مي زيادة ”المجنونة”.. عاشت بأسماء مستعارة وماتت وحيدة رغم حياتها الصاخبة
محطة مصرامرأة شامية متحررة، اكتسبت شهرتها من اسم مستعار عاشت به حتى وفاتها. تعلمت عددا من اللغات لتفتح بيتها للمثقفين في صالونها الأسبوعي لتشغل مكانة مميزة بين أبناء عصرها فصارت ملهمة الأدباء إلا أنه رغم حياتها الصاخبة انتهت حياة الأديبة ماري إلياس بالعزلة بعد اتهامها بالجنون.
بدأت مي زيادة أولى مراحلها التعليمية فى مدارس الناصرة الابتدائية، وُلدت مي زيادة في فلسطين، وتحديدًا بالناصرة 11 فبراير عام 1886، والتحقت في الثانوية بالمدرسة الفرنسية لدير الراهبات لإكمال دراستها الثانوية بمنطقة "عينطورة" في لبنان، بعد أن غادرت الأسرة المكونة من أب لبنانى ماروني يعمل صحفيا وأم فلسطينية من الناصرة، فلسطين.
اقرأ أيضاً
- مفاجأة.. غضروف الركبة يهدد مسيرة حسين الشحات مع الأهلي
- حبس شخص بتهمة قتل سائق ”توك توك” وإلقاء جثته في المجاري بالمنيا
- شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي .. محمد وهبة للناشئين
- طه ياسين الخنيسي على أعتاب البنك الأهلي
- حبس مدمن شرع في قتل والده بـ”سيخ حديد” في منشأة ناصر
- بيراميدز يقترب من ضم حمدي النقاز
- المالي ماليك توريه ينضم لفريق غزل المحلة
- راحة سلبية للاعبي الأهلي الدوليين من التدريبات
- كهربا وطاهر محمد طاهر يغيبان عن مران الأهلي
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
والتحقت مي بعدة مدارس أخرى في لبنان عام 1904، لتنشر أولى مقالاتها في سن السادسة عشر، كما اهتمت بتعلم اللغات، فثابرت على اتقانها بالمنزل، وتعلمت في المدارس الكاثوليكية الفرنسية والجامعية، فأجادت الإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية واللاتينية واليونانية، واختتمت دراستها بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرجت منها عام 1917.
وفي عام 1908، هاجرت مي برفقة عائلتها إلى مصر، وقام والدها هناك بتأسس صحيفة "المحروسة"، وساهمت مي فيها بعدد ضخم من المقالات الأدبية والاجتماعية والنقدية، وبجانب دراستها للفلسفة والتاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة، عملت في تدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية، واستطاعت حصر وتكثيف جهودها في مجال العمل الصحفي، واهتمت تحديدًا بالكتابة عن حقوق المرأة والنهضة العربية في عدد من الصحف المصرية، إذ كانت تستخدم أسماء مستعارة في بداياتها مثل شجية، خالد رأفت، إيزيس كوبيا، عائدة، كنار، والسندبادة البحرية الأولى.
وسطع قلمها ومقالاتها في العديد من الصحف الكبرى مثل "الهلال" و"الأهرام" و"الزهور"، بجانب الصحف الأجنبية، التي أسعفتها في كتابة مقالاتها، اللغات التي اتقنتها، وذاع وجود مي بين الشعراء والأدباء العرب، واصدرت" أزاهير حلم"، كأول ديوان شعر تصدره باللغة الفرنسية عام 1911، تلاه العديد مثل "كتاب المساواة" و"كلمات وإشارات" و"ابتسامات ودموع"، وبجانب ذلك فقد كانت تجيد العزف على البيانو، وجدير بالذكر أن كل هذا النجاح ساعد فيه والديها اللذان أولها الرغاية بعد موت شقيقها.
على نهج الشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفى، سارت مي زيادة وانشئت صالونا أدبيا، استقبلت فيه العديد من الكتّاب والمثقفين من الذكور والإناث منذ عام 1912، في جلسة كل ثلاثاء، وحضره عدد كبير من أدباء العرب، من بينهم: طه حسين، خليل مطران، أحمد لطفي السيد، أنطوان الجميل، عباس العقاد، وذلك بعد أن سبقتها فيه بنت المستكفى فى القرن العاشر الميلادي كأول أمراة تدير صالون ثقافي.
تهافت عليها العشاق كونها فتاة مثقفة وجميلة، وأصبحت محط اهتمام العديد مِنَ الشُّعراء والكتّاب والأدباء في عَصرِها، وخاصة الذين التقوا بِها في الواقع في صالونها الأدبي، أو حتى أولئك الذين عشقوها فقط عن طريق المراسلة دون أن يلتقوا يوما بها، مثل الشاعر والأديب المصري إسماعيل صبري باشا، الذي يعتبر أحد أهم شعراء عصره ويلقب بـ"شيخ الشعراء"، بجانب الأديب والصحفي والشاعر المصري عباس محمود العقاد، والأديب والناقد طه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وحتى أمير الشعراء "أحمد شوقي"، بالإضافة للشيخ علي عَبد الرازق صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي وقع بحبها، و لم يفصح لها سوى في مراسلاتهما الشخصية، إلا أن كل تلك المحاولات كانت دائما من طرف واحد.
لم تخلو حياة مي من العقبات، فتعرضت لخسائر شخصية بين عامي 1928 1932 بدءًا بوفاة والديها وصديقيها إضافةً إلى وفاة جبران خليل جبران الكاتب اللبناني الذى جمعتها معًا علاقة حب، وتدهورت حالتها الصحية وعادت إلى لبنان، وتم اتهامها بالجنون، حيث أدخلها أقاربها مستشفى للأمراض العقلية للسطو على أملاكها، إلّا أنّها استطاعت فيما بعد إثبات صحتها العقلية لتخرج بموجب تقرير طبي وحملة صحفية كبيرة.
رحلت مي عن عالمنا فى 17 أكتوبر من عام 1941، عن عمر ناهز 55 عاما، ليتذكرها العالم أجمع بقصصها الكبيرة التى شغلت حياتها، وبالفعل اطلق اسمها تكريمًا لها على أحد شوارع الأسكندرية، وهو شارع "الأنسة مى" بسان ستيفانو.