس شخصًا حقيقيا، كما أن فهم لينكولن للعنصرية ولقضايا اختلاف العرق لم يكن مدعومًا بأي شكل من الأشكال منذ الطفولة كما صور الفيلم، بل إن لينكولن دافع عن تحرير العبيد ومنع استعبادهم مع بداية حياته السياسية، واستغرق الأمر سنوات أطول حتى قام بالنظر في تمديد الحقوق المدنية لتشمل كل المواطنين الأمريكيين.
Lincoln
في هذا الفيلم الذي أنتج عام 2012، لمح المخرج "ستيفن سبيلبرغ" إلى شيء مشكوك فيه، حيث تناول الميول الجنسية للرئيس الأمريكي وأنه ربما كانت تجمعه بصديقه "جوشوا سبيد" علاقة من نوع ما استنادًا على مراسلاتهم لبعضهم البعض والتي أظهرت توتر كل منها بشأن زواجه.
رغم أن كل تلك مجرد تكهنات من قبل المؤرخين إلا أن المخرج قام بإضافتها للفيلم دون الاستناد لدليل حقيقي، فطبقا للمصادر التاريخية كان لينكولن خلال فترة شبابه على علاقة بفتاة تدعى "آن روتلد" ولكنها توفيت بحمى "التيفود" عام 1835، ليرتبط بعدها بـ"ماري أوينز" قبل أن يتزوج بـ"ماري تود" عام 1842، ليرزق بأربعة أطفال توفي ثلاثة منهم ولم يبقى إلا روبرت تود لينكولن الابن الأكبر.