وزير الدفاع كان شاهدا.. زواج محمود ياسين وشهيرة أثناء الحداد على عبد الناصر
أحمد النجار القاهرة محطة مصر
نادرا ما تجد فنان احتفظ لنفسه بتوهجه في اكثر من مجال من مجالات الفنون فإذا كان ممثلا ناجحا لن تجده منتجا أو إداريا ناجحا وإذا كان لكل قاعده إستثناء فإن الفنان الكبير الراحل محمود ياسين هو الإستثناء في هذه القاعدة .
يظل هو أبرز فتي أول لشاشة السينما وهو النجم الذي تهافت كبار المنتجين والمخرجين علي الحصول علي توقيعه للقيام ببطولة أفلامهم لدرجة أنه كان يلعب بمفرده بطولات ما يقرب من ثلث ما تنتجه السينما المصرية في عام وهو الوحيد بين أبناء جيله من النجوم الذي لعب بطولات عديدة أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كما نافس أبناء جيلة في بطولات اخري مع نجمات مثل سعاد حسني وشادية ونجلاء فتحي وميرفت امين ويسرا وغيرهن
50 عاما وأكثر من العطاء الفني للفنان الكبير محمود ياسين في شتي المجالات الفنية ممثلا ومنتجا ومؤلفا وإداريا . قدم أعمالا ناجحة علي خشبة المسرح وشاشة السينما و التليفزيون و خلف ميكرفون الإذاعة
وهو إمتداد لجيل من العظماء كان يؤمن أن الفنان مثلما أخذ من الفن لابد وأن يعطي لفنه لذلك أنتج لنفسه ولغيرة وما ربحه من فنه أنفقه في فنه سواء منتجا سينمائيا أو مؤسسا لأهم إستوديو صوت" رباعيات" شهد تسجيل العديد والعديد من الروائع الغنائية للكثير من الأصوات الغنائية
وهو إبن المسرح القومي الذي نشأ وتربي فنيا الي جانب عمالقته من أساطين أبو الفنون لذلك ح قق نجاحا كبيرا عندما تولي إدارة هذا الصرح الكبير الذي يشكل جزءا مهما من تاريخنا الفني وأعاد إليه رونقه أثناء توليه مسئولية ادارته وأعاد إليه جمهوره الذي هجره ونجح في إستعادة ثقة الجماهير العريضة في المسرح من جديد بعد أن هجروه الي المسرح السياحي الذي إنتشر و كان يشبه أفلام المقاولات خلال فترة الثمانينات.
ومثلما أعاد الجمهور الي المسرح أعاد أيضا النجوم الكبار للوقوف علي خشبته ليواصلوا إبداعهم المسرحي بعد أن أاوقفوه لسنوات طويلة
وهو الفنان الذي يعرف جيدا كيف يوظف نفسه لخدمة مجتمعه لذلك أسس جمعية فناني وإعلامي الجيزة لتصبح منبرا ثقافيا وفنيا وإجتماعيا أضاء سماء محافظة الجيزة و ساهم في النهوض بها وبخدماتها
ومن خلال الجمعية أقام الحفلات وقدم العروض الفنية في الداخل والخارج وخصص دخلها لصالح مشروعات المحافظة وخدمة أبنائها
وهو صاحب الإلقاء الفريد والصوت المميز الذي قدم العديد من الروائع الاذاعية ممثلا او مشاركا في الإلقاء لدرجة أن موسيقار الأجيال عرض عليه التلحين له لشدة إعجابه بصوته.
كان أول فنان يحرص علي ان تكون الجسور ممتدة بين الأجيال المختلفه من الممثلين ولعب بطولة فيلم الجزيرة أمام النجم احمد السقا في وقت كان النجوم الكبار يضعون حواجز بينهم وبين الأجيال الشابة ونجح محمود ياسين في إزالة هذه الحواجز و مد يدية للأجيال التالية وكان لهذه الخطوة مفعول السحر حيث توالت بعدها خطوات اخري مماثلة من نجوم كبار ساروا علي نهج محمود ياسين ولعبوا بطولات سينمائية الي جانب نجوم شباب مثل نور الشريف مع أحمد عز في مسجون ترانزيت ومحمود عبد العزيز مع أحمد السقا في إبراهيم الأبيض .
حكاية محمود ياسين حكاية تحتاج الي كتب كثيرة ومشواره يحتاج الي إصدارات ونقاشات أكثر وأكثر لأنها حكاية لفنان إستثنائي ونجم من ذهب
في الوقت الذي تشهد فيه الزيجات الفنية التي يكون طرفيها إثنان من نجوم الفن نهايات مليودرامية تصل في بعض الأحيان الي مأسي نجد بينها نموذج فريد يتمثل في زواج الفنان الكبير الراحل محمود ياسين والفنانة القديرة شهيرة
يظل هذا الزواج مثلما بدأ بحب حقيقي إستمر حتي رحيل الزوج يغلفه الحب والود والمشاعر الحقيقية
لكن ماقصة هذا الزواج الذي ربط بين فتي الشاشة الأول كما لقبه المنتج الكبير الراحل رمسيس نجيب وكان يضع اللقب قبل إسم محمود ياسين في تترات الأفلام والوجه الجديد عائشة حمدي وكيف خطفت الشابة الحسناء قلب دونجوان الشاشة ومعشوق الفتيات
في بداية مشواره الفني، تعرف محمود ياسين على زوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، حيث عرض عليه صديقه وزميله مدكور ثابت المشاركة في فيلم "صور ممنوعة" 1971، وأخبره أن البطلة أمامه وجه جديد اسمها "عائشة حمدي" وطالبة بالسنة الأولى بمعهد السينما، ولكن محمود لم يوافق إلا بعد رؤيتها في البروفة، وبالفعل شاركا معًا بطولة الفيلم، وبعد فترة وجد نفسه مشدودًا لها، ثم تقدم لخطبتها وقدّم لها دبلة ألماس ثمنها في ذلك الوقت 2750 جنيهًا، واستمرت الخطوبة تسعة أشهر، أما الزواج فجاء أثناء تصوير فيلم "الخيط الرفيع" وأُقيم حفل الزفاف خلال شهر أكتوبر في فترة الحداد على الرئيس جمال عبد الناصر، وكان شاهدا العقد المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع الأسبق، والفنان الراحل أحمد الشامي، وأنجب منها الممثلة رانيا محمود ياسين زوجة الفنان محمد رياض ، والكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين