في ذكرى وفاته.. عبدالصبور شاهين ”بعبع المثقفين” والمثير للجدل

تحل اليوم الأحد 26 سبتمبر، ذكرى رحيل الدكتور عبد الصبور شاهين، أحد أشهر المفكرين والدعاة في مصر والعالم الإسلامية، والذي اشتهر بإثارته للجدل وفتح الملفات الشائكة.

 

نشأته

ولد الدكتور عبدالصبور شاهين، في 18 مارس عام 1929، بالقاهرة، ووالده هو الشيخ محمد موسى موسى على شاهين، تخرج في الأزهر، وجده الأكبر شاهين بك زعيم المماليك إبان حكم محمد على باشا، وأول من قتل فى مذبحة القلعة.

وعمل شاهين، أستاذًا بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فترة من الزمن، وصدر له 65 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها مفصل لآيات القرآن فى عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة "نساء وراء الأحداث" 10 كتب.

ويعتبر الدكتور عبدالصبور شاهين، أول من اشترك مع زوجته فى التأليف، إذ أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" فى مجلدين.

 

مصطلح الحاسوب

ويُعد شاهين، أول من اختلق مصطلح حاسوب وهو المقابل العربي لكلمة كمبيوتر والذي أُقر من قبل مجمع اللغة العربية.

وفي منتصف التسعينيات، أصدر الدكتور عبدالصبور شاهين كتابه "أبى آدم" الذي أثار ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، وقتها.

 

كتاب "أبي آدم"

وفي الكتاب يرى أن آدم هو أبو الإنسان، وليس أبا البشر الذين هم خلق حيواني كانوا قبل الإنسان، فاصطفى الله منهم آدم ليكون أبا الإنسان، وهو ما أشار إليه الله في القرآن بـ النفخ فى الروح، وأباد الله الجنس البشري فلم يبق منهم إلا آدم فعدله الله، وسواه كما ينص القرآن: "الذي خلقك فسواك فعدلك".

واستدل شاهين،على تصوره بآيات كثيرة على وجود البشر قبل الإنسان، لكن كانوا خلقًا غير معدلين بروح الله، ما دعا الملائكة عندما أخبرهم الله أنه سيخلق آدم لأن يقولوا: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء".

أعماله

ومن أهم أعمال شاهين، "ميلاد مجتمع سلسلة مشكلات الحضارة"، و"دستور الأخلاق فى القرآن"، و"مفصل آيات القرآن"، و"الظاهرة القرآنية"، و"تاريخ القرآن"، من أشهر تلاميذه الراحلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.

"بعبع المثقفين"

في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أثارت كتابات نصر حامد أبوزيد، جدلًا واسعًا، وتعرض لاتهامات الردة والإلحاد بسبب أبحاثه العلمية، وتكونت لجنة لمنحه درجة الأستاذ من أساتذة جامعة القاهرة بينهم الدكتور عبدالصبور شاهين، الذي اتهم في تقريره نصر حامد أبوزيد، بالكفر.

كما أثار شاهين، قضية "قانون الحسبة" ضد أبو زيد، وتم رفع دعوى لمقاضاته والتفريق بين نصر حامد وزوجته باعتباره مرتدًا عن الدين الإسلامي، وأنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم.

واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق قسرًا بين أبوزيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الإنجليزى، وفي نهاية المطاف وبعد تحذيرات المقربين إليه من مغبة المكوث في مصر خصوصًا بعد حادث اغتيال فرج فودة، سافر مع زوجته إلى هولندا، وعمل أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.

 

وقبل وفاة "أبو زيد" بأشهر، خرج الدكتور عبدالصبور شاهين، في حوار صحفى، وأكد أنه لم يكفر "أبوزيد" مطلقًا، وأن كل ما في الأمر أنه عقب على إنتاج المفكر الراحل بأنه "لا يرقى إلى درجة أستاذ" وأمر طبيعى جدًا أن يسقط طالب ترقية.